غانم النجار: أنا سياسي فاشل وإداري فاشل... ويقلقني خطاب الكراهية وحجم الكذب بالعالم!
الوسط - المحرر السياسي
غانم النجار أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت، وخبير دولي معتمد لدى عديد من المنظمات الدولية، وكاتب... شخصية غنية عن التعريف، يعد من أبرز الوجوه في مجال حقوق الإنسان على المستوى المحلي والعربي والعالمي... يحمل هموم الإنسان ويدافع عنه من أجل العيش الكريم، ونشرت صحيفة "اليمامة" السعودية معه هذا الحوار اليوم الخميس (18 مايو/ أيار 2017).
وتناول الحوار محطات عديدة ومتنوعة عاشها وعاصرها التقينا لنتعرف على مشواره الحافل بالأحداث:
ماذا عن النشأة وتأثيرها على حياتك ومحطاتها المختلفة؟
نشأت في أسرة كبيرة من 11 أخاً وأختاً من أب وأم واحدة. وكان لجدتي لأمي رحمها الله دور كبير في حياتنا، حيث كانت تقيم معنا في البيت نفسه. ترتيبي كان الوسط وربما كنا بداية جيل الخمسينيات الذين استفدنا من التعليم بكل مستوياته من رياض الأطفال إلى الثانوية ثم الجامعة والبعثات الخارجية.
كان والدي - رحمه الله - أباً متسامحاً جداً، يجيد صنعته، ويحرص على التفاني في عمله، سواء أكان في عمله منذ الصغر أو الغوص أو لاحقاً النجارة ثم بالضرورة كما هو الحال مع الكثيرين من أهل الكويت صار موظفاً حكومياً في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وصار يتسلم راتباً شهرياً؛ ولكونه من أهل الماضي، الذي يكد ويتعب في عمله ليضمن رزقه ورزق أولاده، فقد استغرق الأمر وقتاً كي يتكيف مع مفهوم الراتب الشهري مع قلة العمل.
كنا متأثرين بالجو العام حينذاك من صحافة وأخبار، وكنا نقرأ كثيراً في كل المجالات سواء الروايات العربية والعالمية المترجمة والمجلات الشهرية كمجلة العربي أو الأسبوعية كمجلة صباح الخير المصرية التي كنت أتابعها بشكل متواصل، وبالتالي فإن كثرة القراءة عادة تنتج عنها القدرة على الكتابة، ما جعلني أحب الكتابة بوقت مبكر وأكتب في الصحافة.
لا توجد توجهات سياسية
ماذا عن بيت الأسرة والأجواء التي كنت تعيشها؟
الجو العام في البيت منفتح، لا توجد توجهات سياسية، حيث لم يكن والدي مسيساً، بل كان إنساناً بسيطاً من أهل البحر، عاش حياة الشظف ومصاعبها، وكان يرى الحكومة خاصة بعد تطبيق نظام دولة الرعاية بعد ارتفاع دخل النفط في بداية الخمسينيات، بأنها تمثل الخير العام، خاصة أنه انتقل من عمل متعب ومرهق لموظف يتقاضى شهرياً مرتبه كمدخول يضمن حياة الأبناء. كذلك كان إخوتي وأخواتي يتميزون بتنوع الأفكار والآراء، وكان الكتاب متداولًا داخل البيت بشكل كبير، ما شكل بيئة جيدة للكتابة، كذلك أخي الأكبر عبد الرحمن النجار شخصية إعلامية تلفزيونية منذ الستينيات كان له تأثير علينا جميعاً. في نفس الوقت كان هناك حراك سياسي على مستوى مصر والدول العربية وكانت الكويت عنصراً أساسياً وفاعلاً في ظل هذه الظروف في مجال الثقافة العربية التي تجلت في مجلة العربي إضافة إلى الشخصيات الثقافية الكويتية كانت حاضرة ومتنوعة في كل المجالات تقريباً من الشعر إلى الفن إلى المسرح إلى القصة إلى المشاريع الثقافية المستمرة.
كان هناك أيضاً المسرح وهو نقطة التقاء الكويتيين، حيث كان المسرح يقدم القيم والإبداع وأتذكر أول مسرحية حضرتها في 1964 وأنا طالب في الابتدائي وكانت بعنوان (صقر قريش) باللغة العربية الفصحى، حيث نقلتنا المدرسة بالباصات إلى مسرح ثانوية الشويخ، التي تحولت إلى الجامعة لاحقاً لمشاهدة أول مسرحية بعد تدريب مكثف قام به رجل المسرح العربي الراحل زكي طليمات والذي كانت تلك المسرحية باكورة إنتاجه بعد تدريبه للفنانين الكويتيين الذين ظهروا في تلك الفترة أمثال صقر الرشود وعبد الحسين عبد الرضا وسعد الفرج ومريم الغضبان وغيرهم ممن أثروا الحياة المسرحية وأثروا في المجتمع حيث كان انتاجهم اللاحق مثل مسرحية (الكويت سنة 2000) و(عشت وشفت) وماتبعها من مسرحيات مؤثرة في طبيعة المجتمع ودرجة انفتاحه الكبيرة على الأفكار والآراء المطروحة، التي أظن أن الرقابة سترفضها اليوم فيما لو أعيد عرضها.
طفولتي تتطور بالتدريج
كيف كانت طفولتك؟
طفولتي كانت عادية في بداياتها وربما تأثرت بالتدريج بمحاور ثلاثة وهي الأسرة والمدرسة والرفاق في المنطقة وهي كانت أموراً متحركة ومتغيرة بسبب عجلة التغيير التي كان يشهدها المجتمع، وبالتالي كانت طفولتي تتطور بالتدريج مع نمو المجتمع ومعاييره الجديدة في عصر النفط، ونمط الوفرة، ودولة الرعاية. كانت المدرسة توفر الطعام الجيد والأنشطة والملابس والكتب إضافة للتدريس الجيد. انتقلنا في تلك المرحلة إلى التعليم المجاني كحق وهو ما لم يكن متوافراً لجيل آبائنا.
شعاري «لا تكره أحداً حتى من أساء إليك... لك ألا تسامحه ولكن لا تكرهه فإن الكراهية مضرة بالصحة النفسية».
ماذا أخذت عن الوالدين؟
الوالد كان مجداً بعمله ولم يستوعب انتقاله للعمل الحكومي مقابل معاش شهري بجهد أقل، وابتعاده عن العمل اليدوي والغوص والنجارة وكافح واجتهد. أهم الصفات التي كان يتحلى بها الصدق والتسامح والمرونة، لم يعنفنا أو يضربنا إلا في حالات نادرة.
أما الوالدة فهي عملية جداً ومدبرة، واجتماعية أكثر من الوالد لديها شبكة علاقات واسعة ودبلوماسية جداً.
ماذا عن الدراسة ورحلة العلم؟
درست المرحلة الابتدائية في مدرسة سيف الدولة، والمتوسطة في مدرسة القادسية، ودرست في ثانوية الدعية (أحمد البشر) فقد كنا من سكان منطقة القادسية وتعتبر ثانوية الدعية هي الأقرب لنا. وكان الطلاب فيها من الجنسيات كافة وكذلك المدرسون.
وفي 1952 تأسست الجامعة على المخطط التنظيمي إلا أن عدد الخريجين من الثانوية لم يكن كافياً فاستقر الأمر على استخدامها كثانوية الشويخ، مع أن المباني كانت مهيأة لجامعة. كانت ثانوية الشويخ تجمع طلبة من مختلف الدول العربية من العراق واليمن والجزائر وفلسطين وسوريا والكثير منهم كانوا يتمتعون بمنح دراسية من دولة الكويت، فكانت محطة للانفتاح على الثقافات والمجتمعات العربية الأخرى. وكانت الثانوية مركزاً للفنون والثقافة، حيث تعرض المسرحيات من بينها مسرحية (صقر قريش) التي أخرجها زكي طليمات وكنا صغاراً لم نفهم المسرحية ولكن تواجدنا كان حدثاً مهماً.
هزيمة العرب سنة 1967 كانت مؤثرة علينا جميعاً على الرغم من صغرنا، وربما في ذلك الوقت وكأثر مباشر لهزيمة المشروع القومي بدءاً بانفصال سورية عن مصر أو بهزيمة 1967 كان له الأثر في بروز التيار الديني والظهور الجديد للتيار السلفي الذي تأثرت فيه حينها.
انتقلت للقاهرة للدراسة في الوقت الذي كانت فيه مصر تعيش تحولاً كبيراً بعد وفاة جمال عبد الناصر وقدوم أنور السادات مع كل ماحمله من توجهات مغايرة وعايشنا حرب أكتوبر 1973 وزرنا خط بارليف كما عايشنا الحراك الطلابي في مصر. وكانت نقطة الانطلاق الأساسية بانضمامي للاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع القاهرة حتى أصبحت رئيساً له في سنة دراستي الأخيرة. وفي تقديري أن العمل الطلابي محوري جداً في صقل شخصية الإنسان، وأظن بأن الكثير من منهجيتي العامة وانخراطي في العمل التطوعي قد تأسس في هذه الفترة. بالطبع كانت تلك الفترة زاخرة بالمتغيرات السياسية وكانت الحركة الطلابية الكويتية رائدة في هذا المجال، وقد استفدنا من ذلك كثيراً، حيث كانت أنشطة كثيرة للاتحادات العربية الطلابية الأخرى تعقد في مقرنا.
الجانب الإنساني يتملكني
كانت رغبتي دراسة الطب وكان هو محور اهتمامي وأتذكر «أم علي» رحمها الله كانت تزور والدتي في البيت كانت دائماً تناديني بالطبيب.. وقد يكون حبي لدراسة الطب بدافع الجانب الإنساني الذي يتملكني منذ وقت مبكر ولكن دخلت كلية الهندسة إلا أنه بسبب تأخر وصول قبولي ودخولي الكلية بعد مرور 3 شهور قررت في السنة نفسها الانتقال لكلية الخدمة الاجتماعية كإجراء مؤقت ولكني أكملت الطريق عازماً منذ ذلك الوقت على تكملة الدكتوراه. والحقيقة هي أنني لم أكن أعرف حينها لماذا اتخذت ذلك القرار. ربما كان ذلك كتعويض لعدم دخولي كلية الطب، مع أنني حاولت تحويل دراستي في السنة اللاحقة لدراسة الطب في باكستان أو الاتحاد السوفييتي، ألا أن ظروفاً كثيرة حالت دون ذلك وظلت على مستوى الفكرة فقط.
في السنة الثانية بالجامعة دخلت الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع القاهرة وترشحت في السنة الثالثة من الدراسة وفزت على الرغم من أني لم أكن مصنفاً على قائمة محددة، بل خضت الانتخابات لوحدي وفي السنة الرابعة فزت برئاسة الاتحاد.
ماذا عن مراحل الدراسة الجامعية؟
في عام 1977 ذهبت للولايات المتحدة للدراسة وكانت فرصة لاكتشاف أمريكا واهتماماً كبيراً في هذا الجانب، فكنت أتساءل؛ ما الذي يجعل من هذه الدولة أقوى دولة في العالم؟».
انخرطت بالمجتمع الأمريكي والدراسة، حيث كنت طالباً في جامعة بيتسبيرغ بنسلفانيا وهي من الجامعات العريقة التي تأسست في 1881 وكنت محظوظاً بأن ريتشارد كاتام وكارل بك هما أساتذاي اللذان غمراني بعطائهما في تحضير الماجستير في العلوم السياسية والاجتماع.
في ذلك الوقت كانت أحداث ومتغيرات سياسية كثيرة على الساحة فقمنا بتأسيس لجنة التضامن مع فلسطين وكانوا معنا في اللجنة كأعضاء أساسيين من العرب والأمريكان وبعضهم يهود مساندين بقوة للقضية الفلسطينية، فكانت درساً مهماً بالنسبة لي، حيث كنت أظن أن اليهود كلهم معادون للقضية الفلسطينية. وكانت تجربة عظيمة ونظمنا عدة فعاليات وأنشطة عشنا تجارب متعددة، وأتذكر عندما جاءت الفنانة البريطانية فانيسيا رد غريف وعملت فيلم «الفلسطيني» الذي أثار ردود أفعال كبيرة، وقمنا بتبني عرضه وتعرضنا لمضايقات كبيرة من عناصر مؤيدة لإسرائيل فكانت انطلاقة جيدة تبعتها أنشطة متنوعة أخرى شاركنا فيها أمريكان كثيرون. كانت الأحداث متتالية ولاسيما بعد اتفاقية كامب ديفيد، حيث شاركنا بتنظيم مظاهرة في واشنطن انطلقت من ساحة دوبونت إلى القرب من البيت الأبيض شارك فيها الآلاف استنكاراً للاتفاقية وكنا نشاهد عن بعد جيمي كارتر وأنور السادات ومناحم بيجن وهم يحتفلون بتوقيع الاتفاقية.
في هذه الأثناء عايشت كثيراً من الطلبة الفلسطينيين الذين كانوا يدرسون بأمريكا وكانوا يتكلمون بحرية ويعبرون عن آرائهم بشكل يختلف عمن كانوا في فلسطين، حيث زرت فلسطين مع الأسرة سنتي 1964 و1965 قبل هزيمة 1967 وتجولنا في عدة مدن فلسطينية مثل القدس وطولكرم ورام الله وبيت صفافا وجنين وعنبتا، فعرفت أن من كانوا بأمريكا ليسوا تحت الاحتلال فكان لديهم مصادر القوة في الحياة ألا وهي الحرية.. بأن يعطى المواطن حقه بالتعبير دون منعه.
كذلك في هذه الأجواء تعلمت الكثير عن طبيعة المجتمع الأمريكي وأن هناك اختلالات كبيرة مثل التمييز وكذلك قمع النقابات، حيث شهدت كيف تم التصدي لمحاولة موظفي الجامعة إنشاء نقابة خاصة بهم، وكيف أن هناك شركات خاصة متخصصة بتدمير وتفتيت النقابات وملاحقة الناشطين. كما شهدت كيف تم فصل أستاذ بالجامعة يدعى بول نايدن بسبب آرائه اليسارية، وحضرت تجمعاً كبيراً للتضامن معه. كانت تلك الدروس مهمة كي نفهم المجتمع بشكل أعمق ربما لاتقل عن الفائدة التي كنت أحصل عليها من قاعة الدرس. وأدركت حينها بأنه كي تتحرك المجتمعات لا بد من إعطاء قيمة عالية ومطلقة لكرامة الإنسان وأصبحت هذه قناعتي فيما بعد. بمعنى آخر صرت اكتشف أمريكا بعمق أكثر.
بدأت تتكون لدي الصورة بوضوح وعند انتقالي لبريطانيا لدراسة الدكتوراه بدأت أتعرف على المنظمات الحقوقية كمنظمة العفو الدولية وبدأت أدخل في هذا الحيز الذي عزز لدي الجانب الحقوقي والإنساني.
في بريطانيا درست الدكتوراه في جامعة إكستر Exeter وهي جامعة رائعة في الاقتصاد السياسي واهتمامها بالمنطقة العربية والخليج، فكانت الدراسة مهمة بالنسبة ليّ واطلعت على معلومات وحقائق وأمور عديدة.
عدم قبول الظلم
ماذا عن الأحداث التي عشتها وما تأثيرها عليك؟
من الصغر كنت أتوق للحرية وعدم قبول الظلم لكن الشق السياسي كانت جرعته أكبر وكنا نراقب عن بعد الاخبار مثل حرب فيتنام التي أثرت فينا كثيراً، كان لدينا إحساس بالتضامن الإنساني والانتماء مع عدم معرفتنا بفييتنام، وعدم انتمائنا للمعسكر السياسي الذي يدور من خلاله وحوله الصراع... لم يكن لدي وعي في اتجاه الأيديولوجية في المرحلة الأولى في نشأتي لكن كنت أشوف شيئاً ما يحدث أمامي. في الثانوية أصبحنا نتحمس للمظلوم وندرك أن الظلم لا يجوز أن يستمر.. أحداث عديدة عشناها فهناك معسكران الروسي الاشتراكي وكتلته والرأسمالي الأمريكي وكتلته، وعشنا الصدمة مع هزيمة 67 وبعدها 68-69 ثم بدأت الجماعات الدينية في الظهور. كانت الناس تعشق جمال عبد الناصر ولأسباب كثيرة أنه وقف مع الكويت في 1961 عندما طالب عبد الكريم قاسم بها تبعتها أحداث متلاحقة.. فقد كان هناك إنزال عسكري بريطاني في الكويت عام 1961 ولم يستمر طويلاً وحينها الكويت قامت بجهود بقيادة الملك سعود بن عبدالعزيز وجمال عبد الناصر وكتبت عن الملك سعود (مسلسل عن الاستقلال).
أحداث عديدة عشناها.. فقد كانت الكويت الدولة الخليجية الوحيدة التي فتحت علاقات مع الاتحاد السوفييتي في 1963 ومع أوروبا الاشتراكية، وكانت الكويت تسمح لطلبتها بالسفر للدراسة هناك في الوقت الذي كانت دول الخليج تمنع طلابها، بل ومواطنيها من السفر إلى هناك. وفي 1963 حدث الانقلاب بالعراق وأعدم عبد الكريم قاسم وبدأ التطبيع مع النظام العراقي وهدأ التوتر بين الجانبين حتى 73 حادثة الصامتة التي توغلت فيها القوات العراقية داخل الكويت لعدة كيلو مترات، وقد قمنا كطلبة في مصر حينها بالاعتصام عند الجامعة العربية بالقاهرة احتجاجاً على ذلك. كذلك في مصر كان هناك حراك سياسي كبير في ظل مجيء أنور السادات وانتفاضة 1977 التي عرفت ب (انتفاضة يناير)، كما ظهرت على الساحة أفغانستان ثم حرب أكتوبر التي انتصرت فيها مصر جزئياً وتأثرنا بها وبكل ما حولنا ونحن طلبة فكنا جزءاً من الحياة العامة المصرية – العربية.
بدأت الكتابة من مجلات الحائط
حدثنا عن بدايتك في الكتابة؟
دخلنا بالثقافة المصرية فترة انتقال من جمال عبدالنالصر لأنور السادات وحرب أكتوبر وخط بارليف وزيارة بارليف كي نرى المكان.
بدأت الكتابة من مجلات الحائط خلال دراستي في القاهرة كان لدي مجلة (الصقر) وكنت أحاول أن أحررها بشكل مختلف، كان لدي اهتمام بالشكل والموضوع لذا كان لي زميل بالفنون الجميلة يقوم بالإخراج وخطاط يقوم بالكتابة فبدأت مختلفة عن المجلات الأخرى... وهذا انعكس على فيما بعد حتى أصبحت صحفياً ومسؤولاً عن مجلة اتحاد الطلبة وكيف اهتم بالتفاصيل. بدأت الكتابة في الصحافة في جريدة الوطن 74-75، وحتى 1993 وفي 1996 في جريدة الرأي وكان حينها التحضير للانتخابات فاقترحت على رئيس التحرير حينذاك الأخ جاسم بودي إصدار ملحق انتخابي واعتبرته تحدياً ومسؤولية وبالفعل تم إصداره وكان شيئاً مميزاً ومختلفاً. أما قبله في الوطن فقد كانت معنا مجموعة مهمة مثل الراحل د. أحمد الربعي ود.عباس المجرن وفاطمة الناهض بقيادة الرجل الرائع محمد مساعد الصالح رحمه الله. ومن 84-85 كنت أكتب « كويتي عتيج» وخلقت جواً رائعاً من ردود الأفعال والنقاشات المستفيضة. كنت أناقش فيها حالة التحول من مجتمع منتج تقليدي إلى مجتمع الرفاهية المدعوم نفطياً وكيف أدى ذلك إلى اختلالات في المجتمع، ومع الوقت اتسعت آفاق الكتابة مع الدخول في المجال الأكاديمي لمطبوعات عديدة، ومازلت حتى اليوم ملتزماً بشكل أساسي مع جريدة الجريدة الكويتية ويتم توزيع مقالاتي على عديد من الصحف الإلكترونية والورقية في بلدان كثيرة. بالطبع هناك الكثير من الكتابات غير الصحفية كالدراسات والبحوث الأكاديمية والكتب والترجمة.
ماذا عن عملك في المجال الحقوقي؟
الاهتمام بالعمل الحقوقي كان مستنداً إلى قناعة راسخة داخلية برفع الظلم عن المظلوم. بالطبع هي قناعات موجودة لدى الكثير من البشر، وربما كان دخولي في العمل العام التطوعي مبكراً عبر اتحاد الطلبة قد فتح عيني على إمكانية تطوير أدوات وآليات نقابية وحقوقية للدفاع عن المهمشين والمظلومين.
منذ أيام الدراسة عندما كنت رئيساً لاتحاد طلبة الكويت في القاهرة ولندن، وعضو لجنة تنفيذية عندما كنت في الكويت لفترة من الزمن... ولم أكن منتسباً إلى أي تنظيم، لكن كانت هناك اتجاهات عامة متأثرة بالأحداث السياسية وكانت قضية فلسطين محورية في كل تلك التفاعلات، أما اليوم فللاسف نجد قضية فلسطين تراجعت إلى حد كبير. لقد كان الصراع بين المجاميع الطلابية في تلك الحقبة أغلبه صراع سياسي، وكان واضحاً في الكويت كونها الأنشط في العمل العام. وقد لجأ البعض إلى الدخول إلى العمل السياسي من خلال حقوق الإنسان، وهناك أناس كثيرة دخلت العمل الحقوقي غير أنها ليست حقوقية، ولكن نظرة الشك طالت العمل الحقوقي أيضاً، وإذا ما تداخل العمل في مجال حقوق الإنسان مع أي ارتباط دولي أصبح الشك فيه مركباً.
كما أن التجاذبات السياسية قادتني للمجال الحقوقي كونه أكثر وضوحاً وكاشفاً لتناقض المقولات السياسية وتهافتها ولكون عديد من السياسيين يستخدمون المدخل الحقوقي للوصول لأهدافهم السياسية.
هناك تداخل بين مفهوم العمل الحقوقي ومفهوم العمل السياسي. هذا التداخل يسبب إشكاليات عدة وقد يضر بالاثنين معاً أحياناً، ومن ثم فنحن بحاجة ضرورية للفصل بينهما، وقد كتبت كثيرا في ثنائية الحقوقي والسياسي. فكرة العمل الحقوقي في الحقيقة مرتبطة بالفضاء العام للمجتمع، لذا فالعمل الحقوقي ليس منفصلا عن العمل العام أو ما نسميه بالمجتمع المدني. والتداخل بين العمل الحقوقي والعمل السياسي منطقي، فالسياسة تتعامل مع الإنسان كونه موضوعاً لهيكل بناء القوة في المجتمع، وحقوق الإنسان تتعامل مع الإنسان كونه قيمة مطلقة لا يمكن تحييدها في نطاق الصراعات بين القوى.
ماذا عن الغزو الصدامي للكويت والظروف التي عشتها؟
كان محطة اختبار بالنسبة لي من اليوم الأول وقراري بعدم مغادرة البلاد كان تلقائياً، طبيعياً لم يكن بحاجة إلى تفكير. التجربة كانت جديدة وأخذتنا على حين غرة، ولذا فكرنا في كيفية التصدي لهذا العدوان ولهذه الحالة القسرية التي فرضت علينا فرضاً. وربما كان أول ما فكرنا به هو إصدار جريدة وأطلقنا عليها اسم (الصمود الشعبي) فكانت مؤثرة من خلالها أهدافها المتمثلة في رفع الروح المعنوية لدى الناس وثباتهم وتزويدهم بالمعلومات الصحيحة. في البداية هدانا تفكيرنا إلى الكتابة على الجدران (لا للاحتلال نعم للشرعية الدستورية) ثم انتقلنا لإصدار الجريدة وكانت من صفحتين بدأنا العدد الأول بخط اليد وقمنا بتصوير نسخ ومن ثم استخدمنا الكمبيوتر. كان تحدياً كبيراً ومجازفة فقد استوقفتني نقاط التفتيش مرتين دون أن يرون ورق الجريدة معي. كما اعتقل عدد من شبابنا وتعرضوا للتعذيب والاختفاء. فالتعامل مع نظام قمعي شرس لم يكن سهلًا. استمررنا بالعمل على جميع المستويات فقد قررنا دعوة الناس للعصيان المدني وبعد مرور شهر على الاحتلال دعونا الجميع للصعود على أسطح المناول والتكبير كضغط داخلي، وكان التجاوب الشعبي مذهلاً.
كان معنا يوسف المشاري وهو من قادة المقاومة كان وكيل مساعد بوزارة الداخلية ومسؤول عن القوات الخاصة وكانت معنا كارل ميرفي وهي صحفية أمريكية والوحيدة التي كانت تكتب من الكويت وحصلت على جائزة بولتزر مقابل هذا العمل.
كان هناك اهتمام إعلامي أجنبي كبير ومكثف من رويترز ولوموند الفرنسة واكتشفنا أهمية الإذاعة في نقل الأخبار ومساعدتنا في إيصال الرسائل.
ثم جاء موضع الأسرى الكويتيين وكيفية الوصول لهم وزيارة الأهالي بعد سماح النظام العراقي بذلك وحينها كان زوج أختي جاسم طيار أسيراً فانطلقنا بأول باص خرج نحو مكتب ضحايا الحرب في بغداد.
كان الوضع مخيفاً كل شيء مجهول ولأول مرة ندخل بغداد بعد احتلال الكويت التي كانت ملأى بنقاط التفتيش والمناطق مطوقة في شبه حصار، وفجأة ندخل مدينة أخرى هي بغداد، حيث لا توجد بها نقاط سيطرة أو تفتيش ولا يوجد حظر تجول، كان الانتقال من حالة إلى حالة أمراً غريباً. فقمنا باستخراج التصاريح ثم ذهبنا إلى بعقوبة والتقينا الأصدقاء وكانت هذه من أكثر المشاهد المؤثرة في حياتي. أتذكر أنه سمح لنا فقط للزيارة ليوم واحد ثم عدنا إلى فندق الرشيد، من الطرائف عندما وصلنا الفندق لعمل تسجيل الدخول كان من بين الأسئلة الجنسية فسألت موظف الاستقبال عما أكتبه.. فإذا به يرد ساخراً ويقول «اكتب عراقي جديد».
بعد هذه الزيارة أصبحنا ننظم كل أسبوع زيارة بمعدل 4 باصات وأصبحت هذه مسؤوليتي حتى أصبح لدي سفريات النجار وهذه من المفارقات العجيبة. وفي كل مرة كانت تزداد الأعداد. في ظل هذه الظروف الصعبة كنت أشعر بالقوة لأن القيم الأنسانية هي التي كانت تحركني لتقديم العون لكل من يحتاج.
عدد الأسرى 1182 أسيراً
وماذا عن تجربة الأسر؟
هذه تجربة كبيرة عشت خلالها عناصر القوة بشكل لا يوصف فقد كان عدد الأسرى 1182 أسيراً في (قرمة علي) أبو صخير شمال البصرة في آخر أيام الغزو واستمررنا حتى نهاية مارس 1991. كانت تجربة مهمة. وحرصت على عدم إبراز هويتي إلا أن بعض منظمات حقوق الإنسان أصدرت بيانات تطالب فيها بالإفراج عني. وفي هذه الفترة أصبح لدي إحساس بأن الإيمان بالقيمة الإنسانية تولد القوة وهذا ما جعلني أواجه أصعب المواقف خاصة أنني كنت أتولى مهمة التفاوض مع قيادة المعتقل وكانت هناك مواقف كثيرة ومتنوعة عززت من إيماني بالمنطق الحقوقي أكثر من أي وقت مضى.
وبعد سقوط النظام العراقي في 2003 على إثر الغزو الأمريكي ذهبت إلى العراق في مهمات إنسانية، مع منظمة العفو الدولية وغيرها، كان الهدف هو الدفاع عن الإنسان العراقي المدني في وجه الآلة العسكرية الغازية. فمن المعروف أنه في الحروب فإن أكثر المتضررين هم المدنيون، ولذلك نجد أن أكثر الأدوات الحقوقية قبولًا عند الحكومات هو القانون الدولي الإنساني أو اتفاقيات جنيف أو ما يعرف بقانون الحرب. وبالتالي كنا نجمع المعلومات ونلتقي بالناس ومن ثم نصدر البيانات الصحفية ونلتقي بمسؤولي القوات المحتلة للضغط عليهم والتذكير بالتزاماتهم الدولية التعاقدية، وبالطبع لم تكن المسألة سهلة. المهم وهنا نعود للفصل بين الحقوقي الإنساني والسياسي، حيث لم يمنعني ما حدث من غزو العراق للكويت والمعاناة التي مررنا بها وأسري، واستشهاد عديد من أصدقائي وأقاربي، من أن أتطوع في الدخول للعراق للدفاع عن الإنسان العراقي البسيط. زرت مكان المعتقل الذي كنا فيه فوجدت أن جامعة قد تم تشييدها بقربه. وعندما دخلت مكان المعتقل الذي كنت فيه في 1991 طافت بي الذكريات فتذكرت اللحظات العصيبة التي عشتها ومواجهاتي مع الرائد كاظم الذي كنت أحاججه بالقانون الدولي الإنساني وكان يستمع ولسان حاله يقول «شاللي ورطنا بهذا». كنت أتذكر حينها كيف كنا قريبين من الموت، وكيف خرجنا منه.
عاصرتم عدة شخصيات معروفة في حياتكم، من الشخصية التي أثرت بكم واستفدت من خبرتها؟
- أستاذي كارل بك بالولايات المتحدة الأمريكية المسؤول عن رسالة الماجسيتر الذي توفي وحزنت عليه كثيراً.. كان شخصية رائعة وداعمة ليّ. وكذلك نيلسون مانديلا الذي التقيته مرتين والتونسي أحمد عثماني الرجل المثابر والمحارب الذي كان يعمل في منظمة العفو الدولية الذي توفي بالمغرب بحادث سيارة مؤسف. وسيرجو دي ملو هو ممثل الأمم المتحدة بالعراق بعد سقوط النظام.
المواقف المؤثرة
ماذا عن المواقف المؤثرة التي ما زالت عالقة بالذاكرة؟
كثيرة هي المواقف من بينها عملي كمسؤول متطوع للأمم المتحدة لمدة 8 سنوات عن الملف الصومالي، حيث تمكنت من إخراج مئات الأشخاص من السجن من خلال التفاوض مع السلطات المختلفة في الصومال بما في ذلك أمراء الحرب وبحثت تبادل الأسرى وغيرها من المسؤوليات التي تجعلني أعمل على تحقيق أبسط حقوق الإنسان. كذلك من المواقف التي لا تنسى خروجي من الأسر والعودة للكويت.
ومن المواقف المفرحة ولادة ابنتي حفيداً جديداً. كما يفرحني تحقيق السلام فأنا أعتبر نفسي داعية سلام وأبذل جهداً كبيراً من أجل ذلك. عندما يتحقق سلام يسعدني ذلك، ففي محطاتي الكثيرة أسهمت بصنع السلام على كل المستويات. لذا منذ زمن بعيد كنت أتمنى أن أتولى مسؤولية دولية للمساعدة في تحقيق السلام ورفع الظلم عن البشر من أي ملة أو أي عرق أو بلد. وكنت على الخصوص مهتماً بقضايا اللاجئين والنازحين داخلياً فهؤلاء هم أكثر البشر معاناة. وقد بدأت عملي التطوعي مع منظمة العفو الدولية في بعثات تقصي حقائق حقوقية في باكستان ومصر والصومال وغيرها. حتى وصلتني رسالة دون مسعى مني من الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي أنان يطلب مني أن أتولى منصب الخبير المستقل لحقوق الإنسان في الصومال، وهو منصب عالي المستوى لديه الكثير من الاستقلالية إلا أنه بطبيعة الحال دون مقابل مادي لضمان الاستقلالية، ويسمى في مصطلحات الأمم المتحدة بالإجراءات الخاصة.
أما الآن فنسعى لدعم واستعادة الاستقرار بالصومال عن طريق تنظيم مشروع كبير لدعم التعليم هناك انطلاقاً من نظرية التعليم هو مدخل للاستقرار والتنمية. ويبدأ المشروع بعقد مؤتمر ما نحين لدعم التعليم في الصومال باستضافة الكويت ومشاركة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أليكسو والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة أسيسكو.
ما الذي يقلقك اليوم؟
يقلقني خطاب الكراهية السائد والمنتشر عندنا وفي العالم كذلك. صرت لا أدري إلى أي درجة يمكنني المراهنة على البشر في تعزيز القيم الإنسانية والتسامح وقبول الآخر. أصبح حجم الدم أكبر بكثير من حجم العقل والتسامح. كما يقلقني استمرار واستشراء حالة الفقر في العالم فلدينا اليوم قرابة مليارين وستمائة مليون إنسان بلا مرافق صحية وبلا حمامات، وهو مؤشر على انحراف حاد في قيم العدالة والمساواة وقصور حاد في تكافؤ توزيع الموارد.
يقلقني حجم الكذب بالعالم، لذا ترجمت كتاب (لماذا يكذب القادة) للبروفيسور جون مارشيمر الذي يحلل حقيقة الكذب في العلاقات الدولية من خلال سلسلة عالم المعرفة، وأعكف حالياً على تأليف كتاب ناقد لضعف المنظومة الدولية في حماية الناس من تعديات القوى الكبرى إقليمياً ودولياً.
دموعي داخلية
هل الدموع ضعف للرجل؟ ومتى تذرف الدمع؟
دموعي داخلية والسبب أن قدري جعلني أكون بمواقف تنهار بها الناس، لذا يكون العبء علي بأن لا أنهار لرفع الروح المعنوية.
ما الذي يميز شخصيتك؟
البساطة المفرطة، والتسامح غير المحدود، وانعدام كامل للرغبة في الانتقام حتى ممن آذاني وقبول كلي للآخر، أيا كان.
أنا سياسي فاشل وإداري فاشل لذلك لا أتصدى لأي عمل إداري ولا أسعى لمناصب ولا أدخل بمنافسات سياسية. ليس لدي أي طموح سياسي بأي شكل من الأشكال.
تغريد البلبل
أين تجد اليوم راحتك وسعادتك؟
أحب صوت تغريد البلبل، ولذا لم يعجبني إطلاق اسم تغريدة على «تويتة» فالكثير منها لايحمل إلا الأذى والشائعات والكراهية المفرطة، فهي بعيدة عن معنى التغريد. أحب مشاهدة مباراة قدم جميلة، ولربما كنت أحب أن أكون لاعب كرة قدم. كنت أشجع نادي القادسية منذ الصغر لقربه من منطقة سكناي حتى صرت لاحقاً عضواً في مجلس الإدارة. لكن الآن الرياضة ليست بالمستوى المطلوب، لذا أنا أكثر قرباً من الكرة الإنجليزية، كان فريقي المفضل توتنهام ولدي حالياً التزام بفريق ليسترسيتي الذي صعد من دوري المظاليم كي يحدث مفاجأة تاريخية بحصوله على بطولة الدوري الإنجليزي ثم كاد أن يهبط من الدوري الممتاز إلى الدرجة الأولى ليعطينا نموذجاً واضحاً على الطبيعة المشاكسة للدوري الإنجليزي.
أما سعادتي عندما ألتقي أحداً لا أعرفه في مطار أو مهرجان أو منتدى ويتذكر ما عملته من جانب إنساني، والذي أكون عادة قد نسيته على طريقة «افعل خيراً وارمه في البحر» ويسعدني أكثر عندما ألتقي أحداً من طلبتي القدامى ويذكرني بحادثة جرت أيام الدراسة أو قول قلته له حينها وكيف أن تلك الحادثة أو المقولة قد أثرت فيه وهذا يسعدني كثيراً، فرصيدنا في الحياة ما نتركه للناس ولا نعلم مدى تأثيره، فعندما نلتقي أحداً بعد زمن ويذكرك بتلك الحادثة بالطبع يشعرك بالسعادة.
أحب السفر لوحدي
ماذا عن الهوايات؟
أحب السفر للأماكن الغريبة مثل بعض أجزاء أمريكا اللاتينية ومؤخراً زرت الارجنتين، غابات الأمازون وكوستاريكا وشيلي. فمن خلال السفر تكتشف ما لا تكتشف بغيره، فقد قضيت أسبوعاً في الغابة بالأمازون وكان في ذهني عبارة «شريعة الغاب» التي قد تعني أن الغابة فيها العدوان والظلم والقوي يأكل الضعيف وما شابه ذلك، وقد يكون صحيحاً، إلا أنني خلال الأيام التي قضيتها هناك لم أر ذلك، بل كنت أسمع أصوات الطيور والسلام المطلق، فكتبت مقالًا بعدها بعنوان «أين هي الغابة» عن ذلك قائلاً بأني لم أر سوى السلام في الغابة ولربما أن «الغابة» هي التي نعيش بها، حيث لا عدالة، بل مبادئ الأقوى يأكل الأضعف.
أحب السفر لوحدي واختار المكان والوقت المناسب، كما أحب المسرح واستمتع في زيارتي لبريطانيا باعتبارها واحدة من أهم عواصم المسرح في العالم. وكذلك أحب القراءة خاصة ممن يخالفوني الرأي.
حدثنا عن فوزك بنصف مليون دينار؟
فزت بسحب الدانة في بنك الخليج بنصف مليون دينار وهذه ثاني مرة أفوز بها، حيث سبق وفزت بسحب 10 آلاف دينار. يومها اتصلت علي محطة مارينا إف إم لتطلب لقاء حول السياحة بالكويت وعما إذا الكويت تصلح أن تكون دولة سياحية.. واعتذرت لانشغالي ولعدم اختصاصي، لكنهم أصروا على اللقاء خاصة أنه لمدة دقائق، ثم في الجزء الثاني من اللقاء أعلنوا أني فزت بنصف مليون دينار وحينها استغربوا أنه لم تبد علي أي ردة فعل.. بل أبلغتهم أني ساتبرع بنصف المبلغ لأن لدي مشاريع إنسانية أعمل عليها وأجمع لها تبرعات، أما الآن فسأتمكن من سد الثغرات من عندي والحمد لله لدينا مشاريع جديدة في التعليم والصحة وتطوير القدرات.
الأسرة والأبناء
ماذا عن الأسرة والأبناء؟
لدي ولدان وبنت، ابنتي مي مهندسة خريجة جامعة بوسطن بهندسة الطب الحيوي وعملت بشركة نفط الكويت ثم بعد 5 سنوات استقالت وعملت في العلاج بالطاقة، حيث سافرت وتعلمت والآن هي من المدربات الدوليات. ابني صقر يعاني من إعاقة وأشرف عليه. أما حمد فهو خريج معهد السينما من مونبيليه بفرنسا تخصص غرافيكس وتصوير وإخراج يعمل بتلفزيون الكويت ولديه عمل خارج الكويت فهو من مجموعة الشباب الكويتي المتميز بهذا المجال.
الشيء الإيجابي بالموضوع هو أن القيم الإنسانية التي عندي هي عندهم بالتماهي وليس بالإجبار.