روحاني ينتقد منافسيه بشدة في مناظرة أخيرة قبل الانتخابات
أنقرة - رويترز
صور الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الجمعة (12 مايو/ أيار 2017) منافسيه المتشددين في الانتخابات الرئاسية على أنهم بيادق لقوات الأمن الإيرانية متعطشون للسلطة في تخط كبير للحدود المعتادة في المشهد السياسي الإيراني وذلك خلال مناظرة تلفزيونية أخيرة قبل أسبوع من التصويت.
واكتسح روحاني انتخابات الرئاسة السابقة قبل أربع سنوات بوعود بتقليل عزلة إيران الدولية ويسعى للفوز بولاية ثانية من خلال إشعال حماسة الناخبين الإصلاحيين بعد أن تبددت آمالهم بشأن الإصلاحات الاقتصادية وبسبب بطء وتيرة التغيير الاجتماعي.
ورغم أن روحاني صور نفسه طويلا كبرجماتي أكثر منه إصلاحي متحمس فقد بدا أنه يحاول الابتعاد عن تلك الصورة المعتدلة في الأيام الماضية في مسعى لجذب أصوات ناخبين يريدون مواجهة أقل في الخارج وحريات أكثر في الداخل.
وفي مناظرة حامية الوطيس استمرت ثلاث ساعات مع منافسيه استهدف روحاني مؤسسات تعتبر محصنة من النقد ومنها المؤسسة القضائية والحرس الثوري وهو وحدة خاصة في الجيش تتحكم في قسم ضخم من الاقتصاد الإيراني.
وقال روحاني لمنافسه المتشدد الرئيسي إبراهيم رئيسي في المناظرة "سيد رئيسي.. يمكنك أن تشوه سمعتي بقدر ما تشاء. كقاض في المحكمة الشرعية يمكنك حتى أن تصدر أمر اعتقال. لكن من فضلك لا تسيء استغلال الدين من أجل السلطة". ورئيسي مسؤول قضائي يحظى بدعم الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.
وفي مرحلة أخرى من المناظرة قال روحاني "بعض الجماعات الأمنية والثورية تنقل الناس بحافلات إلى مؤتمراتكم الانتخابية... من يمولهم؟".
وصور منافسه الرئيسي الآخر رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف، وهو قيادي سابق في الحرس الثوري وفي الشرطة، على أنه بلطجي تباهى شخصيا بقمع متظاهرين شباب. وقال روحاني "أردت أن تبرح الطلبة ضربا".
ووجه أبرز منافسان لروحاني انتقادات لاذعة تركزت أغلبها على سجله الاقتصادي وقالا إن البلاد فقدت الكثير من الوظائف وارتفعت الأسعار على الرغم من اتفاق توصل له روحاني في 2015 مع قوى عالمية لرفع العقوبات مقابل كبح البرنامج النووي الإيراني.
ووصف رئيسي الأداء الاقتصادي في عهد روحاني بأنه ضعيف وقال إن 250 ألف شركة صغيرة اضطرت للإغلاق وإن المبالغ النقدية التي تصرف للفقراء يجب أن تزيد. وقال "معدل البطالة مرتفع. والقوة الشرائية لدى الناس انخفضت بشدة".
ورد روحاني "إذا كنا نريد اقتصادا أفضل يجب ألا نترك جماعات تحظى بدعم أمني وسياسي تشارك في الاقتصاد" في انتقاد واضح للحرس الثوري.
ويواجه روحاني خمسة منافسين أبرزهم رئيسي وقاليباف. ويقول المرشحان إن روحاني باع مصالح إيران بسهولة كبيرة للغرب وترك اقتصاد إيران يتداعى من خلال سوء الإدارة.
وتجرى أول جولة في الانتخابات الرئاسية في 19 مايو أيار على أن تجرى جولة إعادة بعدها بأسبوع إذا لم يفز أي مرشح بأكثر من 50 بالمئة من الأصوات.
ويخشى روحاني أن يعزف بعض الناخبين الذين مكنوه من الفوز من الجولة الأولى في 2013 عن التصويت هذه المرة بعد أن تبددت آمالهم بشأن الفوائد الاقتصادية المباشرة لرفع العقوبات وبسبب بطء وتيرة التغيير الاجتماعي.
تجاوز للخطوط الحمراء
على الرغم من أن روحاني فاز بأكثر من ثلاثة أمثال الأصوات التي حصل عليها أقرب منافس له قبل أربع سنوات فقد تجنب بالكاد خوض جولة ثانية بتحقيق ما يزيد قليلا عن نصف الأصوات الإجمالية. وإذا خسر نسبة ضئيلة من هذا التأييد فقد يواجه جولة ثانية محفوفة بالمخاطر ضد منافس متشدد واحد يجمع كل أصوات المؤيدين لهذا التيار.
وقال رضا مير صادق وهو مدرس في مدينة يزد وسط إيران "أردت مقاطعة الانتخابات بسبب خيبة أملي من فشل روحاني في ضمان المزيد من الحرية لإيران... لكنني غيرت رأيي. سأصوت لروحاني لأمنع رئيسي من الفوز".
ويفتقر قاليباف لدعم المؤسسة الدينية الذي يحظى به رئيسي لكن لديه ملايين المؤيدين ممن يساندون سياساته الأمنية والاقتصادية. وزاد من فرص إجراء جولة ثانية من خلال مقاومة مطالبات له بالتنحي من متشددين آخرين.
وفي المقابل تخطى روحاني خطوطا حمراء تقليدية في مؤتمراته الانتخابية من خلال انتقاده الصريح لقوات الأمن والقضاء في محاولة لإشعال حماس الناخبين الإصلاحيين.
وقال روحاني "شعب إيران العزيز.. صوّت للحرية... أنا مستعد لرفع باقي العقوبات إذا انتخبت".