العدد 5349 بتاريخ 29-04-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةثقافة
شارك:


جائزة الشيخ زايد للكتاب تحتفي بفائزيها في دورتها الحادية عشرة

أبوظبي - جائزة الشيخ زايد للكتاب

أقامت جائزة الشيخ زايد للكتاب حفلها السنوي لتكريم الفائزين في دورتها الحادية عشرة تحت رعاية ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الاماراتية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مركز أبوظبي للمعارض بأبوظبي.

حيث شهد الحفل حضور الفريق رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الاماراتي سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب وتوزيعه لثمانية جوائز على الفائزين هذا العام : جائزة شخصية العام الثقافية للمؤرخ والمفكر المغربي عبدالله العروي، وجائزة "الآداب" للكاتب اللبناني عبّاس بيضون عن روايته "خريف البراءة"، وجائزة "التنمية وبناء الدولة" للمفكر السّوري محمد شحرور عن كتابه "الإسلام والإنسان – من نتائج القراءة المعاصرة" ، وجائزة "أدب الأطفال والناشئة" للكاتبة الكويتية لطيفة بطي عن كتابها "بلا قبعة" ، وجائزة "الترجمة" للباحث والمترجم اللبناني زياد بوعقل عن كتاب "الضروري في أصول الفقه لابن رشد" والذي نقله للفرنسية، وجائزة "الفنون والدراسات النقدية" للباحث العراقي سعيد الغانمي عن كتابه " فاعلية الخيال الأدبي" ، وجائزة "الثقافة العربية في اللغات الأخرى" للباحث لألماني ديفيد فيرمر عن كتابه "من فكر الطبيعة إلى طبيعة الفكر"، وجائزة "النشر والتقنيات الثقافية" و"مجموعة كلمات" من الإمارات العربية المتحدة.

وفي كلمته الافتتاحية خلال حفل الجائزة، قال الأمين العام للجائزة علي بن تميم "لقد قالت دولة الإمارات كلمتها وأعلنت مشروعها الحضاري. قال صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله كلمته وأعلن عام الخير بعد عام القراءة ليوحد وجدان الإماراتيين ونبض الإمارات، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي كلمته وجعل التسامح منارة والسعادة اُسلوب حياة، قال كلمته وأطلق مجلس القوة الناعمة لدولة الإمارات.

قال نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي كلمته وجعل التربية الأخلاقية منهجاً وطريق عمل. قال كلمته وجعل الشباب عنواناً للمسيرة التنموية. قال كلمته وأطلق مجلسه، مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل. قال كلمته ووضع قوانين عصرية لمحاربة الكراهية والعنصرية والتشدد. قال كلمته ودشّن مشاريع الطاقة النظيفة ومرحلة ما بعد النفط. قال كلمته وأطلق المبادرات الثقافية والفكرية: معرض أبوظبي الدولي الكتاب، جائزة الشيخ زايد للكتاب، مشروع كلمة للترجمة. أجل لقد قالوا جميعاً كلماتهم، إن الراحل الكبير الشيخ زايد هو صانع الرؤية وأمير الكلم وسيد الفعل".

أشاد الامين العام لجائزة زايد للكتاب علي بن تميم بدعم رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للحركة الثقافية والأدبية في الدولة وأخيه نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وأخيهما ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى القوات المسلحة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آلِ نهيان للأعمال الأدبية والثقافية ومبادرات سموهما في ترسيخ القيم الاخلاقية الرفيعة

وقدم الشكر للفريق رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب على حضوره حفل توزيع الجوائز واهتمام سموه بالأدباء والكتاب وتأكيد دورهم في دفع مسيرة الحركة الثقافية والأدبية الرصينة في دولة الإمارات.

ورحب علي بن تميم، بالحضور مفتتحاً كلمته بأبيات شعرية لابن عربي، لما فيها من نقل صادق "للتسامي فوق الصغائر والتعالي على الأنا، وتقدير المشترك الإنساني، وتجديد روح المحبّة، وإحياء قيم الاعتراف بالآخر التي من دونها الموت والفناء"، معقباً بقوله: "لقد قالت دولة الإمارات كلمتها وأعلنت مشروعها الحضاري"، مثنياً على مبادرات الدولة التي أعلنها أصحاب السمو في مختلف المجالات وشتى الميادين.

وعن فائزي هذا العام قال بن تميم: "نكرم مع المفكر المؤرخ الكبير د. عبدالله العروي. النظرة العقلانية التي ترفض تسييس الدين وتديين السياسة وعدم الخلط بينهما. ونكرم مع الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي دور النشر الجادة والحريصة على حاضر الطفل العربي ومستقبله نكرّم مع المفكر الإسلامي محمد شحرور قراءته المستنيرة للقرآن، ونكرّم كتاباً ونخبة من الروائيين والمترجمين ممن جمعوا القراءة المستنيرة والحرفية العالية، ودهشة الكتابة، ومشاغل الإنسان العربي وقضاياه الملحة في عصرنا هذا".

عن الفائزين

شخصية العام الثقافية

فاز بها محمد العروي (المغرب)

نشر العروي منذ بداية الستينيات من القرن العشرين ترجمات ونصوصا ودراسات في عدد من المجلات المغربية والعربية والفرنسية. فصدر له سنة 1967 كتاب "الإيديولوجيا العربية المعاصرة" بتقديم مكسيم رودنسون، وفي 1970 صدرت ترجمته العربية على يد محمد عيتاني عن دار الطليعة في بيروت، فشكل  الكتاب انطلاق الحضور الواسع لعبد الله العروي في الثقافة العربية، كما أصبح محط اهتمام الباحثين والدارسين لشؤون الثقافة والتحديث في العالم العربي. ‎يجمع العروي بين المعرفة العميقة للثقافة العربية، قديمها وحديثها ، والثقافة الغربية، في مختلف مظاهرها الفكرية والأدبية والفنية، وخاصة في مجالات الفلسفة والتاريخ والرواية والسينما. وقد ألّف،منذ الستينيات حتى اليوم، مجموعة من الأعمال التي شكلت نظرة جديدة  مستأنفة للثقافة العربية  الحديثة، وما يتصل بها من  سياقات وإشكالات وأسئلة ثقافية في القديم العربي أو في الثقافة الغربية. وهي دراسات تتوجه نحو دراسة تاريخ الأفكار بالدرجة الأولى. لكنها، في الوقت نفسه، تتسع لتشمل مجالات الفكر والأدب، كما تتطرق إلى قضايا التحديث في العالم العربي، وصلتها بالسياسي والفكري. لذلك يمثل كتابه الافتتاحي "الإيديولوجيا العربية المعاصرة" إعلاناً عن مرحلة جديدة من قراءة تاريخ الثقافة العربية الحديثة وأوضاع فكر النخبة فيها. ‎وقد توالت مؤلفات عبد الله العروي وتنوعت، خلال أكثر من خمسين سنة. امتزجت فيها الدراسة الفكرية بالعمل الروائي والترجمة.وهي دراسات  تؤكد بوضوح أن عبد الله العروي مترسخ في المعرفة، متشبث بمواجهة عوائق التحديث،دائم الرحلة بين الممارسة الفكرية والممارسة الأدبية. وهذه الخصيصة الموسوعية لكتابات العروي هي ما يعطيه مرتبة استثنائية في الثقافة العربية الحديثة، لما توفره من قدرة على التأمل والتحليل والتفسير لقضايا تشغل بال كل معني بالأسئلة الصعبة لزمننا الحديث.

‎وتشكل أعماله، اليوم، ذخيرة حقيقية للثقافة العربية. لا تنحصر فاعليتها في المرحلة السابقة، أي منذ السبعينيات من القرن الماضي،بل تكمن فيما تفتحه من آفاق واسعة في المستقبل للبحث والدراسة والإبداع. فهي تسير في اتجاهات متعددة ومتقاطعة، تلتقي في منظومة فكرية لها أسسها النظرية في الرؤية الفلسفية وفي المعارف المتصلة بها. ويمكن الحديث عن هذه الأعمال بما هي تؤلف مدرسة راسخة في النظرة النقدية وفي المواقف المعرفية التي عملت على بلورتها. فتأكيد هذه الأعمال على الحداثة الفكرية، في الممارسة السياسية والثقافية، اختيار نابع من العمق الثقافي لصاحبها ومنظوره النقدي الفاحص ومتابعته الدقيقة لأسئلة وقضايا المجتمع العربي الحديث.

ولد عبد الله العروي في 7 نوفمبر 1933بمدينة أزمور. ودرس العلوم السياسية في باريس، وواصل دراسته العليا فنال دبلوم السلك الثالث سنة 1958، ثم شهادة التبريز في الدراسات الإسلامية عام 1963، وفي سنة1967قدم أطروحة بعنوان "الأصول الاجتماعية والثقافية للوطنية المغربية: 1830-1912"لنيل دكتوراه الدولة. في جامعة السوربون، ثم  عمل في الولايات المتحدة الأمريكية أستاذاً في جامعية كاليفورنيا بدعوة من المستشرق فون غرونباوم. اختار العروي في 1970 العودة إلى المغرب للتدريس في الجامعة المغربية، فالتحق بكلية الآداب بالرباط حتى تقاعد عن العمل سنة 2000.  وقد شارك في لقاءات عربية ودولية، كما كان عضواً في أكاديمية المملكة المغربية وعضواً في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.

جائزة الشيخ زايد للتنمية وبناء الدولة

فاز بها محمد شحرور (سورية)، عن كتاب "الإسلام والإنسان – من نتائج القراءة المعاصرة" والصادرعن دار الساقي، 2016.

ولد محمد شحرور في دمشق عام 1938. بعد حصوله على الثانوية العامة سافر إلى الاتحاد السوفييتي ليتابع دراسته في الهندسة المدنية، حيث تخرج بدرجة دبلوم 1964 من جامعة موسكو ثم عاد لدمشق وعمل عميداً في كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق حتى عام 1968. أوفد إلى جامعة دبلن بإيرلندا عام 1968 للحصول على شهادتي الماجستير عام 1969، والدكتوراه عام 1972 في الهندسة المدنية. بدأ الدراسة والبحث في مجال الدراسات القرآنية من عام 1967 وله العديد من الاسهامات العلمية في هذا الشأن منها: الكتاب والقرآن – قراءة معاصرة، عن دار الأهالي عام 1990. وكتاب الدولة والمجتمع، عن دار الأهالي عام 1994. و الإسلام والإيمان – منظومة القيم ، عن دار الأهالي عام 1996. وكتاب دليل القراءة المعاصرة للتنزيل الحكيم، عن دار الساقي 2016.  وصدر له كتاب مترجم للإنكليزية عن دار بريل بعنوان  The Quran Morality and Critical reason’ by Brill in 2008. د. محمد أرمل وله اربعة ذكور وبنت ويجيد العربية والانكليزية والروسية. 

ويتناول الكتاب الأسس الثابتة للإسلام كالإيمان والمواطنة والولاء. ويعتمد شحرور في كتابه الذي يعدّ تطويراً لمشروعه الفكري، قاعدة الترتيل منهجية له. والمقصود بالترتيل هو نظم الموضوعات الواحدة الواردة في آيات مختلفة في نسق واحد. ويمثل الكتاب لوناً من إعادة اكتشاف النصوص في ضوء مفاهيم جديدة كالحرية والمواطنة والإيمان والإسلام بعيداً عن مفهوم الصراع والاختلافات التي قادت إلى تصورات مشوهة عن الإسلام.

جائزة الشيخ زايد للآداب

فاز بها عبّاس بيضون (لبنان)، عن رواية "خريف البراءة" الصادرة عن دار السّاقي، 2016

ولد عام 1945 في صور جنوبي لبنان لأسرة أدبية. درس الأدب العربي في جامعة بيروت العربية، وحصل على الماجستير في الأدب من السوربون الفرنسية. بدأ بكتابة الشعر الذي أصبح فيه واحداً من رواد قصيدة النثر. من أهم أعماله الشعرية "نقد الألم" و"الوقت بجرعات كبيرة" و"مدافن زجاجية" و"حجرات" و"ب.ب.ب" و"بطاقة لشخصين" و"ميتافيزيق الثعلب".

نشر أولى رواياته "تحليل دم" في 2002 وأتبعها بكتاب سردي هو "مرايا فرانكنشتين" ثم "ألبوم الخسارة" وهو وسابقه مرتكزان على السيره الذاتية. عاد إلى الرواية بروايتين لم تنشرا لأسباب خاصة وأتبعهما برواية "ساعة التخلي" و"الشافياتة و"خريف البراءة" التي نالت جائزة الشيخ زايد للكتاب فرع الآداب. شعر بيضون يجمع بين التفاصيل والأشياء والسيرة الذاتية والشاغل الفكري والسياسي، بينما تمتاز رواياته بالمزج بين الواقع المنفجر والخيال الفانتازي.

والرواية تتناول موضوعة الإرهاب على نحو متميز، فقد جعلت الرواية موضوعها الاختلاف بين أب إرهابي يتسلط على إحدى القرى ويفتك بأهلها وبين ابن متسامح يطمع أن يعيش الحب وأن يستمتع بالحياة، ويتحول الاختلاف بينهما إلى خلاف يصل حد القتل، والرواية تنطوي على إمكانات سردية متميزة كالانتقال بين الضمائر في السرد، إضافة إلى البناء الرمزي للعمل حيث ترمز القرية إلى معظم البلدان العربية كما تأتي لعبة الأسماء الرمزية في الرواية تأكيداً على هذا البناء. فالرواية تبين الصراع بين من يدافع عن الحرية والحب ومن يدافع عن التسلط والإرهاب.

جائزة الشيخ زايد لأدب الطفل والناشئة

فازت بها لطيفة بُطي، عن كتاب "بلا قبعة" من إصدارات سيدان ميديا، 2015

لطيفة بطي كاتبة من الكويت تعنى بأدب الطفل، من نتاجها القصصي: عروس البحر، بلدي اينينكايو، ولها تجارب مسرحية من بينها: بوابة جحا وأميرة البحر سالمة، ومجموعة من القصص التي تندرج ضمن أدب الطفل ومنشورة في مجلة العربي الصغير. لها اصدارات منفردة عن مجلة العربي الصغير منها: أمثال شعبية، ألعاب شعبية، سالم وسارة، ديرتي الكويت. وقصة ترجمت للانكليزية عنوانها لماذا صهلت المهرة الصغيرة. لها مساهمات في الإذاعة، إذ كتبت لمؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك حلقات من مسلسل بنين وبنات موجه إلى المراهقين، وحلقات لمسلسل الدنيا بخير موجه إلى البالغين. وفي التلفزيون شاركت في كتابة قصص من التراث الشعبي لبرنامج الراويلقناة الجزيرة للأطفال، وكتبت قصصا لقناة البراعم للأطفال في برنامج نام القمر.

ويتمتع الكتاب بخيال واسع ولغة رشيقة مشوقة تحفز على الإبداع والتفكير، وتدعو إلى تقبل الاختلاف وعدم قبول الأفكار الجاهزة والنمطية دون إعمال الفكر فيها، كما يحفّز الكتاب الأطفال على التواصل مع جمال الطبيعة وسحرها.

جائزة الشيخ زايد للفنون والدراسات النقدية

فاز بها سعيد الغانمي (أسترالي/عراقي) عن كتابه " فاعلية الخيال الأدبي"، من منشورات الجمل، 2015.

كاتب ومترجم عراقي يعيش في أستراليا . ولد عام 1958 في العراق. حصل على إجازة من قسم الترجمة ـــ كلية الآداب في جامعة الموصل في عام 1982. له أكثر من ستِّين كتاباً مطبوعاً ما بين مؤلَّف ومترجم. "الكنز والتأويل" (1994)، "ملحمة الحدود القصوى" (2000)، "ينابيع اللغة الأولى" (2009)، "حراثة المفاهيم" (2010)، "فاعليَّة الخيال الأدبي" (2015). ومن ترجماته "العمى والبصيرة" لبول دي مان"، "العرب والغصن الذهبي" لستيتكفيتش، "ترجمة النفس: السيرة الذاتية في الأدب العربي".

عن الكتاب

تعالج هذه الدراسة موضوعاً نقدياً  دقيقاً هو دراسة نصوص الأساطير والفلسفة والتاريخ القديم في بلاد الرافدين ومحاولة البحث عن البلاغة المعرفية التي توجد في تلك النصوص، كما أن موضوع الكتاب يقع بين تخصصات مختلفة فلسفية وأسطورية وأثرية وتاريخية قديمة، وقد استعانت الدراسة بمرجعيات متعددة، ووظفت مجموعة كبيرة من المصطلحات والمناهج النقدية الحديثة على نحو منهجي سليم.

جائزة الشيخ زايد للترجمة

فاز بها زياد بوعقل، عن ترجمته "الضروري في أصول الفقه لابن رشد" من منشورات دي غرويتر،  2015.

ولد زياد بو عقل في بيروت، العاصمة اللبنانية، عام 1983.  أنهى دراسته الثانوية في مدرسة الكرمل -القديس يوسف- وتابع دراسته الجامعية لينال إجازة في الفلسفة من الجامعة اليسوعية في بيروت. انتقل عام 2003 الى باريس ليكمل دراساته العليا حيث حاز على درجة الماجيستير من معهد العلوم السياسية عام 2005 وعلى شهادة الدكتوراه في العام 2012 في العلوم التاريخية والفيلولوجية من جامعة الدراسات التطبيقية العليا حول كتاب الضروري في أصول الفقه لابن رشد.

لبو عقل خبرة واسعة في مجاله سواء على الصعيد البحثي أو الأكاديمي، حيث يعمل باحثاُ في المركز الوطني للبحث العلمي في باريس (مركز جان بيبين) وباحث ملحق بجامعة فريبورغ في المانيا، إضافة الى تدريس الفلسفة العربية وأصول الفقه في دار المعلمين العليا في باريس وفلسفة الفقه واللغة في جامعة جينيف.

تنصبّ اهتمامات بوعقل بشكل عام في دراسة فلسفة الفقه واللغة في الفكر الفلسفي والكلامي والفقهي في الحضارة العربية الإسلامية ويهتم بشكل خاص بفكر ابن رشد العملي وعلاقته بمحيطه الفكري والحضاري، بالإضافة التنقيب والتحقيق في المخطوطات العربية الفلسفية. من آخر مشاريعه التحقق من مخطوط كلامي من القرن العاشر الميلادي.

وترجم زياد بوعقل كتاب ابن رشد إلى الفرنسية تحت عنوان: "ابن رشد: الفلسفة والشرع" ويفيد هذا العنوان الجديد أن المترجم حرص على أن يكتسب الكتاب مقروئيته التي تراعي الفرنسية الحديثة. وقد بذل زياد بوعقل مجهوداً واضحاً في تقريب كتاب عن علم أصول الفقه الإسلامي إلى قارئه الفرنسي، حيث خصّ تعابير ومصطلحات قرآنية وفقهية وفلسفية بمقابلات لها في الفرنسية. ولا شكّ أن إدراك هذه الغاية أضاف إلى قيمة الكتاب المعرفية قيمة تواصلية هدفها الانفتاح على الآخر في لغة زمننا. ولهذا فإن الكتاب يساهم في التعريف بالمتن الرشدي لدى الباحثين بالفرنسية في الفلسفة العربية ويشجع على استيعابها والحوار معها.

جائزة الشيخ زايد للثقافة العربية في اللغات الأخرى

فاز بها الباحث الألماني دافيد فيرمير، على كتابه "من فكر الطبيعة إلى طبيعة الفكر" من إصدارات دي غرويتر  - برلين، : 2014.

ديفيد فيرمر هو أستاذ مساعد في الفلسفة العربية والعبرية في قسم الفلسفة في جامعة كولن منذ العام 2013، إضافة الى عمله كمدير مشارك في مؤسسة توماس لمشروع كتابات إبن رشد في الفلسفة الطبيعية باللغات الثلاث، العربية والعبرية واللاتينية لصالح أكاديمية نورث راين ويست فاليا للعلوم والانسانيات والفنون. عقب دراسة الفلسفة والتبحر في الدراسات الإسلامية والعبرية في بون و كولن والقدس، تلقى فيرمر بعثة من المؤسسة الألمانية الوطنية للتميّز لمتابعة دراساته العليا، حيث حصل على شهادة الدكتوراة في الفلسفة من جامعة بون في العام 2010 في دراسة قدمها عن فلسفة إبن باجة. اهتماماته البحثية تنصب في الغالب في دراسة الفلسفة العربية في الأندلس وتأثيرها في الغرب، إضافة الى بحوث في الفلسفة الطبيعية، ونظريات المعرفة البشرية، وله العديد من المنشورات في هذه المجالات باللغة الألمانية.

وهي دراسة فلسفية لفكر ابن باجة، تبرز بصورة تكاد تكون غير مسبوقة لفرادة هذا الفيلسوف الأندلسي ودوره في تعريف الثقافة الغربية والعالمية بفلسفة أرسطو لدى انبعاث الاهتمام بفكر المعلّم الأوّل اعتباراً من القرن الثالث عشر الميلادي. ذلك أنّ ابن باجة قد سبق ابن رشد ومارس تأثيراً كبيراً على من لحقه من الفلاسفة، بيد أنه ظلّ، في الغرب بخاصة، قابعاً في ظلّ وريثه العظيم. وإلى ما قام به من تحليل متعمّق لفكر ابن باجة على امتداد مئات الصفحات، قام فيرمير داخل كتابه هذا بوضع ترجمة إلى الألمانية لنصّ ابن باجة "كتاب النّفس" الذي يبرز فيه ارتباطه بالفكر الأرسطيّ من حيث جوانبه النفسيّة وسعيه إلى إرفادها بفكره الخاصّ. هكذا جمع فيرمير جهد الباحث والمفكّر ومؤرّخ الفلسفة إلى جهد المحقّق والمترجم.

جائزة الشيخ زايد للتقنيات الثقافية والنشر

فازت بها مجموعة كلمات، الامارات العربية المتحدة  

"مجموعة كلمات" التي أسستها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، هي دار النشر الأولى في الإمارات العربية المتحدة المختصة بنشر وتوزيع كتب قيّمة للأطفال باللغة العربية وإنتاجها وفق المعايير العالمية. أصدرت "كلمات" في غضون ثلاث عشرات الأعمال المميزة، شملت كتباً مصورة وكتباً للأطفال الرضع بالإضافة إلى كتب ذات أفكار حيوية وأخرى تتضمن بعض الأساطير التراثية القديمة. تتميز "كلمات" بتصاميمها الخلاقة ورسوماتها اللافتة للأنظار والمضمون الهادف والمبتكر في الكتب الصادرة عنها. وهي تصدر عن مشروع معرفي يهدف إلى تشييد أفق حضاري متفتح ومستنير، بعيداً عن التعصب وأحادية المنظور.




أضف تعليق