إيمانويل ماكرون ... شخصية اقتصادية وصلت إلى كرسي الحكم في الإليزيه
باريس - د ب أ
انتخب إيمانويل ماكرون 39 عاما الأحد (7 مايو/ أيار 2017) ليصبح أصغر رئيس لفرنسا على الأطلاق بعد أن حمل لواء تيار الوسط وتأييد الاتحاد الأوروبي خلال حملته الانتخابية، وهو ما ساعده على كسب الدعم من جانب كلا من اليسار واليمين ضد زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة مارين لوبان.
وخلال حملته الانتخابية، قدم ماكرون، وزير الاقتصاد السابق، نفسه أيضا على أنه من خارج الوسط السياسي رغم أنه يحظى بسيرة ذاتية نخبوية.
وكان ماكرون قد شكل العام الماضي حركته السياسية الجديدة المسماة "إن مارش" أو "إلى الأمام"، وأشار إلى ما وصفه بالصدع الذي عفا عليه الزمن بين اليسار واليمين الذي هيمن على السياسة الفرنسية لأعوام.
وحصل ماكرون على شهادته الجامعية الأولى من "معاهد الدراسات السياسية" في باريس التي ترتادها النخبة، وحصل على الماجستير في الفلسفة من جامعة " غرب باريس نانتير" المرموقة كذلك.
وانتقل ماكرون إلى دراسة الإدارة العامة في جامعة "إكول ناسيونال دي أدمنيستراسيون" التي تدرب كبار الإداريين في فرنسا.
عمل ماكرون في وزارة الاقتصاد كمفتش بين عامي 2004 و2008، ثم أمضى أربع سنوات في العمل ببنك روتشيلد التجاري.
في عام 2012، انضم ماكرون إلى حكومة الرئيس الاشتراكي فرانسوا أولاند. وخلال فترة شغله منصب وزير الاقتصاد في عهد أولاند من عام 2014 حتى 2016، سعى ماكرون نحو استصدار قانون يتضمن عددا من تدابير التحرر الاقتصادي المتعلقة بقطاع النقل، وساعات العمل خلال أيام الأحد وغيرها من القضايا.
ومع انتهاء الحملة الانتخابية يوم الجمعة قبل الانتخابات، اعترض ماكرون على ما قال انه محاولات لـ "وضعه في قالب تصنيفي محدد" بسبب حياته المهنية.
وقال ماكرون لموقع "ميديابارت" الإخبارى الالكترونى: "لن أكون أي أحد سوى نفسي" مضيفا: "كنت حرا في أن أعمل في مصرف استثماري على الرغم من أنني جئت من عائلة لم تر أحدا يعمل في مصرف استثماري لعدة قرون... وكنت حرا في مغادرة هذا العالم، وكان هناك اعتقاد بأنني جننت أن أنضم إلى فريق الجناح اليساري".
كان النقاش في نهاية الحملة مع محرري ميديابارت نموذجيا لحملة ماكرون: لم يتخل أبدا عن التعامل مع الناخبين المعادين أو المعارضين السياسيين، مع الحفاظ على الهدوء والإشارة إلى ما لديهم من القواسم المشتركة.
وقد اجتذب تأييده لتحرير قوانين العمل العداء من اليسار والنقابات، وكانت منافسته لوبان تستشهد به مرارا أثناء محاولتها تعزيز التصويت لها بين الطبقة العاملة.
لكن خلال الحملة الانتخابية، استغرق ماكرون وقتا كافيا ليقول إنه مع نشطاء نقابات العمال، وقال: "أنا أعلم أن هذا ليس بالضرورة ما تريدون سماعه".
ويشمل برنامج ماكرون تخفيضات على ضريبة الثروة والتأمينات الاجتماعية لتحفيز العمالة، وإلغاء ضريبة الإقامة التي يدفعها معظم المواطنين.
كما يريد ماكرون خفض الانفاق العام بمقدار 60 مليار يورو (5ر64 مليار دولار) وخصوصا من خلال تعديل برامج التأمين الصحي والاجتماعي.
وسيواجه ذلك باستثمارات قدرها 50 مليار يورو تركز أساسا على تدريب القوى العاملة والطاقة الخضراء.
ويشار إلى أن ماكرون مؤيد بشدة لأوروبا، لكنه يقول إن فرنسا يجب أن تعمل مع ألمانيا من أجل اتحاد أوروبي أكثر حماية اجتماعيا.
وكانت حياته الشخصية موضوعا لتعليقات كثيرة خلال الحملة خاصة زوجته، بريجيت، التي كانت معلمته السابقة في مدرسة ثانوية وتكبره بـ 24 عاما.
وأظهرت التقديرات الأولية لنتائج الانتخابات فوز ماكرون بنسبة تتراوح بين 65 إلى 66% من الأصوات، فيما حصلت منافسته مارين لوبان مرشحة اليمين المتطرف على نسبة تراوحت بين 34 إلى 35%.
وكان ماكرون قد وصف فوزه الواضح في الجولة الثانية والحاسمة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، بأنه بمثابة فصل جديد في تاريخ فرنسا.