العدد 5367 بتاريخ 17-05-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةبيئة
شارك:


جزيرة نائية في المحيط الهادئ تضم أكبر كمية من النفايات البلاستيكية

واشنطن - أ ف ب

تعاني إحدى الجزر الأكثر عزلة في العالم في جنوب المحيط الهادئ من أكبر كثافة للمخلفات البلاستيكية على الصعيد العالمي، بحسب دراسة حديثة أظهرت هول مشكلة تلوث المحيطات بهذه النفايات التي تهدد الأنظمة البيئية البحرية.
وصحيح أن جزيرة هندرسون خالية من السكان وهي تبعد أكثر من 5 آلاف كيلومتر عن أقرب مركز حضري كبير، غير أن شواطئها تعجّ بحوالى 38 مليون قطعة بلاستيكية، وفق هذه الدراسة التي نُشرت نتائجها الاثنين في حوليات الأكاديمية الأميركية للعلوم (بناس).
وكانت دراسة سابقة صدرت حديثا في مجلة "ساينس أدفانسيز" الأميركية قد كشفت أن محيط المنطقة القطبية الشمالية حيث لا كثافة سكانية كبيرة هو بمثابة مكب للنفايات البلاستيكية المنتشرة في شمال المحيط الأطلسي.
وجزيرة هندرسون التي تنتمي إلى أرخبيل بيتكيرن البريطاني المؤلف من أربع جزر تمتد على مساحة 47 كيلومترا مربعا. وهي نائية جدا بحيث لا تقصدها البعثات العلمية إلا كل 5 أو 10 سنوات.
لكنها تقع على مقربة من مركز الدوامات المحيطية في جنوب المحيط الهادئ حيث تتكدس النفايات التي تنقلها التيارات البحرية الآتية من أميركا الجنوبية أو التي تحدثها السفن.
وخلال مهمة علمية حديثة نفذها في الجزيرة علماء من الجمعية الملكية لحماية الطيور، وهي منظمة بريطانية غير حكومية، أحصت جنيفر لانفرز، القيّمة الرئيسية على هذه الدراسة، 671 قطعة بلاستيكية في المتر المربع الواحد من الشاطئ، وهي أعلى كثافة من النفايات تُسجل على الإطلاق.
وقالت لانفرز "بالاستناد إلى العينات التي أخذناها من خمسة مواقع، توصلنا إلى أن أكثر من 17 طنا من النفايات البلاستيكية تكدست في الجزيرة حيث تصب أكثر من 3570 قطعة بلاستيكية جديدة كل يوم على شاطئ واحد من شواطئها".
ورجحت الباحثة أن تكون بعد الكميات الفعلية من هذه المخلفات أكبر من التقديرات.

مخاطر كثيرة

وهي أوضحت أن الباحثين أحصوا فقط القطع التي يتخطى حجمها الميليمترين ولعمق عشرة سنتمترات لا غير في الرمال. كما أن المخلفات المنتشرة في الجروف الصخرية والمناطق الصخرية في الشاطئ لم تؤخذ في الحسبان.
وقالت العالمة "ما رصدناه في جزيرة هندرسون يظهر لنا أن ما من موقع سلم من التلوث بالبلاستيك، حتى المناطق الأكثر عزلة"، مشددة على المخاطر المحدقة بالنظم البيئية البحرية.
وكثيرة هي مخاطر المخلفات البلاستيكية على الأنواع الحيوانية، فهي تشكل حواجز تعيق وصول بعض الحيوانات مثل السلاحف إلى الشواطئ لتضع بيوضها. وقد تبتلعها أيضا الحيوانات، بحسب لانفرز.
وأظهرت دراسة استند إليها الباحثون أن أكثر من مئتي نوع من الأسماك والقشريات والثدييات قد تتعرض للخطر من جراء ابتلاع البلاستيك، فضلا عن 55 % من الطيور في العالم.
وأشارت جنيفر لانفرز إلى أن أكثر من 300 مليون طن من البلاستيك المنتج سنويا في العالم لا يعاد تدويره.
وآثار هذا التلوث طويلة الأمد إذ أن تحلل البلاستيك في الطبيعة يستغرق وقتا طويلا.
وكل سنة، يصب حوالى 8 ملايين طن من النفايات البلاستيكية في البحار والمحيطات، وفق دراسة نُشرت سنة 2015 في مجلة "ساينس" الأميركية.
وبحسب العلماء، قد تضم المحيطات 110 ملايين طن من المخلفات البلاستيكية.



أضف تعليق