سفير الإمارات في برلين: ألمانيا تقوم بدور مهم لضمان الاستقرار الدولي
برلين - د ب أ
قال سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في برلين، علي عبد الله الأحمد، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قبل زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى بلاده، اليوم الإثنين (1 مايو / أيار 2017)، إن ألمانيا تلعب دورا مهما لضمان الاستقرار الدولي وإن التعاون في شئون الإغاثة وتقديم المعونة لمحتاجيها من الأمور التي ستطرح خلال الزيارة.
وعن العلاقات الثنائية قال الأحمد إنه "بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة فإن ألمانيا تعد شريكا تجاريا مهما ... 30% من التجارة الألمانية العربية تجري بين ألمانيا والإمارات.. ما نحبه بشأن الألمان هو أنهم إذا قطعوا تعهدا، فإنهم يلتزمون به. وباعتبارها صاحبة رابع أكبر اقتصاد، تقوم ألمانيا أيضا بدور مهم عندما يتعلق الأمر بضمان الاستقرار الدولي".
وحول الانطباع الإماراتي عن مثلث التفاعل الأمريكي الإيراني العربي في العلاقات ذكر السفير أنه: "ليس لدينا الانطباع بأن الولايات المتحدة تحت إدارة دونالد ترامب، ترغب في خفض ارتباطها بالعالم العربي.. من وجهة نظرنا أن هذا الانسحاب حدث أساسا في عهد سلفه، باراك أوباما.. ومن الأمثلة على ذلك طريقة التعامل مع التهديد الإيراني".
وتابع الأحمد "نحن لسنا عموما ضد الاتفاق النووي. لكننا نعتقد أنه من الخطأ تركيز المفاوضات مع إيران فقط على المسألة النووية، وتجاهل دور إيران في العراق وسورية، في البحرين ولبنان واليمن تماما. لا ينبغي أن تدعي إيران أن الشيعة في بلدان أخرى هم مواطنوهم، ويجب أن تتوقف عن دعم المنظمات الإرهابية مثل حزب الله".
وأضاف سفير دولة الإمارات العربية المتحدة "نرى الآن نوعا مختلفا من القيادة من الولايات المتحدة، ولكن الاستراتيجية لا تزال بحاجة إلى أن تصبح أكثر وضوحا".
وبسؤاله عن اللوم الموجه من بعض السياسيين الأوروبيين الذين يقولون إن دول الخليج لا تعتني، إلا قليلا، باللاجئين السوريين، قال الأحمد إنه "في عام 2011، كان هناك 120 ألف سوري يعيشون في دولة الإمارات العربية المتحدة. اليوم هم حوالي 275 ألف سوري يعيشون بيننا، ولكن ليسوا كلاجئين. هم يعملون أو يذهبون إلى المدرسة".
ولفت إلى أنه "بمساعدتنا، تم أيضا إنشاء مخيم ضخم للاجئين في الأردن، وقد التزمت بلادنا باستقبال 15 ألف لاجئ سوري. واتفقنا مع اليونان على إقامة مخيم للاجئين في اليونان، لأولئك الذين تقطعت بهم السبل هناك".
أما بشأن الهجوم الأمريكي على القاعدة الجوية العسكرية السورية قال الأحمد " من الواضح أنه إذا لم تتصرف بشأن هجوم بالغاز السام كهذا، فإنك سترسل إشارة خاطئة إلى قوى الشر في جميع أنحاء العالم. وهذا كان من شأنه أن يعطي الضوء الأخضر لجميع القوى الشريرة. لكن بالطبع هذه الغارة الجوية ليست حلا للأزمة السورية".
وحول موقف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إزاء أزمة اللاجئين، رأى السفير الإماراتي أنه "عندما وقعت الأزمة، في عام 2015، قالت المستشارة، إننا نرحب بهم، دون ذكر أي أعداد، كنت أظن أن هذا سيسجل في التاريخ كعمل نبيل - عمل إنساني. لكن في وقت لاحق تساءل السكان : هل يمكن لمجتمعنا هضم وصول كل هؤلاء الناس... ما هي المخاطر... هل ستكون هناك مشكلة أمنية؟".
واعتبر الأحمد أن "إدماج هؤلاء اللاجئين في المجتمع الألماني يجب أن تتم معالجته بطريقة حساسة لأن هؤلاء أشخاص مختلفون ولهم دين مختلف.. عملية الاندماج ستستغرق وقتا طويلا لكنها ليست مشكلة تخص اللاجئين وحدهم... لقد شهدنا أعمالا إرهابية قام بها أشخاص ولدوا في بلجيكا أو فرنسا. وقد هاجموا نظاما أتاح لهم التعليم والرعاية الصحية مجانا".
وذكر أنه "من المهم جدا أن ننظر إلى نوعية الرسالة التي يوجهها الدعاة في أوروبا للمهاجرين في المسجد. الإسلام ليس دينا ذا صورة واحدة في كل مكان، هناك الإسلام العربي، والإسلام الإندونيسي، أو الإسلام الأوروبي والأمريكي. الإسلام يكيف ذاته مع البلد الذي تتم ممارسته فيه. وعلى المسلم الحقيقي احترام ثقافة وطريقة معيشة البلد المقيم فيه.
ولشرح التجربة الإماراتية قال الأحمد: "لدينا 200 جنسية في الإمارات العربية المتحدة... وهذا نموذج جيد... يمكن لأي شخص أن يمارس دينه في بلادنا. الإسلام المعتدل في دولة الإمارات العربية المتحدة يطبق بنجاح. نحن مجتمع شهد تحولا هائلا في جيل واحد. كنت في السادسة من العمر عندما تم توصيل الكهرباء لبلدتى .
وأضاف "نحن نعد أنفسنا لعصر ما بعد النفط. 70% من اقتصادنا حاليا لا يعتمد على النفط".
وعن القضايا التي ستتم مناقشتها خلال زيارة المستشارة، أوضح الأحمد "اليوم تعد دولة الإمارات العربية المتحدة أكبر مانح للمعونات لكل فرد / إحصائيا / ، كما أن ألمانيا نشطة جدا في هذا المجال. وهذا مجال نرى فيه إمكانات جديدة للتعاون".