ترامب لدول الشرق الأوسط: "اطردوا" الإسلاميين المتطرفين
الرياض – رويترز
حث الرئيس الأميركي دونالد ترامب الزعماء العرب والمسلمين الأحد (21 مايو/ أيار 2017) على التوحد وتحمل مسؤوليتهم العادلة فيما يتعلق "بطرد" الإرهاب من بلدانهم بينما خفف من لهجته الحادة التي كان يتحدث بها عن المسلمين.
وقال ترامب إن إيران مصدر لتمويل ودعم الجماعات المتشددة. وجاءت كلماته متوافقة مع وجهات نظر مستضيفيه السعوديين وبعث برسالة شديدة اللهجة إلى طهران بعد يوم من فوز الرئيس الإيراني حسن روحاني بفترة ثانية.
وقال ترامب لزعماء 55 دولة مسلمة تمثل أكثر من مليار شخص "الإرهاب انتشر في أنحاء العالم. لكن الطريق إلى السلام يبدأ من هنا... على هذا التراب العتيق... في هذه الأرض المقدسة".
وأضاف "لن يكون هناك مستقبل أفضل إلا إذا طردت دولكم الإرهابيين وطردت المتطرفين".
وأردف قائلا "اطردوهم! اطردوهم من أماكن عبادتكم. اطردوهم من مجتمعاتكم. اطردوهم من أرضكم المقدسة واطردوهم من هذه الأرض".
ومثل أول خطاب لترامب في الخارج فرصة لإظهار قوته وعزمه على خلاف الصعوبات التي يواجهها لاحتواء فضيحة سياسية آخذة الاتساع في بلاده بعد إقالته مدير مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) جيمس كومي قبل نحو أسبوعين.
وأوضح بنبرة قوية أن واشنطن ستدخل في شراكة مع دول الشرق الأوسط لكنه توقع مزيدا من العمل في المقابل.
وقال في خطابه "لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين فعله. وهذا يعني بصدق مواجهة أزمة التطرف الإسلامي والإسلاميين والإرهاب الإسلامي بكل أشكاله".
ونقلت المقتطفات المسبقة لخطابه عنه قوله عبارة "تطرف الإسلاميين" لكن لم يتضح لماذا حاد في خطابه الفعلي عن النص.
وتشير عبارة "تطرف الإسلاميين" إلى الإسلام كحركة سياسية وليس الإسلام كدين وهو فارق كثيرا ما انتقد ترامب إدارة سلفه باراك أوباما بسببه.
وكان ترامب اقترح حينما كان مرشحا حظرا مؤقتا على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة. وأمر بعد توليه السلطة بفرض حظر على قدوم أشخاص من بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة وهو أمر عرقلته المحاكم لانطوائه على تمييز.
ويأتي خطاب ترامب الذي ألقاه في قاعة مذهبة ومزينة بالثريات في إطار مسعى يستهدف إعادة تعريف علاقته بالعالم الإسلامي.
وساعدت فلسفة "أميركا أولا" التي يتبعها ترامب الرئيس الأميركي في الفوز بانتخابات 2016 وأثرت على الحلفاء الذين يعتمدون على الدعم الأميركي في دفاعهم.
ولقي ترامب استقبالا حارا من الزعماء العرب الذين نحوا جانبا تصريحات حملته الانتخابية بشأن المسلمين وركزوا على رغبته في كبح جماح نفوذ إيران في المنطقة وهو التزام يعتبرون أن إدارة سلفه باراك أوباما كانت تفتقر إليه.
وقال الرئيس الأميركي "إيران تغذي منذ عقود نيران الصراع الطائفي والإرهاب. إنها حكومة تتحدث صراحة عن القتل الجماعي وتتعهد بتدمير إسرائيل وتتوعد أميركا بالموت وبالدمار للعديد من الزعماء والدول في هذه القاعة".
معركة مشتركة واستقبال ملكي
وفي تقديمه لترامب وصف العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز عدوهما المشترك إيران بأنها مصدر الإرهاب الذين يتعين مواجهته معا.
وقال "إن مسؤوليتنا أمام الله ثم أمام شعوبنا والعالم أجمع أن نقف متحدين لمحاربة قوى الشر والتطرف أيا كان مصدرها... النظام الإيراني يشكل رأس حربة الإرهاب العالمي".
واتفقت الولايات المتحدة والدول الخليجية العربية يوم الأحد على تنسيق جهودها لمكافحة تمويل الجماعات الإرهابية وهو هدف رئيسي بالنسبة للبيت الأبيض.
واجتمع الرئيس الأميركي أيضا مع دول مجلس التعاون الخليجي الست في إطار جهوده لمعادلة قوة إيران بقوة عربية على غرار حلف شمال الأطلسي.
وقوبل ترامب بحفاوة بالغة من الزعماء العرب أثناء اجتماعات فردية معهم.
وأشاد ترامب بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقال له "لقد قمت بعمل هائل في ظل ظروف صعبة".
وكانت لإدارة أوباما علاقة صعبة مع السيسي الذي أتى إلى السلطة بعد إطاحته بالرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين عقب احتجاجات حاشدة على حكمه عام 2013.
وتعهد ترامب بزيارة مصر قريبا كما أبدى إعجابه بالحذاء الأسود اللامع الذي كان ينتعله السيسي قائلا له "يعجبني حذاؤك... ياله من حذاء!"
وفي اجتماع مع عاهل البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة أعلن ترامب أن هناك الكثير من القواسم المشتركة بين البلدين وأنه على الرغم من التوتر السابق بينهما "فلن يكون هناك توتر مع هذه الإدارة".
وأشاد الملك بالعلاقات بين البلدين وقال إنها أدت إلى "استقرار كبير في المنطقة ورخاء". وتستضيف البحرين الأسطول الأميركي في الشرق الأوسط.
وتأكيدا على مسألة الصفقات الاقتصادية الأميركية قال ترامب لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إنهما سيتناقشان بشأن "الكثير من المعدات العسكرية الجميلة... لأن لا أحد يصنعها مثل الولايات المتحدة".
وخلال اجتماع مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح أشار ترامب إلى أن الكويت اشترت كميات كبيرة من العتاد العسكري الأميركي وأشار الأمير إلى ترامب قائلا "أخي".
وهذه هي أول زيارة خارجية لترامب بعد توليه الرئاسة. وتمثل السعودية المحطة الأولى في جولة الرئيس الأميركي التي تستغرق تسعة أيام في الشرق الأوسط وأوروبا.
يأتي الخطاب في وقت يحاول فيه ترامب التغلب على تداعيات قراره في التاسع من مايو أيار وسط اتهامات بأن ترامب يحاول وقف تحقيق اتحادي في روابط حملته الانتخابية مع روسيا العام الماضي.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن ترامب وصف كومي بأنه "مخبول" خلال اجتماع مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الأسبوع الماضي. وقالت صحيفة واشنطن بوست إن التحقيق وصل إلى البيت الأبيض ليشمل أحد مستشاري ترامب دون أن تذكر اسمه.