مقتل 89 مسلحاً متطرفاً في معارك جنوب الفلبين
أ ف ب
أفادت السلطات الفلبينية اليوم الأربعاء (31 مايو / أيار 2017) أن قوات الجيش قتلت 89 مسلحاً خلال أكثر من أسبوع من المعارك في مدينة مراوي وسط توقعات ان تتصاعد المواجهات حيث يحمي المسلحون قادتهم محتجزين عددا من الرهائن.
وأطلقت مروحيات هجومية صواريخ صباح الأربعاء على جيوب للمسلحين الذين يقاتلون تحت لواء تنظيم "داعش" في مرواي، وهي مدينة مسلمة في جنوب الأرخبيل الذي يشكل المسيحيون الكاثوليك غالبية سكانه.
وكان الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي أعلن الأحكام العرفية في أنحاء منطقة مينداناو الجنوبية، معتبرا ان ما يحصل حملة رئيسية يخوضها تنظيم "داعش" لايجاد موطئ قدم في الفليبين.
وأكد الناطق باسم الجيش، العميد جنرال ريستيتوتو باديا، للصحافيين الاربعاء مقتل 89 مسلحا خلال العمليات مشيرا إلى أن لم يبق إلا عشرة بالمئة من المدينة تحت سيطرة باقي المسلحين.
ولكنه حذر من مزيد من المعارك الشرسة، حيث يعتقد الجيش أن ثلاثة من قادة المسلحين الأساسيين لا يزالون في المدينة.
وقال باديا "هذه العشرة بالمئة من الأراضي هي على الأرجح المنطقة الأكثر حراسة والتي يدافع عنها أي مسلحين يحمون أفرادا مهمين".
ولا يزال المسلحون يحتجزون عددا غير معروف من المدنيين رهائن، بحسب باديا ومصادر رسمية أخرى.
ولا يزال المسلحون يحتجزون عددا غير معروف من المدنيين رهائن، بحسب باديا ومصادر رسمية أخرى.
وكانوا بداية احتجزوا كاهنا وحوالي 14 شخصاً آخرين كرهائن في بداية الأزمة.
وانتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي الثلثاء تسجيل مصور للكاهن، أكد خلاله مطالب المسلحين للانسحاب حيث قال إنهم يحتجزون 240 رهينة، وهو عدد لم يتمكن باديا من تأكيده.
وأصر الناطق باسم الجيش على أن التسجيل مؤشر على أن المسلحين باتوا يائسين بشكل متزايد وأن قوات الأمن لن تتراجع.
وقال باديا "إنهم محاصرون وتحت السيطرة. إنهم في مناطق لا يمكنهم الخروج منها أحياء إلا إذا استسلموا".
- "الوضع مروع" - ولكن سلامة نحو الفين من المدنيين تشير السلطات الى انهم عالقون في مناطق سيطرة المسلحين تعد عاملا إضافيا يعقد العملية.
ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأربعاء إلى وقف إنساني لإطلاق النار من أجل انقاذهم.
وقال نائب رئيس بعثة اللجنة إلى الفيليبين، مارتن ثالمان، لوكالة فرانس برس "أعتقد أن الوضع مروع بالنسبة للمدنيين هناك ونأمل بأن يتفق الطرفان على ضرورة منحهم فرصة للخروج".
ومن بين هؤلاء، جنيتا أبانيا (47 عاما) والتي وصلت منهكة وجائعة إلى مركز إجلاء في مراوي بعد ظهر الأربعاء بعدما أنقذها عناصر شرطة مدججون بالسلاح.
وقالت أبانيا "غطينا أفواه أطفالنا خوفا من أن يدخل المسلحون ويقتلونا،" مضيفة أنها خشيت كذلك من الموت بقصف الجيش.
وفيما أشار باديا إلى أن المسلحين قتلوا 19 مدنيا، أصر على أن ضربات الجيش لم تقتل أيا من السكان المحاصرين.
وأضاف أن 21 من عناصر الأمن قتلوا، ما يرفع إجمالي حصيلة القتلى إلى 129.
واندلعت اعمال العنف عندما اجتاح عشرات المسلحين مراوي، التي يبلغ عدد سكانها 200 ألف، ردا على محاولة قوات الأمن القبض على ايسنيلون هابيلون، الذي يعتبر زعيم تنظيم "داعش" في الفليبين وهو على لائحة وضعتها الحكومة الأميركية لأخطر الإرهابيين في العالم.
وتحمي جماعة "ماوتي" المحلية التي تضم مسلحين أعلنوا عن ولائهم لتنظيم "داعش"، هابيلون، بحسب الحكومة.
ويشير الجيش إلى أن مسلحين من ماليزيا واندونيسيا وسنغافورة وغيرهم من الأجانب انضموا إلى القتال.
وقال المقدم خو-آر هيريرا للصحافيين إنه يعتقد أن هابيلون لا يزال في مراوي مع شقيقين يقودان جماعة "ماوتي".
وأسفر تمرد انفصالي في جنوب الفيليبين عن أكثر من 120 ألف قتيل منذ السبعينات.
ووقعت المجموعات المتمردة الرئيسية اتفاقات مع الحكومة تهدف إلى التوصل لسلام نهائي، متخلية بذلك عن طموحاتها الانفصالية لصالح الحكم الذاتي.
ولكن حركات مثل "ماوتي" وأبو سياف وغيرها من الجماعات الصغيرة المتشددة لم تبد اهتماما بالتفاوض وسعت خلال السنوات الأخيرة إلى الحصول على دعم من تنظيم "داعش".