انتهاء حملة المرحلة الثانية من الانتخابات الفرنسية في أجواء مشحونة
باريس - ف ب
غداة مناظرة تلفزيونية اتسمت بحدة غير مألوفة، انتهت خملة الانتخابات الفرنسية بأجواء مشحونة، مع تقديم إيمانويل ماكرون الخميس (4 مايو/ أيار 2017) شكوى بعد شائعات عن حساب خارجي واستقبال صاخب لكلا المرشحين.
وشاركت مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن بتجمعها الانتخابي الأخير، في قرية شمالية صغيرة، حيث عبأت مؤيديها بالقول إن "فرنسا لا يمكنها الانتظار أكثر. فرنسا لا يمكنها أن تسمح بالانتظار خمسة أعوام أخرى لترفع رأسها".
وفي وقت سابق، تعرضت لوبن التي تصف نفسها على أنها "مرشحة الشعب"، للرشق بالبيض من قبل متظاهرين غاضبين لدى وصولها إلى شركة ملاحة في بلدة دول دي بريتاني (غرب)، هاتفين "فليخرج الفاشيون".
وفي حال فوزها، أكدت لوبن في مقابلة مع "لا بروفانس" ستنشر الجمعة، ستبحث "عن أشخاص في كل مكان تتواجد فيه المهارات".
ومع مواصلته تصدر استطلاعات الرأي عشية انتهاء الحملة الانتخابية، تعهد مرشح الوسط المؤيد لأوروبا، الذي حاز دعم الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، بـ"الحفاظ على وعد التجديد حتى النهاية"، خلال تجمع أخير له في ألبي (جنوب غرب) أمام نحو أربعة آلاف مؤيد أكد لهم أنه سمع "الغضب الموجود لدى الشعب".
ولدى وصوله إلى ألبي، واجه ماكرون نحو خمسين نقابيا حيال قانون مثير للجدل يحرر عقود العمل، كان رفض إلغاءه في حال فوزه.
على مقلب آخر، قدم ماكرون شكوى ضد مجهول بتهمة "نشر أخبار كاذبة"، إثر تلميحات أطلقتها منافسته خلال مناظرتهما عن إمكانية امتلاكه لـ"حساب خارجي في جزر الباهاماس".
وفتحت النيابة العامة الباريسية تحقيقا أوليا على الفور.
وكان هذا الاتهام واحدا من هجمات عدة شنتها مرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبن خلال المناظرة مساء الأربعاء.
وبلغت المناظرة التلفزيونية التي تابعها 16,5 مليون فرنسي، وهي الفرصة الأخيرة لاقناع المترددين الكثر، مستوى غير مسبوق من التوتر. فقد اتهمت لوبن ماكرون بأنه يؤيد "العولمة المتوحشة"، اما ماكرون المؤيد للاتحاد الاوروبي، فاتهمها ب "الكراهية" و"التزوير" و"الأكاذيب".
وكتبت صحيفة "لوفيغارو" المحافظة "من الصعب ان نصف حفلة الملاكمة مساء أمس بأنها +مناظرة+"، اما "لوموند" فأعربت عن اسفها "للنقاش الحاد والعنيف من كلا الطرفين". وابدت صحيفة "لو باريزيان" اسفها "لأن الخواء ما زال مهيمنا على خلفية برنامجي" المرشحين.
وافاد استطلاع للرأي أجري بعد المناظرة ان ثلثي المشاهدين وجدوا ان الوسطي ماكرون هو الاكثر اقناعا، في حين نالت زعيمة اليمين المتطرف تاييد الثلث الاخر.
ورأت لوبن (48 عاما) الخميس ان الحرب الكلامية "ادت الى اضطراب الاعراف". وقالت "كان من الاهمية بمكان إيقاظ الفرنسيين" و"تمزيق الستار" للتأكيد ان ماكرون ليس "رجلا جديدا" لكنه "يخرج من حكومة فرنسوا هولاند"، الرئيس الاشتراكي غير الشعبي المنتهية ولايته، كما قالت.
واعتبرت لوبن في تصريح لتلفزيون "بي.اف.ام" "انها المرة الاولى التي تجرى فيها فعلا مناظرة بين شخصين يعبران عن وجهة نظر متناقضة الى حد كبير حول المشروع الذي يتعين تطبيقه".
-مواجهة الاكاذيب- واعتبر والد المرشحة اليمينية المتطرفة أن ابنته لم تكن "في مستوى الحدث" خلال المناظرة التلفزيونية.
وقال جان ماري لوبن (88 عاما) "دائما أرغب برؤية بطلتي تحقق فوزا سهلا".
إلا أن زعيمة الجبهة الوطنية التي طردت والدها من الحزب عام 2015، "لربما لم تكن في مستوى الحدث" على حد تعبير والدها.
وعندما وصل جان ماري إلى النهائيات في انتخابات عام 2002، رفض منافسه حينها جاك شيراك إجراء مناظرة معه خوفا من "تطبيع الكراهية وعدم التسامح".
وردا على جميع الذين نصحوه بعدم إجراء مناظرة مع اليمين المتطرف، على غرار ما قرر شيراك، قال ماكرون (39 عاما) ان من الضروري "اجراء مناظرة" مع حزب الجبهة الوطنية، "حتى لو لطخنا انفسنا قليلا".
واضاف ماكرون، هذا المبتدىء بالسياسة الذي يقوم بحملته الانتخابية الاولى مع حركة "الى الأمام"! التي ليست من "اليمين او اليسار" وكان اطلقها قبل حوالى العام "لا نتمكن من قتل كل الاكاذيب، لكن بعضا منها".
وفي المعسكر اليساري، اشاد كثيرون، على غرار رئيس الوزراء الاشتراكي السابق مانويل فالس، بأدائه حيال "الشتائم والعنف والاكاذيب"، وبدعوته "الذين ما زالوا مترددين، ولا يعطون تعليمات بين الورقة البيضاء والامتناع عن التصويت ولوبن" الى تحمل "مسؤولياتهم".
وهذا الانتقاد موجه الى ناشطي اليسار المعادي لليبرالية الذي يقوده جان-لوك ميلانشون، وترفض اكثرية منهم الاختيار بين "الطاعون والكوليرا".
وترديدا لصدى هذه التحفظات، اعتبر المتحدث باسم "المتمردون" الذين يتزعمهم اليكسيس كوربيير، الخميس ان المناظرة التلفزيونية "لم تؤد الى تحريك الخطوط".