أمير الكويت والرئيس التركي يضعان حجر أساس مبنى الركاب الجديد بمطار الكويت
الوسط - المحرر السياسي
بحث أمير الكويت صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في قصر بيان ظهر أمس الثلثاء (9 مايو/ أيار 2017)، ورئيس الجمهورية التركية رجب طيب اردوغان، الارتقاء بأطر التعاون الى آفاق أرحب لاسيما في مجال التعاون الاقتصادي والمشاريع التنموية الحيوية الكبرى، والذي كانت باكورته وضع الحجر الأساس لمبنى الركاب الجديد بمطار الكويت الدولي (المبنى 2).
واستقبل صاحب السمو الأمير، وفقاً لصحيفة "الراي" الكويتية، الرئيس التركي والوفد الرسمي المرافق له، بحضور سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد.
وعقد الجانبان مباحثات رسمية، ترأس الجانب الكويتي فيها صاحب السمو الأمير، بحضور سمو ولي العهد، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، وكبار مسؤولي الدولة، وترأس الجانب التركي الرئيس اردوغان وكبار مسؤولي الحكومة التركية.
وصرح نائب وزير شئون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح، ان «المباحثات تناولت استعراض العلاقات التاريخية التي تربط دولة الكويت بالجمهورية التركية الصديقة، والتي تميزت دائما بالتفاهم والرغبة الصادقة في تعزيز هذه العلاقات، والسعي المتواصل للارتقاء بأطر التعاون المشترك في مختلف المجالات الى آفاق أرحب، لاسيما في مجال التعاون الاقتصادي والمشاريع التنموية الحيوية الكبرى، للاسهام في تطوير التعاون بين البلدين الصديقين، والاستفادة من توفير الفرص المجدية للاستثمار. كما تضمنت المباحثات بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».
وأضاف الجراح «ساد المباحثات جو ودي عكس روح التفاهم والصداقة التي تتميز بها العلاقات الطيبة بين البلدين، في خطوة تجسد رغبة الجانبين في تعزيز التعاون القائم بينهما في المجالات كافة».
وعقب المباحثات، قام صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أمس، بوضع الحجر الأساس لمبنى الركاب الجديد بمطار الكويت الدولي (المبنى 2)، بحضور الرئيس أردوغان، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، وكبار الشخصيات من الحكومة وقطاع الأعمال في الكويت وأعضاء بارزين من القطاع المصرفي التركي، لتدخل الأعمال الإنشائية الثقيلة للمشروع مرحلة التنفيذ.
وحضر الحفل رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، ووزير الأشغال العامة عبدالرحمن المطوع، ورئيس الإدارة العامة للطيران المدني الشيخ سلمان الحمود، ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات ليماك القابضة نيهات أوزدامير، وكبار الشخصيات من الحكومة وقطاع الأعمال في الكويت.
واكد أردوغان في كلمة بالاحتفال، ان تواجد سمو الأمير على الساحة السياسية هو بمثابة الحظ الكبير بالنسبة له وللمنطقة، خصوصا في ظل الحكمة والقيادة والرؤية والريادة التي يبديها سموه، والتي كانت دليلاً واضحاً على الانجازات والتطورات الكبيرة التي تشهدها الكويت، في ظل وجود من وصفهم بقادة دول «الظلام» الذين يفكرون في مصالحهم الذاتية.
وقال انه لا يريد ان يرى «الدول التي تربطنا بها علاقات الصداقة والاخوية، ان تهدم من قبل قادة «الظلام» الذي يفكرون في مصالحهم الذاتية، بعيدا عن مطالب ومعاناة شعوبهم، مثلما يحدث حاليا في سورية»، مؤكدا في الوقت نفسه انه يريد ان يرى «الانجازات والتطورات التي تخدم المنطقة وشعوبها».
وأضاف «نريد ان نطور حجم التبادل التجاري مع دول مجلس التعاون، والذي وصل الى 17.4 مليار دولار عام 2016، والمبلغ دون المستوى المطلوب، ونجد ان الشركات التركية انجزت مشاريع بـ 51 مليار دولار خلال 14 سنة، ولا شك ان اتفاقية التجارة الحرة بين المجلس وتركيا، من شأنها ان تسهم في فتح افاق جديدة للتعاون».
ووصف العلاقات التركية - الكويتية بـ «التاريخية» و«المثالية»، خصوصا ان هناك نموا بالعلاقات الاقتصادية يتوازى مع نمو العلاقات السياسية بين البلدين، سيساهم في تطوير العلاقات بشكل اوسع واكبر، مؤكدا ان زيارة سموه لتركيا في مارس الماضي دفعت بالعلاقات بين البلدين نحو مستقبل مشرق بشكل كبير، لافتا، انهم يولون اهمية كبرى للمواضيع المتعلقة بأمن واستقرار ورفاه البلدين الشقيقين.
واشار الى ان حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل العام الماضي الى 1.3 مليار دولار، كما ان عدد السياح الكويتيين الى تركيا قد وصل ايضا الى 180 الف سائح في المدة نفسها، والاستثمارات الكويتية في تركيا تقدر بـ 1.5 مليار دولار، معربا عن الأمل ان تزداد الاستثمارات الكويتية، خصوصا اننا «مستعدون لتقديم التسهيلات والامكانات كافة اللازمة للاشقاء الكويتيين».
وعبر اردوغان عن عميق شكره وتقديره للدعم الذي يوليه سمو الامير في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، معتبرا ان تولي شركة تركية عملية بناء مطار الكويت الجديد الذي يأتي في اطار الخطة التنموية 2035 دليل واضح على مدى اهمية واهتمام دولة الكويت بشقيقتها تركيا.
وقال «المشروع الذي تقدر قيمته بـ 4.4 مليار دولار أوصل حجم المشاريع التي تحملتها الشركات التركية في الكويت الى 6.5 مليار دولار، وهذا المبلغ كان عام 2013 نحو 500 مليون دولار فقط، وهذا الارتفاع الكبير في الاستثمار هو لا شك امر يسعدنا وننشده».
واكد اردوغان ان بلاده تولي التعاون مع دول الخليج بشكل عام والكويت بشكل خاصة اهمية كبيرة، وانهم يسعون الى تطوير علاقاتهم الثانية مع دول الخليج في كل المجالات، مضيفا «نأمل ان نطور جميع علاقاتنا مع دول الخليج وعلى رأسها الكويت وذلك في كل الميادين والمجالات سواء الاقتصادية والسياسية والعسكرية والتجارية وغيرها».
وتابع «من اجل ازدهار منطقتنا يجب ان تكون قنوات التواصل بيننا مفتوحة، ولابد ان نسعى الى تطوير علاقتنا الاقتصادية متعاضدة مع علاقتنا الانسانية، لاننا اذا لم نجمع بين هاتين الخصوصيتين، وان يكون هذا منطلقنا بالاساس، فلن نكون موفقين في اعمالنا، لاننا اذا فكرنا بمصالحنا الذاتية فقط فلا يمكن ان نتمكن من ايجاد ارضية سليمة ومتينة لبناء العلاقات التي نتطلع لها بالمستقبل».
واضاف «لا شك ان تحقيق الازدهار والاستقرار في العالم مرتبط باستقرار بلداننا وهذا مرتبط ايضا بمواقفنا، ولا شك ان التعاون الكويتي - التركي من اجل حل مشاكل المنطقة سيكون بمثابة بوابة مهمة ايضا لتجاوز هذه المشاكل والازمات الكبيرة، خصوصا اذا ما اخذنا بعين الاعتبار طاقات وقدرات بلدينا، واعتقد انه يمكن تطوير علاقتنا بناء على ذلك الى مستويات افضل ولهذا السبب يتعين على البلدين بذل المزيد من الجهود».
وقال الوزير المطوع في كلمته «إن المشروع مصمم لخدمة 25 مليون راكب سنوياً، وهو قابل للتوسعة المستقبلية لخدمة 25 مليوناً آخرين، كما أن تصميم المبنى يحقق أعلى مستويات الجودة العالمية، فتصنيفه هو Class A، وهو المستوى الأعلى للمطارات، وهو صديق للبيئة، وموفر للطاقة، ويعاد فيه تدوير المياه لاستخدامها في أعمال الري والزراعة التجميلية، وبه لوحات ضوئية لتوليد الطاقة الكهربائية عن طريق الأشعة الشمسية لتغذية ما مقداره 10 في المئة من استهلاك المبنى من الطاقة، وحال الانتهاء من تنفيذ المشروع فسيكون أحد أفضل مطارات العالم».
وأضاف «حرصت وزارة الأشغال العامة على أن يساهم المشروع الحيوي المهم في خلق العديد من الوظائف المختلفة لشبابنا الكويتي ولشركاتنا الوطنية، فهناك 40 مهندساً كويتياً يعملون فيه، بالإضافة إلى مجموعة من الفنيين والكوادر الإدارية والمحاسبية، كما حرصت الوزارة على أن يتم نقل التكنولوجيا والمعرفة المتطورة المستخدمة في المشروع إلى شبابنا وشركاتنا الوطنية، خصوصا في ظل ندرة مثل تلك المشاريع العملاقة، تصميماً وتنفيذاً وإشرافاً».
وعاهد المطوع على «تنفيذ المشروع طبقاً لتصميمه الهندسي المعتمد، وميزاته الفنية المتطورة، وجمالياته المعمارية الراقية، وذلك بالجودة المطلوبة وفي أقل فترة زمنية ممكنة، حتى نقدم لكويتنا الحبيبة تحفة معمارية متميزة تعكس واقعاً لاقتصاد يتنوع موارد، ويزدهر تطوراً وتقدماً ونمواً».
ومن جانبه، قال الشيخ سلمان الحمود «إن هذا المشروع الحيوي والمهم سوف يلبي تطلعات جمهور المسافرين، من حيث الأنظمة المتطورة والتقنيات المستخدمة والخدمات المتميزة والمستويات العالية للسلامة والأمن إلى جانب كونه مشروعاً صديقاً للبيئة».
وقال «ان حركة النقل الجوي ازدادت في السنوات العشر الأخيرة بمعدل 10 في المئة سنوياً، حيث بلغ عدد الركاب المستخدمين لمطار الكويت الدولي في العام 2016 اثني عشر مليون مسافر، ومن المتوقع وحسب المؤشرات الإحصائية أن يتجاوز عدد الركاب العام 2027 ثلاثة وعشرين مليون مسافر».
وقال ان المشروع «يدعم تطوير البنية الاقتصادية والسياحية للدولة، ويعزّز صورة ومكانة دولة الكويت عالمياً، من خلال مواكبة التطور المستمر لزيادة الحركة الجوية وتوفير عدد كبير من الفرص الاستثمارية للقطاع الخاص تضمن العوائد المالية المُجدية لخزينة الدولة، وتخلق الفرص الوظيفية للشباب الكويتي بمختلف التخصصات».
وقال رئيس مجلس إدارة «ليماك» نيهات أوز دامير «إنّه لشرفٌ كبير أن يتم اليوم وضع حجر الأساس لمبنى الركاب الجديد بمطار الكويت الدولي، تحت رعاية وحضور صاحب السمو الأمير، ورئيس الجمهورية التركية، معلنين بدء الأعمال الإنشائية الثقيلة للمشروع، وانطلاق مسيرة تعمير البوابة الجديدة للكويت للسنوات الست المقبلة وما بعدها، حتى يرى هذا المشروع النور ويكون معلماً من معالم الحضارة والثقافة والرقي بروعته وبهائه».
وأضاف «بالنسبة لنا، إنّه ليس مجرد مشروع إنشاء مطار جديد فحسب، بل إنّه رابط مهم بين الكويت وتركيا بأبعاد اقتصادية واجتماعية ستتوطد وتزدهر. بالإضافة إلى التكنولوجيا الجديدة التي نعتزم إدخالها في المشروع، فإنّنا حريصون أيضاً في شركة ليماك للإنشاءات على نقل المعرفة المتعلقة بها وتوفير فرص عمل جديدة للشباب الكويتي، كما نحرص على الاعتماد على الموردين المحليين للمواد الخام وذلك لاستثمار مئات الملايين من الدولارات في البلاد ولتعزيز عجلة الاقتصاد المحلي وازدهار الشركات المحلية العاملة في قطاع الإنشاءات والمقاولات، فضلاً عما نقوم به من تدريب وتأهيل الكويتيين من خلال تقديم مختلف المبادرات التعليمية التي نسعى إلى تحقيقها في الكويت وتمكينهم من المشاركة الفعالة في قيادة هذا المشروع الكبير».
وختم نيهات كلمته قائلاً «أود أن أنتهز هذه الفرصة لأتقدّم بالنيابة عن كل من يعمل في مجموعة شركات ليماك القابضة وشركة ليماك للإنشاءات في الكويت وخارجها، بالشكر الجزيل إلى الكويت حكومةً وشعباً على ثقتهم في شركتنا، وإعطائنا هذه الفرصة القديرة لنبني معاً البوابة الجديدة للكويت».
وأقام صاحب السمو الأمير في قصر بيان ظهر أمس، مأدبة غداء على شرف رئيس الجمهورية التركية والوفد الرسمي المرافق له، وذلك بمناسبة زيارته الرسمية للبلاد.
وغادر اردوغان البلاد ظهر أمس.
وكان على رأس مودعيه على ارض المطار صاحب السمو الأمير، وسمو ولي العهد، ورئيس مجلس الأمة، وسمو الشيخ جابر المبارك، والشيخ صباح الخالد، والشيخ محمد الخالد، والشيخ علي الجراح، وكبار قادة الجيش والشرطة والحرس الوطني والإدارة العامة للاطفاء.
ورافق الرئيس التركي وفد رسمي ضم وزير الخارجية مولود تشاووش اوغلو، و وزير الاقتصاد نهاد زيبقجي، و وزير الطاقة والموارد الطبيعية برات البايراك، و وزير المواصلات والبحرية والاتصالات احمد ارسلان، وعددا من كبار مسؤولي حكومة الجمهورية التركية.
4 سنوات بدلاً من 6
أكد وزير الأشغال العامة عبدالرحمن المطوع في تصريح صحافي، ان المقاول وعد باختصار مدة تنفيذ وانجاز مشروع المطار من 6 سنوات الى 4. ولفت إلى ان الوزارة تقوم حاليا بتغيير برامجها بما يتلاءم مع خطة سير عمل المقاول، مضيفا أن «المقاول قدم برنامج عمله ومتطلبات معينة لاختصار المدة، ونحن من جهتنا نلبيها من أجل تحقيق وإنجاز المشروع خلال 4 سنوات».
بيانات وخصائص المشروع
- العميل: وزارة الأشغال العامة - الكويت.
- شركة التصميم: شركة «فوسترز آند بارتنرز» بالتعاون من دار «مستشارو الخليج» للاستشارات الهندسية.
- شركة الإنشاء: شركة ليماك للإنشاءات.
- قيمة العقد: 1.312 مليار دينار (أقل عطاء).
- مساحة مبنى الركاب: 708 آلاف مترمربع.
- مدة التنفيذ: 6 سنوات.
- القدرة الاستيعابية للمسافرين: 25 مليون مسافر سنوياً.
- القدرة الاستيعابية للطائرات: السعة الأولية 51 بوابة ومنصة مع القدرة على خدمة 21 طائرة من طراز (A380) في وقت واحد.
- الاعتماد: حاصل على تصنيف A لفئة مستوى الخدمة من الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA).
- سبل حفظ الطاقة:
من أوائل المطارات في العالم التي تحصل على شهادة اليد الذهبية للقيادة في الطاقة والتصميم البيئي.
مرحلة الإنشاء:
- من خلال تنفيذ الشركة لمشروعها على مدى السنوات الست، سوف تتبع سياسة مشتريات للمواد الخام، معتمدةً على الموردين المحليين، للاستثمار في البلاد ولتعزيز عجلة الاقتصاد المحلي، بما فى ذلك قطاعا الإسكان والتجزئة المحليان، كما تخلق فرص عمل لأكثر من 50 شاباً بمتطلبات عالية للكويتيين ذوي الكفاءة.
- سيتطلب المشروع أكثر من مليون متر مكعب من الخرسانة وأكثر من 100 ألف طن من الفولاذ الهيكلي، سيتم شراؤها محلياً.
- توفر شركة ليماك فرص التدريب والتأهيل للموظفين المحليين.
- تتيح «ليماك» لطلبة الهندسة والتصميم وإدارة الأعمال فرصا للمشاركة في المشروع والتعلم بشتى السبل ومواكبة مختلف مراحل تطوّره.
المطار: التصميم والفكرة والنظام
تصميم المطار الجديد
يهدف المطار الجديد إلى أن يصبح من أوائل المطارات في العالم التي تحصل على شهادة القيادة الذهبية في الطاقة والتصميم البيئي لفئة مباني الركاب، حيثُ أنّه سيجمع بين الخصائص الحرارية من الهيكل الخرساني مع قبة كبيرة تكسو سطح المبنى مكونة من 66,000 لوح من الخلايا الضوئية لحصاد طاقة شمسية قادرة على توفير 12 ميغاواط من الطاقة لتغذي المطار جزئياً، مما سيساعد في تخفيض تكلفة تشغيل وصيانة المبنى.
كما يتخلل سقف المبنى فتحات زجاجية تعمل على تنقية ضوء النهار وانحراف الإشعاع الشمسي المباشر. ولضمان أن تكون تجربة السفر على مستوى عالٍ من الرفاهية تم اختيار عناصر التصميم الداخلي بناء على ملاءمتها وأدائها البيئي بحيث ستتضمن مظلة السقف حوالي 8000 منور يخدم ثلاثة وظائف وهي إدخال ضوء النهار، ودمج الإنارة الاصطناعية والعمل كمصائد صوتية لتحسين جودة الصوت داخل مبنى الركاب. وهذه الفتحات مكسية بصفائح معدنية ذهبية اللون، تعمل على انعكاس أشعة الشمس، وتتكون هذه التكسية من ثقوب مغلفة برغوة لامتصاص الصوت، مما يحسن من الأداء الصوتي. وتم دمج وحدات الإضاءة في هذه الفتحات، بحيث تسمح لها بالعمل كمعلقات إضاءة في الليل.
الفكرة المعمارية
تصميم مبنى الركاب ثلاثي الأفرع ذي ثلاثة أجنحة متناظرة تضم بوابات المغادرة. كل واجهة تمتد بطول 1.2 كيلومتر وتنبسط بإثارة من مساحة مركزية بارتفاع 25 متراً. ويوازي مبنى الركاب ما بين هذه المساحة المركزية الواسعة وتصميم متسق مع النطاق البشري، ولتسهيل الانتقال داخل المبنى تم مراعاة الحد من التغيير المتباين في مناسيب الأرضيات. وللمساهمة في توجيه وإرشاد المسافرين داخل المطار، تم تصميم المبنى تحت قبة سقف واحد، تتخلله فتحات زجاجية تعمل على تنقية ضوء النهار، في حين تعمل على انحراف الإشعاع الشمسي المباشر. وتمتد المظلة لتظلل ساحة المدخل الواسعة تدعمها أعمدة خرسانية مستدقة الشكل. وتستلهم أشكال المظلة العضوية السلسلة من التناقض ما بين صلابة الحجر وانسياب حركة القوارب الشراعية التقليدية في الكويت.
التصميم الخارجي
تتمحور فكرة التصميم الخارجي في الانتقال من محيط يحاكي واحة خضراء أمام مبنى المطار مباشرة إلى بيئة صحراوية تندمج مع المنطقة المحيطة بها، حيث سيتم استخدام نباتات من الأنواع المحلية المتكيفة مع طبيعة الكويت لإنشاء حدائق غنية، وذات كفاءة في استهلاك المياه. وستغطي الحدائق مواقف السيارات وغيرها من المباني المجاورة والخدمات لخلق شعور من الاستمرارية.
وحرص المصمم أن تكون النقطة المحورية لمبنى الركاب هي الواحة، والتي ستعطي الانطباع الأول لدولة الكويت لدى الزوار. كما ستعزز العناصر المائية من تجربة المسافر خلال مرحلة انتقاله حيث سيتم تركيزها عند المناطق المخصصة للمشاة لتحسين المناخ المحلي وخلق جو لطيف.
التصميم الداخلي
يعتبر التصميم الداخلي للمبنى مثالا للكفاءة العملية والبيئية ويعكس احتياجات العديد من مستخدمي المطار، سواء العاملون منهم أو الزوار. وسيوفر المطار تجربة مريحة لجميع المسافرين. وقد روعي في التصميم أن يكون المطار ذا كفاءة وسلاسة وسهل الاستخدام قدر الإمكان، من خلال دمج استراتيجيات واضحة للاسترشاد باستخدام مسارات حركة مباشرة، ومراعاة المتطلبات الفردية والشخصية للمستخدمين المختلفين، بالإضافة إلى زيادة الإطلالة على الجانب الجوي، وإدراج مكونات تراثية لتوفير بوابة عصرية مناسبة للكويت.
تصميم السقف
تم تصميم المبنى تحت مظلة سقف واحد، والتي تضم فتحات للإضاءة مبنية على أسس الهندسة المعمارية الإسلامية التقليدية، بحيث تخلق تلاعبا ديناميكيا بالضوء والظل وتسمح لضوء النهار باختراق أعماق المبنى. ويعكس السقف الإنشائي ترجمة لفكرة القبة الكلاسيكية مدعمة بأعمدة خرسانية ذات أشكال عضوية وسلسة، والتي تقوم بتوفير الكتلة الحرارية التي تساهم في الاستراتيجية البيئية للمشروع.
النظام الإنشائي
يتكون السقف الإنشائي من فتحات هيكلية عددها 78 في المحيط الخارجي و12 من الداخل. كما أن أعمدة المحيط الخارجي للسقف متباعدة عن بعضها البعض بمسافة 45 مترا على طول خط الواجهة. إن محيط السقف البارز متوازن بواسطة السطح الممتد فوق المساحات الداخلية لخلق مدى واضح بطول 100 متر للمنطقة المركزية.