(رسالة مواطن)... أيهما أكثر تأثيراً على "البطالة" سيطرة الأجنبي على الموارد البشرية أم تحقير المسئول البحريني لحقوق المواطن المرشّح للوظيفة؟
[ في أحد اجتماعات بعض موظفي الشركة برئاسة مديرها الأجنبي ومساعده البحريني، كان مدير شئون الموظفين (البحريني) يقول إن المرشحين الجدد للتوظيف في الشركة يطلبون راتباً أعلى من الراتب الذي حدّدته الشركة بلحاظ ارتفاع تكلفة المعيشة، فيرد المدير (الأجنبي) إن هذا هو المعروض ومن لا يعجبه لا يحضر، فيهبّ مساعد المدير البحريني (القحّ) الشاب والذي يتقاضى راتباً وقدره (...)! يهبّ مُعزّزاً كلام المدير ومؤكداً بالقول إن هؤلاء (المرشحين) جشعون وأنه يعرف أشخاصاً عاطلين في (قريته) يجلسون بانتظار أي فرصة للالتحاق بالشركة، وسيقبلون بأي راتب وتحت أي ظرف! عندئذٍ صارت عبارته أيقونة وشعار ظل يردّده المدير العام (الأجنبي) ويستشهد به كلما تحفّظ مرشح ما لوظيفة على راتبها! تلك كانت شركة "بحرينية" مساهمة.
نفهم من حديث وكيل وزارة العمل في لقائه بصحيفة "الوسط" أن سيطرة العمالة المهاجرة على عملية التوظيف في أغلب الشركات والمؤسسات الوطنية عبر سيطرتهم على وظيفة الموارد البشرية في هذه المؤسسات هي المشكلة التي تؤدي لبطالة أبناء البلد.
غير أن المشكلة أحياناً أن مدير شئون التوظيف (البحريني) لا يكون بيده القرار النهائي للتوظيف أو الترقية، بل ربما أقصى ما يمكن فعله هو تزكية مرشح أو اثنين ليقوم المدير العام (الأجنبي) غالباً، باختيار أحدهما أو لا يختار، ما لم يقفز مساعد له بحريني جداً! ليخبره أنه على استعداد لجلب من يقبل بأي أجر!
نعم هناك أجانب يسيطرون بطريقة أو بأخرى على الموارد البشرية في القطاع الخاص، لذا تجد هذا الأجنبي ما إن يمر عام على توظيفه حتى يكون له قريب أو نسيب في كل قسم من أقسام الشركة، والسبب أولاً لأنه "يمون" على صاحب الشركة وثانياً ربما يكون هو من يختار الموظفين فيخلق وظائف لجلب أهله وعشيرته.
مع ذلك فلا يمكن التعميم، فمن خلال خبرتنا معهم وجدنا أن هناك من الأجانب من هو حريص فعلاً على مصلحة الشركة التي يعمل بها، وهو يختار الكفؤ لشغل الوظيفة بغض النظر عن أي اعتبارات.
هذا مع الأجنبي، ولكن ماذا تفعل إذا كان من بني جلدتك هو من يقف عثرة في طريق توظيفك أو يسدّ الباب في وجهك، بحجّة إنك تطلب راتباً يوفر لك معيشة كريمة، في حين أنه يتقاضى راتباً لم يخطر لك في حلم فضلاً عن الامتيازات والعلاوات وما يمكن الحصول عليه بـ (الحيلة والفتيلة)!
ليست العقدة في الأجنبي، والذي يمكن أن يُعذر فيما لو فضّل بني قومهِ على أبناء الوطن، ولكن العقدة والطّامة هي ابن الوطن الذي يضع رجليه في الماء البارد ويتمدّد ويتجشّأ شبَعاً وامتلاءً و يتكلّم معك من طرف أنفه، ويحاول التضييق عليك و"تطفيشك"، فإنه لن يشعر بمن يقترض قبل نهاية الشهر، ولا يستطيع أن يدّخر لسفر أو لشراء سيارة أو لدفع إيجار شقة، هؤلاء هم من يجب الخوف والحذر منهم لأنهم كما يقول المثل "لا يرحمون ولا يتركون رحمة الله تنزل على عباده"!
جابر علي