خطة ترامب الضريبية تواجه عثرات محتملة في الكونغرس
الوسط - المحرر الدولي
قبل توليه مهام منصبه، طمأن وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشين، الناخبين بصورة واضحة بأن خطط إدارة ترامب ستضمن عدم وجود تخفيضات ضريبية مطلقة لأغنياء أميركا ، بعد ثلاثة أشهر فقط من تنصيب دونالد ترمب يبدو أن "قاعدة منوشين" – بحسب الوصف الذي أطلقه عليها عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي، رون وايدن - قد تم التخلي عنها ، وفق ما نقلت صحيفة "الاقتصادية" السعودية اليوم الأحد (30 أبريل / نيسان 2017).
يقول النقاد إن المقترحات الضريبية للرئيس الأسبوع الماضي، ومن بينها التخفيضات الضريبية العجيبة لأصحاب الأعمال وإلغاء الضريبة على العقارات، تقدم فوائد سخية لأغنى الناس في المجتمع، وربما لأسرة الرئيس نفسه. النتيجة النهائية لذلك يمكن أن تكون تحويل تريليونات الدولارات إلى الطبقة العليا من المجتمع الأمريكي على مدى عشر سنوات.
يقول جوزيف روزنبيرج، وهو باحث أول في مركز أبحاث السياسة الضريبية، إن فحوى البرنامج مماثلة عموما للخطط الضريبية المنقحة التي طرحها ترمب خلال حملة الانتخابات الرئاسية. ومن رأي مركز السياسة الضريبية أن أغنى 0.1 في المائة من السكان سيحصلون في هذه الحالة على تخفيض ضريبي يزيد على 14 في المائة من الدخل بعد خصم الضرائب، وهو أكثر كثيرا من فئات الدخل الأخرى.
ويضيف: "التعديلات الصغيرة في أي من الاتجاهين لا تغير هذه القصة الأساسية. أغلبية المنافع تذهب إلى ذوي الدخل المرتفع".
وهذا يجعل من الصعب الحصول على دعم الحزبين للتغييرات الضريبية. وقال البيت الأبيض إنه يريد جعل الإصلاح الضريبي جهدا من الحزبين، لكن الديمقراطيين يقولون إن الإدارة لم تفعل شيئا يذكر لإقناعهم بذلك.
ودون تصويت الديمقراطيين سيحتاج البيت الأبيض إلى شبه إجماع من الجمهوريين لإقرار مشروع القانون من خلال الكونجرس. وأعرب أحد المساعدين الديمقراطيين في مجلس الشيوخ عن قلقه إزاء عجز منوشين الأسبوع الماضي عن ضمان ألا ينتهي المطاف بالطبقة الوسطى إلى دفع المزيد من الضرائب، إلى جانب عدم وجود تفاصيل محددة في خطة ترمب. وأضاف المساعد: "عدم وجود تفاصيل محددة إثار كثيرا من التشكك حول ما يفعله ترمب وكيف يمكن لهذا أن يملأ جيوبه".
وقال وايدن، وهو أبرز الديمقراطيين في لجنة الشئون المالية، القوية، في مجلس الشيوخ: "انها خطة ضريبية غير منضبطة ستؤدي إلى تخفيضات ضريبية لأعلى 1 في المائة من السكان، وتضارب مصالح بالنسبة للرئيس، وديون معوقة لأمريكا، وفتات للعاملين".
وتصر الإدارة على أن الأولوية بالنسبة إليها هي تخفيض الضرائب للطبقة الوسطى. ومن شأن بعض هذه التدابير أن تساعد الأسر العادية - ولا سيما في زيادة الخصم القياسي الذي يطبق قبل أن يبدأ الناس في دفع الضرائب.
لكن براندون ديبوت، وهو زميل في السياسة الضريبية في مركز أولويات الميزانية والسياسة، قال عندما يتعلق الأمر بتحليل تأثير الحزمة على الأمريكيين من ذوي الدخل المنخفض والمتوسط، فإن المقترحات تبدو غامضة جدا على نحو يجعل من غير الممكن التوصل إلى استنتاجات متينة.
مثلا، لم توضح الإدارة بعد تفاصيل رئيسية مثل فئات الدخل لمعدلات الضرائب الفردية المقترحة من ترمب، أو سياسته المتعلقة بالإعفاءات الشخصية.
وأضاف: "مهما كانت النتيجة، فإنها تتضاءل بالقياس إلى التخفيضات الضريبية للطبقة الأعلى، هذا واضح"، مشيرا إلى أن ما لا يقل عن تريليوني دولار من تكلفة حزمة الضرائب الجديدة البالغة خمسة تريليونات دولار تفيد الطبقة الأغنى من الأسر الأمريكية.
مثلا، تخفيض معدل الضريبة إلى 15 في المائة لما يسمى بالشركات العابرة - وهي الشركات التي تدفع الضرائب عن طريق العائدات الشخصية لأصحابها - يحتمل أن يكون دفعة قوية للشركات الغنية ومديري صناديق التحوط.
وفي حين يصر منوشين على رغبته في قصر الفوائد على الشركات الصغيرة، فإنه لم يحدد كيف سيحقق ذلك. ووفقا لمركز أولويات الميزانية والسياسة، فإن أغنى 1 في المائة من الأسر تكسب نصف الدخل الذي تحققه جميع الشركات العابرة.
وبالمثل، فإن أكثر من نصف المبلغ من قيمة التخفيضات البالغة تريليوني دولار على معدل الضريبة على الشركات إلى 15 في المائة سوف تتدفق إلى أغنى 1 في المائة من الأسر لأنها تحتفظ بالجزء الأكبر من الاستثمارات - وتسليم تخفيضات ضريبية سنوية قدرها 100 ألف دولار لكل منها، بحسب ما ذكرت مؤسسة الأبحاث.
ويرغب ترمب أيضا في إلغاء الضريبة الدنيا البديلة، وهي ضريبة تهدف إلى ضمان ألا يفلت الناس من المساهمة في الإيرادات الفيدرالية بفضل الإعفاءات الضريبية. وفقا لمركز السياسة الضريبية، فإن ما يقارب 62 في المائة من الأشخاص الذين يراوح دخلهم بين نصف مليون ومليون دولار يدفعون ضريبة دنيا بديلة وهم مؤهلون للاستفادة من إلغاء الضريبة، في حين أن نسبة ضئيلة فقط من الأسر التي يقل دخلها عن 100 ألف دولار تدفع الضريبة.
ترامب نفسه تأذى بشدة من الضريبة الدنيا البديلة في عام 2005، وفقا لإقراره الضريبي لذلك العام. وبالمثل، فإن الإلغاء المقترح للضريبة على التركات سيساعد الأسر الأغنى في أمريكا. ويدفع أعلى 10 في المائة من أصحاب الدخل أكثر من 90 في المائة من تلك الضريبة، مع دفع أكثر من الربع من قبل أغنى 0.1 في المائة من الأشخاص، وفقا لمركز السياسة الضريبية.
وبالنسبة لقادة الأعمال كان تدخل ترمب في الضرائب موضع ترحيب وسببا للتفاؤل بشأن الاقتصاد.
لكن حتى بعض الأمريكيين الميسورين ينأون بأنفسهم عن ذلك. قالت باتريشيا مارتون، المحامية وعضو مجموعة تسمى أصحاب الملايين الوطنيين الذين يعارضون الإعفاءات الضريبية للأغنياء: "إن المستفيدين الرئيسيين من فاتورة الضرائب المقترحة هم الأمريكيون الأغنياء مثل الرئيس ترمب وعائلته".