العدد 5368 بتاريخ 18-05-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةبيئة
شارك:


اجتماع بون المناخي يختتم أعماله في ظل شكوك إزاء الموقف الأميركي

بون - أ ف ب

اختتم ممثلون عن كل دول العالم يوم أمس (الخميس 18 مايو/آيار 2017) مباحثات حول تطبيق اتفاق باريس المناخي للحد من ارتفاع حرارة الأرض عقدت على مدى عشرة أيام في مدينة بون الألمانية في ظل شكوك حول الموقف الأميركي.
وقالت السفيرة الفيدجية نزهت شميم خان التي ترئس بلادها مؤتمر الأطراف الثالث والعشرين للأمم المتحدة حول الاحترار المناخي في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 "علينا أن نتقدم مهما كانت العقبات".
وأضافت "لا يمكن أن نتراجع بسبب أن أحدنا قرر أن يترك العائلة. في هذه المرحلة لم تحسم الولايات المتحدة أمرها، ونأمل في أن تبقى في الاتفاق، لكننا لن نوقف عملنا حتى وإن كان قرارهم سلبيا".
في المقابل رحبت السفيرة بالقرارات "الإيجابية" المتخذة خلال الأيام الماضية، و"الدافع المشترك" للمجتمعين.
انطلقت المباحثات في ظل قلق من ان يحبط التردد الأميركي المشاركين وينسحب أيضا على دول أخرى. و يختتم الاجتماع برغبة معلنة بالإبقاء على الأجواء الإيجابية.
ويقول دافيد لوفاي الباحث في معهد التنمية المستدامة في باريس والمفاوض الفرنسي السابق "الأجواء جيدة، جرت بعض النقاشات، البعض مثل الاتحاد الأوروبي يريدون مزيدا من التشدد في تطبيق الاتفاق، والبعض الآخر يريدون شيئا من التساهل، لكن ليس هناك نقاط عرقلة كما كان الحال في السابق"، أي قبل إقرار اتفاق باريس في آخر العام 2015.
ويرى لوفاي أن التردد الأميركي يولّد في المقابل تضامنا من جهة الدول الملتزمة بالحد من ارتفاع حرارة الأرض.
من الناحية التقنية، ركزت المباحثات خصوصا على مسار تطبيق اتفاق باريس. لكن لم يصدر أي شيء ملموس حول خريطة تطبيق الاتفاق التي ينبغي أن تكون جاهزة في العام 2018.

خشبة خلاص

 ويلقي التردد الأميركي ظلاله في مكافحة الاحترار المناخي على هذا المسار المرتقب. فالرئيس دونالد ترامب يبدو الآن متردداً في هذا الملف.
ولا شكّ أن هذا التردد أفضل من الموقف الحاسم الذي أعلنه ترامب أثناء حملته، أن قضية الاحترار المناخي مؤامرة صينية ضد بلاده، وأن واشنطن ستنسحب من اتفاق باريس في حال وصل إلى البيت الأبيض.
وكان الوفد الأميركي في بون ينتظر كل الوقت التعليمات من واشنطن، وهو أصغر وفد يمثل الولايات المتحدة في هذا النوع من الاجتماعات.
وقالت باتريسيا اسبينوزا مسؤولة شؤون المناخ في الأمم المتحدة "رئيس الوفد الأميركي مفاوض محنك، لقد كرر القول إن موقف بلاده قيد المراجعة".
تتجه الأنظار الآن إلى قمة مجموعة السبع في السادس والعشرين والسابع والعشرين من مايو 2017، وأيضا إلى قمة دول العشرين المقرر عقدها في يوليو/تموز 2017 في ألمانيا.
ويقول سكرتير الدولة الألماني لشئون البيئة يوشن فلاسبارث، الذي تستضيف بلاده قمة العشرين "نعمل بجهد مع عدد من الأصدقاء في العالم لإقناع الولايات المتحدة بأن البقاء في اتفاق باريس هو خيار صائب".
ويرى المفاوض المالي سيني نافو وهو رئيس المجموعة الأفريقية أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تحسم قرارها بأسرع وقت ممكن، معتبرا أن حالة التردد لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية له.
لكن استمرار التردد الأميركي "يعزز الآمال بالتوصل إلى إقناع" واشنطن، وفقا لدافيد لوفاي.
والأربعاء، دعت خمسون دولة من الأكثر تأثرا بالاحترار المناخي إلى تعزيز التحرك العالمي لمكافحة ظاهرة الاحترار المناخي، وهو "خشبة الخلاص" كما وصفوه.
ويقضي اتفاق باريس بالحد من ارتفاع حرارة الأرض عند مستوى درجتين فقط أو درجة ونصف الدرجة مقارنة مع ما كانت عليه قبل الثورة الصناعية، وذلك من خلال تقليص انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة.
لكن الالتزامات الدولية الحالية لن تحقق هذا الهدف، بل ستكون نتيجتها ارتفاع ثلاث درجات، لذا يطلب اتفاق باريس من الدول مراجعة أهدافها على المدى المتوسط تجنيبا لآثار كارثية في مختلف بقاع الأرض.



أضف تعليق