ميركل: الأردن بديل محتمل لقاعدة انجرليك التركية
أنقرة - رويترز
قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم الاثنين (15 مايو/أيار 2017) إن حكومتها قد تنقل جنودها المتمركزين في تركيا إلى دولة أخرى إذا أصرت أنقرة على رفض منح مشرعين ألمان الإذن بزيارتهم مما يسلط الضوء على توترات جديدة بين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي.
ويتمركز نحو 250 جنديا ألمانيا في قاعدة إنجيرليك الجوية في تركيا حيث يشاركون في مهمة قتالية للحلف ضد تنظيم داعش في سورية المجاورة. وقالت مصادر من وزارة الخارجية التركية لرويترز دون الخوض في التفاصيل إن المشرعين لم يحصلوا على موافقة لزيارة القاعدة لاعتبارها زيارة غير مناسبة في هذا التوقيت.
ورفضت تركيا السماح بدخول مشرعين ألمان في أواخر العام الماضي لكن الزيارة تمت في النهاية.
وقالت ميركل للصحفيين اليوم الاثنين "سنستمر في التحاور مع تركيا ولكن بموازاة ذلك علينا البحث عن وسائل أخرى للوفاء بالتزاماتنا".
وأضافت "هذا يتضمن البحث عن بدائل لإنجيرليك وأحد البدائل المطروحة هو الأردن".
وقالت مصادر حكومية إن فريقا من الجيش الألماني سيزور الأردن في الأيام القادمة لمعاينة القواعد المحتملة. وأضافوا أن الأردن هو الموقع المفضل لكن الاحتمالات تشمل منشآت في قبرص والكويت.
ويخضع الجيش الألماني لسلطة البرلمان لا الحكومة لأسباب تاريخية وبهدف تجنب إساءة استغلال السلطة وهو ما يعني أن من حق المشرعين التفتيش على أنشطة الجيش بما يشمل تلك التي يقوم بها خارج البلاد.
* "غير مقبول بالمرة"
قال متحدث باسم وزير الخارجية الألماني إنه أمر "غير مقبول بالمرة" أن تمنع تركيا المشرعين من لجنة الدفاع في البرلمان من زيارة الجنود.
وقال المتحدث مارتن شويفر "يتعين السماح بزيارة المشرعين". وأضاف أن وزير الخارجية زيجمار جابرييل سيثير المسألة مع نظرائه من دول أخرى أعضاء في حلف شمال الأطلسي في واشنطن غدا الثلثاء.
وما زال لدى مسؤولين عسكريين ألمان ومن حلف شمال الأطلسي أمل في تجنب شقاق أوسع مع تركيا بالنظر إلى أهمية المنشآت التابعة للحلف فيها بما يشمل منظومة رادار قوية تدعم موقع (أجيس آشور) للدفاع الصاروخي في رومانيا.
وقال مصدر حكومي إن نقل القوات الألمانية من إنجيرليك قد يتسبب أيضا في توقف لمدة شهرين في طلعات مراقبة تنفذ الآن انطلاقا من القاعدة التركية.
وخطط الجيش الألماني منذ فترة طويلة لاستثمار أكثر من 60 مليون يورو للتوسع في العتاد والطاقة الاستيعابية في إنجيرليك لكن تركيا لم توافق بعد على تلك الخطط.
وتوترت العلاقات بين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي في مرحلة التحضير لاستفتاء في تركيا يوم 16 ابريل نيسان عندما منعت ألمانيا ساسة أتراكا من الحديث في تجمعات للأتراك المقيمين هناك مشيرة إلى اعتبارات تتعلق بالسلامة.
واتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان برلين باستخدام أساليب "تشبه سياسات النازي". وأيدت أغلبية بسيطة من الأتراك الاستفتاء على تعديل الدستور ومنح إردوغان سلطات أوسع. وأبدت ألمانيا ودول غربية أخرى قلقها من تزايد الاتجاه السلطوي في تركيا.
وأثارت برلين مؤخرا غضب أنقرة بمنح حق اللجوء لبعض من يحملون جوازات سفر دبلوماسية تركية. واعتقلت السلطات التركية عشرات الآلاف من المسؤولين للاشتباه في تورطهم في محاولة انقلاب فاشلة وقعت العام الماضي.
وفي العام الماضي منعت تركيا مشرعين ألمانا من زيارة القاعدة لمدة أشهر ردا على قرار للبرلمان يعتبر قتل قوات الدولة العثمانية للأرمن في عام 1915 "إبادة جماعية" وهو تعبير ترفضه أنقرة.