تباطؤ وتيرة الهجمات الإلكترونية في العالم واستمرار المخاوف بشأن تأمين شبكات المعلومات
لندن، واشنطن - د ب أ
تباطأت، الاثنين (15 مايو/ أيار 2017)، وتيرة الهجمات الإلكترونية التي تستهدف الحصول على مبالغ مالية من ضحايا الهجمات، في مختلف أنحاء العالم، رغم التوقعات بتزايدها مرة أخرى، في حين حذر خبراء أمن شبكات المعلومات في بريطانيا من احتمال التعرض لمزيد من الهجمات الإلكترونية، في الوقت الذي انضم فيه المسؤولون الأمريكيون والبريطانيون إلى الخبراء الذين يطالبون باليقظة وتحديث التطبيقات لمواجهة خطر القرصنة المعلوماتية.
وقال "لين أوينز" رئيس الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة في بريطانيا إن "في ضوء الوضع الراهن، لا توجد إشارة إلى موجة هجمات ثانية في بريطانيا، لكن هذا لا يعني أنها لن تقع.. نحن نبحث وسط كميات هائلة من البيانات المرتبطة بالهجوم وتحديد أنماطها".
واعتبارا من يوم الجمعة تعرض حوالي 200 ألف جهاز كمبيوتر في المنازل والشركات والمؤسسات الحكومية لبرنامج خبيث يفك شفرة تأمين الأجهزة ومنع أصحابها من الوصول إلى محتوياتها بدون دفع فدية تتراوح بين 300 و600 دولار باستخدام العملة الرقمية "بيتكوين".
وقد تضرر حوالي 300 ألف جهاز كمبيوتر في حوالي 150 دولة من هذا الهجوم المعروف باسم "دبليو كراي" و"وانا كراي" أو "وانا ديكريبتور" الذي يستغل الثغرات الموجودة في نظام التشغيل "ويندوز" وهو النظام الأكثر انتشارا في العالم.
وقال "أوينز" إن الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة في بريطانيا تقود تحقيقا جنائيا في هذا الهجوم، لكن "لا يمكن تقديم تعليق عن التحقيق لأسباب عملياتية".
وفي الولايات المتحدة، أعلن متحدث باسم البيت الأبيض، اليوم الاثنين، أن أقل من 70 ألف جهاز كمبيوتر تعرض لهجمات القرصنة المعلوماتية، التي تستهدف الحصول على فدية من أصحابها كجزء من الهجمات، التي بدأت يوم الجمعة الماضي، واستهدفت مئات الآلاف من الأجهزة المنزلية والحكومية والتابعة للشركات في مختلف أنحاء العالم.
وقال "توم بوسارت" مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للأمن الداخلي إنه لا يعلم شيئا عن قيام أشخاص بدفع أموال مقابل السماح لهم باستخدام أجهزتهم التي تعرضت للقرصنة، مضيفا أنه تم تحديد ثلاثة أنواع من برامج الفيروسات المستخدمة في الهجمات، وأن أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالحكومة الأمريكية لم تتضرر من الهجمات.
وقال "بوسارت" إن كل أجهزة الكمبيوتر المصابة بالفيروسات لم تقم بتحديث نظام التشغيل ويندوز وفقا للنسخة التي طرحتها "مايكروسوفت" في آذار/مارس الماضي لسد إحدى الثغرات الأمنية الموجودة في نظام التشغيل.
وأضاف "بوسارت" إنه "إذا نفذتم التوصيات التي نشرتها وزارة الأمن الداخلي ومكتب التحقيقات الاتحادي وشركة مايكروسوفت وتم تحديث الأنظمة، ستتحقق الحماية لكم ضد هذه الأنواع".
وقال إن الولايات المتحدة تعمل "بجدية كاملة" من أجل ملاحقة هؤلاء المسؤولين عن الهجمات، لكن "الغرفة واسعة، لذلك فالحديث الآن وسد الثغرات هي الرسالة الأكثر أهمية".
يأتي ذلك فيما استعدت الحكومات والشركات في أنحاء العالم، لمواجهة هجمات إلكترونية جديدة بفيروس طلب الفدية "وانا كراى". وحذر خبراء في مجال الامن الالكتروني من احتمالات تنشيط هذا الفيروس، مع تشغيل أجهزة الكمبيوتر بعد انتهاء عطلة نهاية الاسبوع.
إلا أن هيئة الصحة الوطنية في بريطانيا، والتي كانت أبلغت عن بعض حالات الإصابة الأولى يوم الجمعة الماضي، قالت إن أغلب المنظمات المتضررة تعمل بشكل طبيعي، كما قللت من احتمال وقوع موجة أخرى واسعة من الهجمات هذا الاسبوع.
وقالت هيئة الصحة الوطنية في بيان لها: "لا نعلم بوجود موجات أخرى مخططة، مشيرة إلى أن المعلومات المتوافرة لا تتضمن تحذيرات بهذا الأمر".
من ناحية أخرى، قالت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة في بريطانيا إنها لم تتوصل الى أي أدلة بشأن "هجمة جديدة من هجمات فيروس طلب الفدية "وانا كراي" حتى منتصف اليوم، إلا أنها حذرت من احتمال وقوع هجوم اخر.
واعتُبر خبير أمن الكتروني - وهو شاب بريطاني أحبط العديد من الهجمات الالكترونية - بطلا، بعدما قام بتفعيل "مفتاح أمان"، عن طريق شراء وتفعيل نطاق "دومين"، تم برمجة الفيروس الخبيث عليه لتوصيل أجهزة الكمبيوتر المصابة به.
إلا أن روب هولمز، من شركة "بروف بوينت" للأمن الالكتروني، والتي تتخذ من بريطانيا مقرا لها، قال لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي)، أنه قد تم بالفعل الكشف عن الإصدارات الجديدة من الفيروس، بدون مفتاح الأمان.
وحثت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة ضحايا الهجمات الالكترونية على عدم دفع أي فدية، حيث قالت إنه لا توجد أي ضمانات بشأن استعادة الملفات المشفرة.
فيما نقلت الـ(بي بي سي) عن محللين قولهم، إن المنظمات والشركات في بريطانيا دفعت منذ يوم الجمعة الماضي نحو 38 ألف دولار لمجرمي الإنترنت، مقابل فك شفرات الملفات الخاصة بها.
وكانت الهجمات الإلكترونية، التي وقعت يوم الجمعة الماضي، تسببت في الحاق أضرار بأجهزة الحاسب الألى في 150 دولة، وأصابت ما لا يقل عن 200 ألف جهاز كمبيوتر في أنحاء العالم، وذلك على الرغم من تحذير شركات الامن الإلكتروني الشهر الماضي من احتمالات وقوع هجمات.
من جانبها، وصفت وكالة إنفاذ القانون التابعة للاتحاد الأوروبي (يوروبول) حجم الهجوم العالمي بأنه "غير مسبوق".
من ناحية أخرى، قال مارجريتيس شيناس، المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، اليوم الاثنين "إن استخدام الهجمات الإلكترونية من أجل أغراض إجرامية، صار تهديدا متزايدا يتطلب ردا عالميا منسقا من الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه".