قوات من ساحل العاج تتقدم صوب جنود متمردين في ثاني كبرى المدن
أبيدجان – رويترز
تقدمت قوات الجيش صوب بواكيه ثاني كبرى مدن البلاد الأحد (14 مايو/ أيار 2017) في إطار عملية قال رئيس الأركان في ساحل العاج إنها تستهدف "استعادة النظام" في اليوم الثالث من تمرد بدأه جنود في أنحاء البلاد للاحتجاج على تأخر دفع علاوات مالية.
وأصيب خمسة محتجين على الأقل بالرصاص في بواكيه اليوم عندما أطلق الجنود المتمردون النار لتفريق متظاهرين يحتجون على التمرد. وتوفي أحد ثلاثة محتجين أطلق المتمردون النار عليهم يوم السبت متأثرا بجروحه.
ويتصاعد الرفض الشعبي للتمرد.
وقال رئيس أركان الجيش الجنرال سيكو توري في بيان اليوم الأحد "هذه أفعال خطيرة للغاية تتعارض مع مهمة الحماية المنوط بها القوات المسلحة. نتيجة لذلك تجرى عملية عسكرية لإعادة النظام".
وظلت الحكومة حتى الأحد تنأى بنفسها عن مواجهة المتمردين بالقوة. لكن شاهدا قال الأحد إن قافلة عسكرية كبيرة وصلت إلى بلدة تيبيسو التي تبعد نحو 60 كيلومترا جنوبي بواكيه.
وقال جندي بالقافلة اتصلت به رويترز إنها توقفت لبعض الوقت ثم واصلت طريقها إلى بواكيه.
وقال السارجنت سيدو كوني وهو متحدث باسم التمرد بعد اجتماع ممثلين عن التمرد مع القوات المتقدمة الموالية للحكومة خارج بواكيه "طلبوا منا إلقاء أسلحتنا والاستسلام. رفضنا وطالبنا بالحصول على أموالنا... نحن في انتظارهم".
وبدأ تمرد الجنود، ومعظمهم مقاتلون سابقون حاربوا في سبيل وصول الرئيس الحسن واتارا للسلطة، في بواكيه يوم الجمعة ثم امتد سريعا إلى مدن وبلدات أخرى على غرار انتفاضة مماثلة لنفس المجموعة في يناير/ كانون الثاني. وبعد أن سمح المتمردون باستئناف حركة المرور في بواكيه اليوم أغلقوا المدينة مجددا. وتقع المدينة على المحور الرئيسي بين أبيدجان، العاصمة التجارية لساحل العاج وأحد الموانئ الكبيرة بالمنطقة، ودولتي مالي وبوركينا فاسو المجاورتين.
انتفاضة السكان
وحصل المتمردون وعددهم 8400 على خمسة ملايين فرنك أفريقي (8371 دولارا) لكل منهم مقابل إنهاء تمرد يناير/ كانون الثاني. لكن الحكومة كابدت لدفع علاوات متأخرة تصل إلى سبعة ملايين فرنك أفريقي في ظل معاناة الميزانية من انهيار سعر الكاكاو سلعة التصدير الأساسية في البلاد.
وقال متحدث باسم مجموعة المتمردين يوم الخميس وبعد لقاء مع السلطات في أبيدجان إنهم سيتنازلون عن المطالبة بالمبلغ المتبقي.
لكن القرار قوبل بالرفض من بعض الجنود.
وقال كوني "نريد أموالنا فحسب. سنبقى هنا إلى أن يدفع الرئيس أموالنا".
وتعهد وزير الدفاع بعدم التفاوض مع الجنود المتمردين إلا أن غضب الناس من التمرد يتنامى.
واستخدم الجنود الرصاص لتفريق مظاهرة ضد التمرد في وسط بواكيه صباح الأحد.
وقال سايمون جيودي الذي يقطن بواكيه "انتفض السكان لكن المتمردين سرعان ما فرقوا المظاهرة بالأعيرة النارية. كل شيء مغلق".
ورأى شاهد خمسة أشخاص نقلوا إلى المستشفى الرئيسي بالمدينة وكانوا مصابين بجروح نتيجة أعيرة نارية. وتلقى محتجون آخرون العلاج بعد أن تعرضوا للضرب.
وقال مشاركون في مظاهرة أخرى بمدينة كورهوجو في شمال ساحل العاج إن الجنود المتمردين فرقوا التجمع أيضا لكن لا توجد أنباء حتى الآن عن وقوع إصابات.
وخرجت مسيرات ومظاهرات مماثلة في مدينة دالوا بغرب البلاد وفي أبيدجان السبت.