ضمن ندوة "البحث العلمي وتداخل المعارف"
أكاديميو جامعة البحرين يؤكدون أهمية الدراسات المتداخلة في صناعة الثقافة
الصخير - جامعة البحرين
دعا أكاديميون في جامعة البحرين إلى إبراز الدراسات البينية (ذات المعارف المتداخلة)، بوصفها مطلباً أكاديمياً، وثقافياً يحتاج إليه الطالب في جميع البرامج الأكاديمية، وأكدوا أن هذه الدراسات تعد منفذاً من الحيز الضيق لحقل التخصص الدقيق، مما يؤدي إلى فتح آفاقٍ معرفية أوسع. وتعد هذه الدراسات مطلباً عالمياً للجامعات، والمراكز البحثية، لتلبية احتياجات المجتمع، وسوق العمل.
جاء ذلك خلال ندوة أقامتها مؤخراً اللجنة الثقافية لكلية الآداب بعنوان "البحث العلمي وتداخل المعارف“، تناولت محور التأصيل النظري لمفهوم تداخل المعارف، وعرضت بعض الدراسات المتعلقة بتداخل المعارف، ولاسيما في مجال العلوم الإنسانية، بالإضافة إلى تحديد دور التخطيط الإستراتيجي لتطوير برامج تعليمية وبحثية بينية من خلال الشراكات العلمية.
وتحدث الأستاذ المساعد بقسم العلوم الاجتماعية في كلية الآداب نادر كاظم، عن الدافع للاهتمام بالمعارف المتكاملة، وقال: "تعمل على توسيع آفاق البحث، وإنشاء أرضية مشتركة بين التخصصات، بالإضافة إلى اهتمام العالم بالقضايا والمشكلات العالمية المتداخلة".
وذكر كاظم أهم الأسباب التي أدت إلى صعوبة التقاء المعارف "المشكلة تكمن في أن الجامعات أصبحت تقوم على مبدأ (المعارف لا تخلو من الملكية الخاصة) ومع وجود معارف بملكية خاصة تكون النتيجة هي وجود حدود لكل معرفة ومن الصعب تداخل المعارف فيما بينها".
من جهته قال الأستاذ المشارك في قسم العلوم الاجتماعية في كلية الآداب والباحث بمركز دراسات البحرين عبدالله يتيم: "خلال القرنين الثامن عشر، والتاسع عشر إلى أوائل القرن العشرين؛ اكتملت الكثير من العلوم في موضوعاتها، ومناهجها، ونظرياتها، وبالرغم من انفصالها، واستقلالها العلمي".
وتابع :"إلا أنها بقيت تجد أن ما تقوم به غير شمولي، وناقص، وبالتالي أصبح من الضرورة العودة إلى النظرة الشمولية المتكاملة في بحث موضوع الاختصاص لتطوير التخصصات، لذلك أصبحنا نجد في بداية القرن العشرين، لا سيما بين العلوم الاجتماعية، عودة إلى الرؤية التكاملية في موضوع الاختصاص".
وقال الأستاذ المشارك في قسم الإعلام والسياحة والفنون في كلية الآداب بجامعة البحرين أشرف عبدالمغيث، في حديثه عن الحاجة للبحوث والبرامج البينية في مجال علوم الاتصال في الجامعة: "لقد عانت العملية التعليمية كثيراً من المناهج التقليدية التي تركز على نظام واحد فقط، في حين نجد أن برامج الدراسات البينية في الآونة الأخيرة تعد مطلبا أساسياً للعديد من المهن في سوق العمل، حيث ثبت أن الطلبة الذين يتعلمون من خلال الدراسات البينية يتمتعون بمهارات تفكير، وإتقان عالية، ومتكاملة".
وشدد عبد المغيث على أهمية الدمج بين التخصصات الموجودة داخل الجامعة من خلال أسلوب المسار (التخصص الأساسي، الذي هو رغبة الطالب الأساسية، والتخصص الفرعي، الذي يتم من خلاله تكامل المعارف، وإكساب الطالب مهارات متعددة)، بالإضافة إلى أن التحول يتم من خلال التغيير الهيكلي في التخصصات والأقسام الجامعية، وذلك بالاعتماد على التقسيم الإداري وليس التقسم البرمجي، وإنشاء وحدات استشعار المتغيرات في متطلبات سوق العمل.