العلماء يرصدون ست فوائد صحية لألعاب الفيديو
سان فرانسيسكو - د ب أ
أثبتت الدراسات العلمية أن ألعاب الفيديو ليست ممتعة فحسب، بل أنها تنطوي أيضاً على العديد من الفوائد العلمية التي تتنوع ما بين تخفيف الألم إلى زيادة القدرة على التركيز وتنمية المهارات الذهنية.
ونشر الموقع الإلكتروني "ساينس أليرت" المتخصص في الأبحاث العلمية والتكنولوجيا ستة من أهم الفوائد التي تتمتع بها ألعاب الفيديو من واقع سلسلة من الأبحاث التي نشرت في الدوريات العلمية خلال السنوات الأخيرة:
أولا:
ألعاب الفيديو المجسمة تساعد في تحسين الذاكرة. أثبتت دراسة علمية أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا الأميركية ونشرت في الدورية العلمية "جورنال أوف نيورو ساينس" المتخصصة في أبحاث الجهاز العصبي أن العاب الفيديو تساعد في تحسين الذاكرة لدى الانسان.
وشارك في الدراسة، التي أجريت على مدار أسبوعين، 69 شخصاً، وتم خلالها تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات حيث طلب من أفراد المجموعة الأولى أن يلعبوا بلعبة "سوبر ماريو" المجسمة، وطلب من أفراد المجموعة الثانية أن يلعبوا بلعبة "أنجري بيرد" أي "الطيور الغاضبة"، ولم يطلب من أفراد المجموعة الثالثة ممارسة أي نوع من ألعاب الفيديو.
وتبين من خلال الدراسة أن المشاركين الذين لعبوا بلعبة "عالم سوبر ماريو" سجلوا تحسناً في قدرات الذاكرة لديهم، فيما لم يظهر على باقي المشاركين أي تحسن سواء أثناء فترة الدراسة أو بعدها.
وأرجع الباحثون أسباب التحسن في ذاكرة اللاعبين إلى "انخراطهم في تجربة اللعب في بيئة افتراضية مجسمة، وبالتالي فإن نفس اللعبة التي يمارسها الأطفال والناضجون منذ سنوات طويلة ربما تساعد فعلاً في تحسين القدرات الذهنية بشكل له مغزى".
وخلصت الدراسة إلى أن "هواة ألعاب الفيديو الذين يفضلون الألعاب المجسمة يؤدون فعلاً بشكل أفضل في الاختبارات الخاصة بقدرات الذاكرة".
ثانيا:
ألعاب الفيديو تساعد في تخفيف الشعور بالألم نشرت الدورية العلمية الأميركية للطب الوقائي مقالاً تناول مجمل النتائج التي خلصت إليها 195 دراسة طبية مختلفة وجاء فيها أن ألعاب الفيديو ساعدت في تحسين الصحة العامة بالنسبة لـ 195 مريضاً من مختلف النواحي، سواء ممن يخضعون لعلاج بدني أو نفسي.
وخلال مؤتمر لجمعية أبحاث الألم الأميركية في العام 2010، برهنت الدراسات أن ممارسة ألعاب الفيديو ولاسيما الألعاب ثلاثية الأبعاد التي تندرج في إطار ألعاب الواقع الافتراضي تساعد في تخفيف الشعور بالتوتر والألم الناشئ عن الأمراض المزمنة والجراحات العلاجية.
وصرح الباحث جيفري جولد من جامعة "ساوث كاليفورنيا" الأميركية أن "تركيز المريض ينصب على اللعبة وليس على الألم الذي يشعر به جراء الإجراء الطبي الذي خضع له، حيث أن ألعاب الواقع الافتراضي تقوم بتحريك حاسة الأبصار وغيرها من الحواس".
ثالثا:
ألعاب الفيديو تساعد الأطفال الذين يعانون من مشكلة عسر القراءة أثبتت دراسة علمية نشرت في دورية "CELL" العلمية في العام 2013 أن ألعاب الفيديو يمكن أن تساعد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 7 إلى 13 عاما ويعانون من مشكلة عسر القراءة، في تحسين قدراتهم على القراءة بشكل أسرع مع الحفاظ على الدقة في نفس الوقت.
وتتساوى النتائج التي حققتها ألعاب الفيديو في علاج عسر القراءة لدى الأطفال مع النتائج التي حققتها وسائل المساعدة التقليدية التي يخضع لها هؤلاء الأطفال، وإن كانت الوسائل التقليدية تظل أقل إمتاعا وأكثر استهلاكا للوقت.
ويعتقد الباحثون أن سرعة إيقاع هذه الألعاب تساعد الأطفال على زيادة فترات التركيز لديهم، على رغم أن هذه الفرضية العلمية لم يتم إثباتها بعد بشكل منفصل.
رابعا:
لعبة الذكاء تيتريس تساعد في تخفيف الشعور بالصدمة نشرت دورية "MOLECULAR PSYCHIATRY" الشهر الماضي نتائج دراسة علمية أثبتت أن لعبة الفيديو "TETRIS" (تيتريس) الشهيرة التي تعتمد على الذكاء وحل الأحجيات تساعد في تخفيف الشعور بالصدمة بل وتحسن الصحة النفسية لمن تعرضوا لصدمات نفسية قوية.
وفي إطار الدراسة العلمية، تم اختيار 37 مريضاً تعرضوا لحوادث مرورية ونقلوا إلى قسم الطوارئ بإحدى المستشفيات في مدينة أوكسفورد بالمملكة المتحدة، بشكل عشوائي، وطلب منهم أن يلعبوا بلعبة تيتريس لمدة عشرين دقيقة، فيما طلب من مجموعة أخرى تضم 34 مريضاً عدم لعب هذه اللعبة مع تسجيل أنشطتهم اليومية التقليدية التي تتضمن أفعالاً مثل القراءة أو حل الكلمات المتقاطعة أو كتابة الرسائل على الهاتف المحمول.
وتبين من خلال الدراسة أن المرضى الذين لعبوا تيتريس كانوا أقل تأثراً بالصدمة النفسية التي تعرضوا لها، وكانوا يسترجعون أحداث تلك الصدمة بنسبة أقل عن أقرانهم الذين لم يلعبوا باللعبة بنسبة تصل إلى 62 في المئة في المتوسط أو أقل.
خامسا:
ألعاب الفيديو تجعلك أكثر ذكاء حسب بعض الدراسات العلمية. نشرت الدورية العلمية "PloS ONE" دراسة علمية تثبت أن استخدام جهازي ألعاب الفيديو "إكس بوكس" أو "بلاي سيتشن" يساعد في تنمية القدرات المعرفية لدى اللاعب. وشملت الدراسة التي أجريت في العام 2013 تقسيم مجموعة من الأشخاص الذين لا يلعبون ألعاب الفيديو في الأساس إلى خمس مجموعات ثم مطالبة كل مجموعة بممارسة لعبة فيديو مختلفة على الهاتف المحمول لمدة ساعة يومياً على مدار أربعة أسابيع.
وأثبتت الدراسة أن جميع ألعاب الفيديو، سواء التي تعتمد على الإثارة والحركة أو لا، تساعد في تحسين الوظائف المعرفية لدى جميع المشاركين حسب اختبارات ذهنية مختلفة بما في ذلك اختبارات لقياس قدرات ذاكرة المدى القصير.
سادسا:
ألعاب الفيديو مرتبطة بزيادة في حجم مناطق معينة بالمخ نشرت الدورية العلمية "MOLECULAR PSYCHIATRY" نتائج دراسة أجراها باحثون في معهد ماكس بلانك الألماني في العام 2014 وجاء فيها أن ممارسة لعبة الفيديو "سوبر ماريو" مرتبطة بنمو مناطق معينة في مخ الانسان، ولاسيما المناطق المسئولة عن التخطيط الاستراتيجي وتكوين الذكريات والأنشطة الحركية الدقيقة والتحديد المكاني.
وشملت الدراسة 24 مشاركاً طلب منهم أن يلعبوا بـ "سوبر ماريو" لمدة ثلاثين دقيقة يومياً على مدار شهرين مع تصوير أمخاخهم بواسطة جهاز الرنين المغناطيسي. وسجل الباحثون نموا في مناطق قرن أمون الأيمن والفص الجبهي الأيمن والمخيخ بالمخ لدى المشاركين في الدراسة، مقارنة بمجموعة أخرى لم يطلب منهم اللعب بلعبة الفيديو الشهيرة.
وصرح الباحث سيمون كول بأن هذه الدراسة "تثبت أنه من الممكن تدريب أجزاء محددة في مخ الانسان بواسطة ألعاب الفيديو".