العدد 5372 بتاريخ 22-05-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةثقافة
شارك:


قصة قصيرة... شَهْقَة

عصمت يوسف  - قاصة بحرينية

ليس هنالك أسوأ من أن تُقتَحَمَ حياتك من قِبَلِ حواسك، شهقتها اخترقت دِماغي، لا زلتُ مقيداً بتلك الحادثة، صعبٌ إزالتُها كالعفن، لا أعلم مدى الخوف التي شعرت به عندما وجهتُ رصاصتي على زوجها، في ليلةِ زفافها، كانت تقِفُ كطفلةٍ مدللة، تحولَ مخزن ألعابها بعد الشهقةِ لمستودعِ خردة، هكذا ببساطة أنهيتُ حلمها البسيط، كل ما أرادته! هو ذلك الرجل التي واجهت العالم كله من أجله، هكذا كَتبت في دفترِ مذكراتها، وهكذا محوْت أنا ما كتَبَتهُ بدماء حُبها، لأكتب أنا قدرها من جديد، "كل انسان عبارة عن دائرة اليين واليانغ، يحمل في جعبتهِ الخير والشر، رأيت نصف الخير في ذلك الرجل "هذا ما كتبتهُ زوراً وأخفيت بعض الحروف خلف السطور، لم أكتب لها إنها فقدت ذاكرتها كُلياً في تلك الليلة، بعد أن خرجت في شوارع إسطنبول بروحِها التائِهة، كل ما يدورُ حولها بلا جواب، صدمتها معجزةٌ على هيئةِ شاحنة، في اليوم التالي لم يراودها إلا سؤال واحد "من أنا"، في تلك اللحظة فقدت هي نفسها، بينما أنا وجدتُ نفسي بها، أحببتها وسعيتُ لتحبني ونجحت، اقترنتُ بها وخلتُ أن الكَابُوسُ اِنْتَهَى، لكنه بدا أَشَد، كنتُ أعيش الخوف في كل ثانية تعيشها هي بجانبي، كلما بدتْ حياتي مثالية، بدت الكوابيس مأساويةٌ أكثر فأكثر، مرَ عام وأصبحَ كأنهُ العام الذي مضى، إنهُ نفس اليوم الذي فقدت جميلتي فيه ذاكرتها، وفي نفس هذا اليوم حل الآن وقت ولادتها، أخشى أن تلدَ ذاكرتها لا جنينها، لقد أتت الممرضة بابنتي، إنها جميلة كأُمها، ماذا يحدث؟ الأطباء يتكاثفون على غرفة ولادة جميلتي، ممرضة تصرخ "لقد انتحرت" شَهِقَتْ طِفلتي.



أضف تعليق



التعليقات 16
زائر 1 | 1:15 ص جميل جدا رد على تعليق
زائر 2 | 1:59 ص استمري.. جميل جدا ماتسردينه .. موفقة رد على تعليق
زائر 3 | 5:10 ص اسلوب رائع رد على تعليق
زائر 4 | 3:54 ص ممتاز رد على تعليق
زائر 5 | 4:00 ص بطله ????❤️ رد على تعليق
زائر 6 | 4:00 ص جميل???? رد على تعليق
زائر 7 | 4:03 ص ابدااع ، اسلوب الطرح جميل جداً ???????????? رد على تعليق
زائر 8 | 4:03 ص دار راسي وما فهمت يمكن من الصيام هههههههههههههه رد على تعليق
زائر 9 | 4:06 ص جميل جدا رد على تعليق
زائر 10 | 4:17 ص ماشاءالله اسلوب ♥️✨ ربي يوفقج رد على تعليق
زائر 11 | 4:31 ص اسلوب متقن، بالتوفيق للكاتبة رد على تعليق
زائر 12 | 4:47 ص رائعه.. بالتوفيق رد على تعليق
زائر 13 | 4:54 ص رائع وجميل جدا ربي يوفقج ان شاء الله رد على تعليق
زائر 14 | 5:28 ص دوم مبدعة ❤ رد على تعليق
زائر 15 | 5:52 ص تبارك الرحمن، اسلوب جميل ورائع وفقك المولى دائما رد على تعليق
زائر 16 | 7:21 ص ابداع