عائلة بحرينية أنهكها الانتظار: 33 عاماً نحلم ببيت «الإسكان»
الوسط - حسن المدحوب
لم يكن يدور بخلد المواطن البحريني عبدالله محسن مهدي علي الذي ناهز الستين عاما، حينما تقدم بطلبه الإسكاني في العام 1984، انه سيقضي أكثر من نصف حياته بانتظار بيت الإسكان، إلا ان ذلك ما حدث فعلا، فقد قضى 33 عاما بانتظار أن يلم شمل أبنائه في بيته الموعود، 33 عاما من مجموع سنوات عمره البالغة 59 عاما، والانتظار ما يزال مستمرا دون ان يتحقق حلمه وحلم عائلته معه حتى اليوم.
الأب، أو الجد الذي انهكته السنوات وأتعبته الامراض طرق كل الأبواب، بدءا من باب وزير الإسكان باسم الحمر، مرورا بمكاتب النواب الحاليين والسابقين، ومحافظ العاصمة، إلا أن كل ما حصل عليه حتى اللحظة وعود جميلة بأنه سيحصل على وحدته الاسكانية في مشروع توبلي الاسكاني؛ أي في قريته التي يعيش فيها، إلا أن الواقع أخبره أن هذا المشروع قد وزع دون ان يكون اسمه ضمن المنتفعين به.
لم يشفع للحاج عبدالله محسن مهدي انه مصاب بمرض الصرع المزمن منذ العام 1981، ومرض القلب وضغط الدم بالإضافة إلى مرض السكر، ولا كونه يعيش في منزل مشترك مع 15 فردا، كما لم تشفع له 33 عاما قضاها بانتظار حلمه وحلم اسرته بأن يحظى كالآلاف من أبناء هذا الوطن ببيت يضم أبناءه ويجمعهم.
تقول أسرته لـ»الوسط»: إن «الوالد تقدم بطلب اسكاني في العام 1984، وعلى الرغم من انه كان يراجع عنه، إلا اننا تفاجأنا بعد 15 عاما من تاريخ تقديم الطلب بإلغاء الطلب دون إبداء أسباب لذلك، وتم توجيهنا الى تقديم طلب جديد للوالد قيد عن العام 1999، ومضى عليه 18 عاما تضاف الى الأعوام الـ15 التي سبقتها، إلا ان كل هذه السنوات لم تشفع لوالدنا المتعب لدى وزارة الإسكان بأن ينال حقه في أن يحصل على بيت الإسكان الذي انتظره طوال عمره».
وأضافت «قمنا بمراجعة النواب السابقين والحاليين للنظر في طلب والدي، ولكن من دون أي جدوى تذكر، وفي العام 2014 طالبنا بمقابلة سعادة وزير الإسكان، وتم ذلك فعلا في تاريخ 10 فبراير/ شباط من ذات العام، وتم عرض مشكلة طلب الوالد القديم في الوزارة والطلب الجديد، وتم استعراض حالة الوالد الصحية إذ إنه يعاني من مرض الصرع المزمن من عام 1981، ومرض القلب وضغط الدم، بالإضافة إلى مرض السكر، وأخبرنا وزير الاسكان انه سوف يتعامل مع الطلب الجديد فقط، على ان يتم الاستعجال بطلبه الاسكاني؛ بسبب كونه من الحالات الإنسانية الملحة، وستتم اضافته من ضمن المنتفعين بمشروع توبلي الاسكاني، وانه سوف يتم الاتصال بنا للسحب على رقم الوحدة الاسكانية قبل البناء، وهذا الشيء لم يحدث».
وأردفت «وبعد شهر من مقابلة سعادة الوزير، تم الاتصال بنا من قبل الوزارة وطلبوا منا أن نحضر المستندات الطبية التي تثبت مرض الوالد بالصرع والضغط والقلب والسكر، وتم تزويد الوزارة بالمستندات الطبية التي تثبت بأنه يعاني من الصرع والقلب ولكن مرض الضغط والسكر تم الاكتفاء بذكر أسماء الأدوية التي يستعملها من قبل المركز الصحي، بعدها تم تحويل الطلب الى لجنة الدراسات للمتابعة، وتم اعطاؤنا رقما للتواصل مع الموظف المختص حتى اعرف آخر المستجدات، ولكن لم يكن يرد على الاتصالات، بعدها تم تحويل الطلب الى مسئول التوزيعات، ولكن ايضا لا احد يرد على المكالمات».
وتابعت «بعدها قمنا بالاتصال على البرنامج الاذاعي (صباح الخير يا بحرين) لإذاعة البحرين حيث ذكرنا معاناة الوالد وموضوع مقابلة الوزير، وبعدها جاء الرد عن طريق الاذاعة أيضا، حيث تمت أفادتنا ان الوالد قد قابل سعادة الوزير في 10/2/2014، وبسبب الوضع الصحي له؛ وعد الوزير بأنه سيكون طلبه على قائمة مشروع توبلي الاسكاني، وخلال السنتين والنصف اثناء مراجعتنا وزارة الاسكان تتم طمأنتنا بان طلب الوالد له الاولوية ضمن مشروع توبلي الاسكاني، ويجب علي الانتظار حتى يتم الاتصال بنا فقط، ولكن للأسف أثناء مراجعتنا في شهر مارس/ آذار2016، أفادنا الموظفون بالوزارة أن طلب الوالد مدرج تحت مشروع الرملي، وعندما وأخبرناه أن الوالد له طلب استعجال وهناك توصية من الوزير بخصوص طلبه، أخبرنا أن ما ذكرناه صحيح بأنه توجد رسالة استعجال موجود في جهاز الوزارة».
وواصلت «أثناء توزيع بيوت الاسكان لمنطقة توبلي راجعنا الوزارة مرة اخرى بخصوص الطلب، غير أننا صدمنا عندما عرفنا ان اسمه غير مدرج ضمن المنتفعين بالوحدات الاسكانية في هذا المشروع، على الرغم من كل الوعود التي تلقيناها سابقا، ثم تم اخبارنا بأننا سنكون ضمن المنتفعين بالوحدات في مشروع الرملي، وها هو مشروع الرملي تم توزيعه ولم يتم الاتصال بنا أيضا».
وختمت العائلة «اننا نناشد وزير الإسكان باسم الحمر ان يرحم أبانا الذي أتعبه المرض وانهكته سنواته التي شارفت على الـ60 عاما، فلو لم نكن بأمس الحاجة لهذا السكن لما طرقنا باب أحد، اليوم نحن نطرق باب الله، ويقيننا بأنه لن يرد سائلا مطالبا بحقه».