ترامب يهمل عشاء الصحافيين النخبوي في البيت الأبيض ويشارك بتجمع احتفالي في بنسلفانيا بـ100 يوم من رئاسته
واشنطن - د ب أ
يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاحتفاء بمرور 100 يوم على توليه الرئاسة بالمشاركة في تجمع على غرار الحملات الانتخابية في بنسلفانيا، اليوم السبت (29 أبريل/ نيسان 2017)، مفضلا تفويت عشاء وسائل الإعلام النخبوي في واشنطن في مقابل قضاء وقت مع مؤيديه في ولاية كانت مفتاحية لانتصاره.
ويعقد تجمع ترامب في قاعة مؤتمرات بالولاية، تستضيف عادة المعارض الزراعية وسباقات للشاحنات وحفلات لموسيقى الروك - ما يناقض بشكل حاد حفل الملابس الرسمية لعشاء مراسلي البيت الأبيض الذى يعقد في العاصمة الأميركية في الوقت ذاته.
ويعد ترامب، الذي اعتاد على مهاجمة الصحافة، أول رئيس في 36 عاما لا يحضر التقليد السنوي الذي يختلط فيه مسئولو البيت الأبيض مع أعضاء المؤسسات الصحفية ومشاهير هوليوود.
وفي إعلانه عن عدم حضوره كتب ترامب عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في شباط/ فبراير الماضي، "أتمنى للجميع الخير وقضاء أمسية رائعة!". وقال موظفو البيت الأبيض في وقت لاحق إنهم لن يحضروا تضامنا مع الرئيس.
وتقليديا يلقي الرئيس الأميركي خطابا مرحا في هذا الحدث يسخر فيه من وسائل الإعلام والسياسيين وحتى من نفسه، كما يقوم فنان كوميدي يتم التعاقد معه، بالسخرية الشديدة من الرئيس.
جدير بالذكر أن ترامب، الذي يمكن القول أنه أكثر شخص تتم الكتابة عنه على هذا الكوكب في الوقت الراهن، له علاقة ميالة للقتال مع الصحفيين، كما وصف بعض وسائل الإعلام بأنها "العدو"، واتهم ما أسماها بـ"وسائل الإعلام المزيفة" باختلاق المصادر.
وقد تحول العشاء الذي بدأ كلقاء محافظ يحضره الصحافيون ومصادرهم من واشنطن على مر السنين إلى حدث على الطراز الهوليوودي وسط استضافة وسائل الإعلام لحفلات ضخمة والتنافس على دعوة نجوم مثل ويل سميث وجورج كلوني ومورجان فريمان.
وكان ترامب ذاته قد حضر كنجم لبرنامج تلفزيون الواقع "ذي أبرنتيس" في عام 2011، وكان مادة لنكات لاذعة من الرئيس آنذاك، باراك أوباما، الذي سخر من عملاق العقارات لترويجه لنظرية مؤامرة كاذبة بأن أوباما ليس أمريكي المولد.
ومن المتوقع أن يكون الحدث أقل امتلاء بالنجوم هذا العام، وسط حضور عدد قليل من مشاهير هوليوود، ويقول المنظمون إنهم يأملون بالتركيز على الغرض الرئيسي من العشاء، بتكريم الصحفيين على عملهم وتقديم المنح الدراسية للطلاب.
وقال رئيس جمعية مراسلي البيت الأبيض، جيف ماسون "سنحتفل بالتعديل الأول للدستور الأميركي (المعتمد عام 1791 والذي يتضمن التأكيد على حريات عدة بينها حرية الصحافة) في 29 نيسان / أبريل، ونتطلع إلى الاعتراف بالعمل الهام الذي يقوم به أعضاؤنا الموقرون، وتقديم منح دراسية للطلاب الذين يمثلون الجيل القادم لمهنتنا".
وخلال التجمع المقرر في هاريسبرج بولاية بنسلفانيا - إحدى الولايات التي فاز فيها ترامب بشكل غير متوقع في الانتخابات - من المتوقع أن يعلن الرئيس إنجازاته منذ تنصيبه في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وتاريخيا كان الرؤوساء الأمريكيون الجدد ينظرون إلى أول 100 يوم، باعتبارها فترة شهر العسل التي تعالج فيها الإدارة المشاكل الملحة، وتبدأ في الوفاء بوعود الحملة، وتحدد النسق وتضبط الإيقاع الذي ستسير عليه.
ومن بين الإنجازات المتوقع أن يذكرها ترامب، المصادقة على تعيين نيل جورساتش كقاض في المحكمة العليا، والأوامر التنفيذية الـ30 التي وقعها والاجتماعات الـ14 التي عقدها مع رؤوساء الدول الزائرين و70 مكالمة إلى 38 من قادة العالم.
وتأتي نهاية أول 100 يوم من حكم ترامب، وسط إظهار استطلاعات الرأي تزايد عدد الرافضين لأدائه حتى الآن عن المؤيدين.
وأظهر متوسط سبعة استطلاعات رأي جرت يومي الأربعاء والخميس الماضيين أن 52 في المئة من المستطلعة آراؤهم رافضون لأداء ترامب، بينما يؤيده 43 في المئة، وفقا لموقع "ريال كلير بوليتيكس دوت كوم".