رسالة مواطن... أيها المواطن كيف تقيّم الرسوم المفروضة على المخالفات المرورية بموجب القانون الجديد؟
الوسط - محرر الشئون المحلية
كثرت الآراء والأقاويل بشأن المخالفات المرورية من بعض الناس الذين شرقوا وغربوا بعيداً على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى ظننا أن المخالفات هي إحدى صكوك نهاية العالم، وأن إشارات المرور كأنها (أم الخضر والليف) حتى طبل الناس من جديد للأخطبوط (المربعات) .
المخالفات في كل دولة لتهذيب سلوك السواق من جهة، ولردع الآخرين الذين لهم سوابق أو فاضت ملفاتهم من المخالفات الذين لا يحترمون نظام ولوائح السواقة في البلد؛ لكن في اعتقادي أن في كل مؤسسة إصلاحية قانونية تأخذ بنظام التدرج في تطبيق القانون على مرتكبي المخالفات، وتأخذ بنظام السجل الأبيض أو النظيف للفرد أو السائق كما في السجون أو في النزل الإصلاحي، كما شاهدنا في الكثير من الدول الأوروبية والتي تحتسب للسجين نقاطاًُ أو (كريديت) لصالحه في سجله إذا كان سلوكه نظيفاً لم تتخلله أي أعمال عنف أو مصادمات مع بقية السجناء، أو احتجاجات مع رجال الأمن، فتحسب له وقد تسقط باقي سنوات الحكم، وقد يعجل بالإفراج عنه مع الأخذ بالاعتبار جريمته التي ارتكبها، فإذا القانون الوضعي يعالج مثل هذه الحالات ويأخذ بها، فما بالك بالله سبحانه وتعالى والذي بين في القرآن الكريم التدرج في هذا السياق، كتدرجه في تحريم شرب الخمر ولم يحرمه ابتداء كما في الآية: "يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ" [البقرة:219].
ثم صار الناس يتساءلون فيما بينهم عن الإثم الذي جاءت به الآية، إلى أن جاءت الآية الكريمة لتعرف لشاربيه مضار المنكر وهي "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى"، [النساء:43]، حتى جاءت الآية الشريفة بالأمر الإلهي الحاسم لتنهي عادة شرب المنكر، وتأمرهم بالاجتناب عن شرب المنكر: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [المائدة:90] .
إذن نستشف من الآيات العظام تدرجها في تطبيقها للعقوبة والجزاء، وليس الردع المباشر، وخصوصاً كما قلت سابقاً أن الله العلي القدير والذي أمره إنما يقول له كن فيكون... رسالة مواطن أطالب فيها المسئولين النظر بعين الاعتبار في حال الاستمرار في تطبيق الجزاءات لمرتكبي المخالفات لقانون المرور الجديد النظر لمن هم من أصحاب السجلات النظيفة، أو لمن يقل ارتكابهم المخالفات حتى يطمئن المواطن البحريني، وتزداد ثقته بنظام المرور، علاوة على ذلك لا بد لإدارة المرور من دراسة طلب السواق في التخفيف عنهم ومساعدتهم في تركيب الإشارات الرقمية المتبع تداولها في جميع الدول، لتقليل فرص ارتكابهم المخالفات، وتقل دفعهم الغرامات التي هي تسحب شهرياً من أفواههم وأفواه عيالهم.
مهدي خليل