رواية باللهجة الدارجة : الزوجة الرابعة
زهراء المبارك
ابو معتوق وقف للولد وما في اذونه ماي : طلق ام البنات وبنعرسك على الا احسن منها ، مثل ما فلتوا بتنا نفلت عليهم بتهم وبضاعتهم ترد ليهم .
معتوق متهضم وما يقدر يظلم المرة ما شاف منها شي : يا يبه كلامك على عيني وراسي ، بس حليمة مرة اجودية ما سمعتون ليها حس ، واختي هي الا جابته لنفسها ، طويلة لسان ، حتى الضرب تضرب رجلها ، چم مرة قلنا ليها .
ابو معتوق يصارخ على ولده الا شي يصفقه : لا ترادد ، كلامي ما اثنيه ، الا اقول لك به سوه ، ما يهضمون اختك وبتهم عندنا .
مرزوقه واقفة عند الباب تتصوخ ، وتفرك في راحة ايدها من الشماتة : حرة يا حلوم ، حتى ما تتشمتين فيي ، يا رب يطلقش و تبرد حرتي .
دشت حجرتها لاولادها .
طلع معتوق من عند ابوه ودش حجرته متغبن ، حليمة في حضنها بتها تنيمها وشافته وتخرعت ، بطحت بتها وقامت له : ويشو فيك معتوق ؟ ويشو صاير ؟ وجهك مو عدل .
معتوق فلت روحه على مرقده : مو صاير شي ، خليني بروحي .
حليمة تروح صوب راسه : مرضان ؟ لو صاير شي ؟ لا تخرعني معتوق .
يرفع روحه ويفلتها على الطوفه من القهر : اقول لش ما في شي ، اطلعي برا خليني بروحي .
لبست مشمرها وطلعت تدمع ، شافتها مرزوقة ضحكت عليها وتسوي ليها بايدها حرة .
راحت حليمة للعمة في المطبخ تصيح ، شافتها عمتها وانزهقت : ويشو فيش تصيحين ؟ ويشو فيه معتوق ؟
حليمة تصيح صياح ، مو قادرة تاخد النفس : ما ادري يعمة ويشو فيه ، من دخل الحجرة وجهه منقلب و ما يشتهي يطالعني ولا يكلمني ، فلتني على الطوفة ، اول مرة اشوفه يسوي كذا .
طلعت عمتها بتروح حجرة ولدها ومرزوقة تفتر في الحوي ، ناداها ابو معتوق : لا تروحين له ، تعاالي ابغاش .
دشت الحجرة مستعجبة : ويشو صاير ابو معتوق ؟
ابو معتوق : ولدش ما في شي ، قايل له يرجع مرته لاهلها الا ما يبغى بتنا ما نبغاه .
ام معتوق تنصدم : تتكلم صدق ابو معتوق ؟ وهالبنية الزينة ويش ذنبها ، مو مقصرة ويانا وزينه ويا رجلها ، لا تاخذ ذنبها يا بو معتوق خفف شوي .
ابو معتوق : انا قلت كلمتي وما تنرد الا ما يبغانا ما نبغاه ،
ام معتوق طلعت من عنده ساكته وداير راسها معور افادها الولد والمرة ، راحت لحليمة المطبخ ساكته ، وحليمة تطالع فيها وزادت حيرتها : ويشو صاير عمه ؟ علموني له ، انچان اني مسوية شي او ضريتكم ، علموني .
ضلت على حيرتها يومين فلافه و معتوق يطلع ويجي على وجهه ، ما ياكل شي من البيت ، والابو يحن عليه .
طلقها غصبا عنه ، وراحت بيت ابوها بصياحها متهضمة ،
ومرزوقة شافتها طالعة باغراضها تصيح تشمتت عليها : هاذي حوبتي يا حلوم ، تستاهلين حتى تعرفين الشماته لازم نردها .
وخدت سبوعين فلافه وطرشت بناتها لابوهم .
الباب ينضرب ، طلعت سليمة الا بنات معتوق جايبتنهم خالتهم و جدتها ، دشوا داخل وعطوهم اياهم : جودوا بنات اخوكم ، ما لينا خص فيهم ، خله يربيهم .
وضل الرجال مريض من الهم والكدر ، قعد عن الشغل چم من يوم ، لكن لازم يروح يشوف شغله هذا رزقه ، انچان ينسى شوي .
وضلوا البنات عند جدتهم تربيهم .
وسليمه جاها الرجل وعرست وكبروا البنات شوي .
وضل معتوق بين البيت والورشة .
وداك اليوم قاعد في ورشته وجته جارتهم تباه يلحم صندوق متكسرة جوانبه : شحوالك جارنا ؟
معتوق يطالعها من تحت لتحت : حياش الله صالحة ، شحوال ابوش ؟
صالحة : الحمد لله بخير ، شوف ليي هالصندوق اذا تقدر تلحمة ، تقصص عدل ، وما ليي خاطر ارميه ، ورث مال جدتي الله يرحمها .
معتوق : ولا يهمش يالجارة ، خليه باسويه لش ، تعالي له بكرة .
يوم ثاني جت خذته وخذت روحه وياها ، دخل لامه في الليوان وبسط صوبها ومرزوقة تحوس ويا اولادها تسبح وتلبس .
قعد بثيابه الشغل متروسين آيل : أماه ، ابا اعرس .
ام معتوق : يسلم راسك يا ولدي ، روح افصخ هالوصخ ارميهم في الطشت وتعال باعلمك على بنية حليوة .
معتوق : لا تدورين ليي انا ابى بت جيرانا صالحة ، ما اباها الا هيه .
ام معتوق : باشاور ابوك اول .
معتوق : وابويي ويشو دخله ، هو الا بعرس ؟
ام معتوق تزمر عليه : لا تفاول عليي يا ولدي .
لازم باقول له يمكن ما يرضى .
معتوق : رضى او ما رضى انا ابغاها .
وتشاوروا ومرزوقة تعرفها عدل و ما تشتهيها ، وراحوا خطبوا له صالحة ، وعرسوا وتحملت بالبنات ، وعزل ليهم شقة بروحهم ، لكن بناواتها ما يحبونها ، يتهاوشون وياها بسبب وبغير سبب .
وحتى مرزوقه من تشوفها في الشارع تهاوشها وتجزز في شعرها حتى ما حد يدري من البيت .
و ام معتوق تحبها ومتحمله بها .
داك اليوم راجعة صالحة من بيت ابوها وتتلقاها بناوتها العوده مسعده ، وتتلاسن وياها في الشارع وتنفلت عليها تجز شعرها وتنتف فيها .
دشت البيت تصيح وصكت عليها حجرتها شبعت صياح وراحت الحمام تغسل وجهها لا يبين عليها ، وما تعلم رجلها ولا عمتها ، ما تبغي المشاكل ، من يشوفون ابوهم راح الورشة تولوها بالضرب .
مسعدة جمعت خواتها في حجرتهم وتحدهم عليها : لا تتعلفون بها اذا ابويي في البيت ، بسوي لينا سالفة ، اذا طلع هجموا عليها ، وهي تخاف منا وما تعلم ابويي ، اضربوها ضرب الجهد .
ختها الا اصغر منها فوزية قامت عنهم : اني لا تحسبوني منكم ، المرة طيبة ويانا ، هاكي تطبخ وتغسل وتكنس لينا ، بعد ويشو تمبون ؟
مو زين عليكم الله بعاقبكم ، ودعوة المظلوم ما تنرد ، لا تضربوها مو زين مو زين ، ويشو سوت ليكم هالفقيرة ؟حتى ابويي ما تقول له .
مسعدة توقف في وجهها : انتين اطلعي منها ومالش خص ، احنا كيفنا ما نحبها ، وان علمتين ابويي بنتعاون عليش .
تطلع عنهم منقهرة عليهم .
وحملت صالحة لكن ما كملت حملها ومات في بطنها وردت حملت مرتين فلاف ويموتون ليها .
في عصرية داك اليوم ، ابو معتوق في الورشة وجدتها في بيتهم بعدهي ما تجي بيت ولدها ، كانت توها طارحة ، خدت چم من يوم وطلعت من حجرتها بتدش المطبخ ويتحاولونها البنات يعايرون فيها ، مسعده راحت دزتها وتخوصرت ليها : لو فيش خير انچان جبتين ولاد يالعقيرة ، لكن ما فيش خير .
صالحة واقفة بينهم وخايفة : ويشو مسويه فيكم اني ؟ هاذي كتبة الله ، تعترضون على كتبة الله ؟
مسعدة رفعت ايدها وصفعتها : احنا ما نحبش ، ما نشتهيش ، لاويه قاعدة في البيت ويانا ؟
صالحة : لاويه تضربين ، ما سويت فيش شي .
اذا ما تبوني كلموا ابوكم ، واني ويش يهمني ، اني الا قلت له يخليني وياكم ؟
إلى اللقاء غداً ...