42 قتيلا في ثلاثة تفجيرات في العراق واستمرار المعارك في الموصل
بغداد - أ ف ب
قتل 42 شخصا على الاقل في ثلاثة تفجيرات استهدفت بين ليل الاثنين وليل الثلثاء (30 مايو/ أيار 2017) بغداد وهيت الواقعة غربها وتبنى تنفيذ اثنين منهما تنظيم داعش، ما يسلط الضوء على تصاعد هجمات الجهاديين مع مواصلة القوات الامنية تقدمها لاستعادة الموصل.
وتأتي هذه التفجيرات بعد أيام قليلة على بدء شهر رمضان، حيث يتوجه العراقيون عادة بعد الافطار لشراء احتياجاتهم وللاستجمام.
وتنفذ القوات العراقية منذ أكثر من سبعة أشهر عملية كبيرة لانتزاع الموصل من قبضة تنظيم داعش الذي كان سيطر على المدينة قبل نحو ثلاثة اعوام، لكن الهزائم التي لحقت بالجهاديين لم تمنعهم من القيام بهجمات دموية في بغداد ومناطق اخرى في البلاد.
وتعرضت بغداد خلال الساعات الماضية لهجومين أحدهما انتحاري، مما اسفر عن 27 قتيلا واكثر من مئة جريح.
وقال ضابط برتبة رائد في الشرطة لفرانس برس "قتل 16 شخصا وأصيب 75 بجروح في الهجوم الانتحاري الذي استهدف مدنيين عند محل لبيع المرطبات في منطقة الكرداة" وسط بغداد.
ووقع الهجوم بعد منتصف ليل الاثنين عند محل الفقمة للمرطبات، في منطقة الكرادة ذات الغالبية الشيعية، تبنى تنفيذه تنظيم داعش.
وقال التنظيم الجهادي في بيان ان "الاستشهادي اياد العراقي انطلق مساء (الاثنين) بسيارته المفخخة مستهدفا تجمعا للرافضة (...) في منطقة الكرادة وسط بغداد" التي تقطنها غالبية شيعية.
واستهدف الهجوم مدنيين بينهم نساء واطفال في منطقة الكرادة.
وأظهرت صور ومشاهد فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، لقطات عند وقوع الانفجار والحريق الذي اعقبه والدمار الكبير الذي خلفه.
وغطى الركام الطاولات والكراسي امام المتجر. واظهرت احدى اللقطات مشهد شخص ملقى على الارض فيما يحاول آخرون اسعافه.
ودان بريت ماكغورك المبعوث الاميركي الخاص لدى التحالف الدولي لمحاربة الجهاديين في سوريا والعراق، الهجوم معربا عن تضامنه مع الشعب العراقي.
وقال ماكغورك في تغريدة على تويتر ان "ارهابيي تنظيم الدولة الاسلامية استهدفوا هذا المساء (الاثنين) اطفالا وعائلات كانوا امام بائع مثلجات. نحن ندعم العراق في مواجهة الشر".
ـــ سيارة مفخخة ثانية ــ وفي هجوم ثان وقع صباح الثلثاء بعد ساعات من الهجوم الاول، قتل وجرح عشرات جراء هجوم انتحاري بسيارة مفخخة، تبنى تنفيذه ايضا تنظيم الدولة الاسلامية. وقال ضابط في الشرطة "قتل 11 شخصا واصيب 40 على الاقل بجروح في انفجار سيارة مفخخة مركونة استهدف مدنيين".
واكد المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن ان الهجوم كان بـ"انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري ".
ووقع الانفجار حوالي الساعة 09,30 (06,30 ت غ) عند جسر الشهداء، احد الجسور الرئيسية التي تربط مناطق مكتظة في جانبي بغداد، وفقا لضابط الشرطة.
وأصدر تنظيم الدولة الاسلامية بيانا تبنى فيه مسؤولية الهجوم جاء فيه "تمكن الاستشهادي ابو حسين العراقي من الوصول بسيارته المفخخة وتفجيرها وسط تجمع للرافضة (...) في منطقة الشواكة" في اشارة الى موقع الانفجار وأكدت مصادر طبية في مستشفيات بغداد حصيلة ضحايا الهجومين.
ودان الاعتداءين الامين العام للامم المتحدة انتونيو غوتيريس واصفا اياهما بـ"المخزيين".
كما دانت وزارة الخارجية الاميركية "الاعتداءين الهمجيين اللذين ارتكبهما ارهابيو تنظيم داعش في بغداد".
واضافت الوزارة في بيان ان "هذين الاعتداءين الهمجيين اللذين راح ضحيتهما خصوصا اطفال ابرياء كانوا يتناولون افطار رمضان وعجزة اتوا لقبض معاشاتهم التقاعدية يظهران مرة جديدة الوحشية المجانية للعدو الذي نواجهه".
واكد بيان الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة "تجدد التزامها دعم حكومة العراق وشعبه في حربهما ضد تنظيم الدولة الاسلامية".
وفي باريس أطفأ برج باريس انواره ليل الثلثاء تكريما لضحايا الاعتداءين.
- تفجير انتحاري في هيت- وليل الثلثاء قتل 15 شخصا بينهم صحافي واربعة عسكرييين أحدهم آمر فوج، واصيب 23 آخرون بينهم عسكريان، في تفجير انتحاري استهدف حاجزا عسكريا في هيت، المدينة الواقعة في محافظة الانبار على بعد حوالي 200 كلم غرب بغداد، كما افادت مصادر طبية وعسكرية.
وقال مدير اعلام صحة الأنبار انس قيس العاني لفرانس برس إن "دائرة صحة الأنبار سجلت مقتل 15 شخصا واصابة 23 اخرين حصيلة تفجير هيت"، مشيرا الى ان "غالبية القتلى مدنيون، ومن بينهم أربعة عسكريين أحدهم آمر فوج، اضافة الى مراسل قناة آسيا الفضائية صهيب الهيتي، والجرحى ايضا غالبيتهم مدنيون فهناك جنديان جريحان" والبقية مدنيون.
وبحسب ضابط في الجيش في هيت برتبة مقدم فإن "تفجير هيت عبارة عن انتحاري استهدف حاجزا عسكريا كان تتواجد فيه قوة من الجيش ومدنيون وصحافي يقوم بتغطية نشاط".
ــ معركة الموصل ــ تاتي هذه التفجيرات مع مواصلة القوات العراقية هجماتها لاستعادة السيطرة على المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في الجانب الغربي من مدينة الموصل، آخر أكبر معاقل الجهاديين في البلاد.
وتمثل احياء الشفاء والصحة والزنجيلي الواقعة الى الشمال من المدينة القديمة، المناطق التي تسعى القوات الامنية للسيطرة عليها.
وقال العميد شاكر كاظم محسن لفرانس برس الثلثاء، ان القوات الامنية تتقدم ببطء في حي الشفاء لحماية البنى التحتية.
واوضح "المشكلة ان الحي يضم اربعة او خمسة مستشفيات" مشيرا الى ان قواتنا لديها "الوقت الكافي لحماية المدنيين والبنى التحتية".
ونبه محسن الى ان تنظيم داعش فقد المواقع التي كان يستخدمها لصنع المتفجرات وقذائف الهاون، كما ان اعداد الجهاديين تنخفض، وباتوا يعتمدون حاليا بصورة اساسية على "القناصة والانتحاريين" للتصدي للقوات العراقية.
واشار الى ان "هناك 50 الى 100 مسلح يتنقلون من بناية الى اخرى" في حي الشفاء.
وحذرت مسؤولة كبيرة في الامم المتحدة الاثنين من ان نحو 200 ألف مدني معرضون لخطر كبير في المراحل الاخيرة من المعارك في الموصل.
وقالت ليز غراندي منسقة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة لفرانس برس "نشعر بقلق عميق ازاء تعرض المدنيين الذين لا يزالون في مناطق داعش الى مخاطر كبيرة خلال المراحل الاخيرة من الحملة العسكرية لاستعادة المدينة".
واضافت غراندي ان تقديرات الامم المتحدة تشير الى ان هناك ما بين 180 الى 200 ألف مدني في المناطق التي يسيطر عليها الجهاديون في الموصل، اغلبهم في المدينة القديمة.
وتمثل المدينة القديمة، حيث تنتشر مبان متلاصقة وشوارع ضيقة، تحديا كبيرا امام القوات العراقية.
وذكرت غراندي ان العائلات التي تمكنت من الفرار من مناطق سيطرة تنظيم داعش، أخبرت الامم المتحدة بوجود نقص كبير في المواد الغذائية والماء والادوية، وقيام قناصة بأطلاق النار على المدنيين الذين يحاولون الهرب.
كما أعلن برنامج الاغذية العالمي الثلثاء في بيان انه "لاحظ اشارات مقلقة عن زيادة نسبة سوء التغذية بين الاطفال في الموصل الغربية الذين اجبروا على النزوح خلال الفترة الاخيرة".