لدى مشاركته في ندوة "تحالف عاصفة الفكر 4" بالقاهرة...
خالد بن خليفة: البحرين ومصر استطاعتا تجنب الانجراف وراء طوفان "الربيع العربي" المدمر
القاهرة - مركز عيسى الثقافي
صرح نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة بأن البحرين ومصر استطاعتا، إلى جانب كثير من الدول، تجنب الانجراف وراء طوفان ما سمي بـ "الربيع العربي" المدمر الذي دفعت به التدخلات الأجنبية ودعمها للقوى غير الشرعية داخل الدول، مشيراً بأن ذلك دليل على حرص القيادات المشتركة للحفاظ على وحدة عروبة المنطقة وشعوبها الواعية بهذه القيم الوطنية الراسخة.
جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح النسخة الرابعة لجلسات ندوة "تحالف عاصفة الفكر" بعنوان "دور الأمن القومي العربي في عصر جديد" التي استضافها مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة أمس الخميس (27 أبريل/ نيسان 2017)، حيث اعتبر أن "التطرف هو آفة خطيرة يبلغ مداها وتأثيرها أجيالنا القادمة، وقد مزق روح القومية العربية الواحدة في كثير من البقاع العربية، وشتت كل الجهود المبذولة في سبيل وقف أدواته الحديثة والمعاصرة ذات الأقطاب المتعددة".
وأكد آل خليفة على أن هناك عدد من الأمور يجب أن تحضى بأولوية في عملية اتخاذ القرارات السياسية وبناءها على مزيد من البحث والدراسة، وهي إدراك أن الدين الإسلامي ليس هو المستهدف من كل ما يجري في الواقع العربي، بل هو الأداة والوسيلة التي يستغلها الأعداء للسيطرة على الأرض العربية وثرواتها، مستدلاً بالتاريخ وعبر العصور الماضية والأطماع التوسعية والاستعمارية لكل الإمبراطوريات.
وأوضح الشيخ خالد بن خليفة بأن الإرث التاريخي للمنطقة قد خلف بعض الثغرات والنزاعات والشوائب والتي تم استغلالها في تأجيج الطائفية والمذهبية، مما أفسد قيم الاعتزاز بالعروبة وزعزع الولاءات للأوطان، ودمر مفهوم الدولة الوطنية، خصوصاً من قبل الجماعات الإسلامية والتنظيمات الأيديولوجية المتشددة، المدعومة ماديا ومعنويا من أنظمة أجنبية خارج القطر العربي، ومنها إيران بشكل رئيسي، مضيفاً بأن غياب تعريف دولي موحد للتطرف يقوم على مقاييس ومعايير محددة بعيداً عن التصنيفات الفردية المنحازة للدول، أعاق كل جهود مكافحته كظاهرة، بل وشجع من فرص تحوله إلى إرهاب.
وقد شارك في الندوة التي حظيت باهتمام كبير من قبل وسائل الإعلام المصرية، مجموعة كبيرة من المسؤولين، فإلى جانب وزير الخارجية المصري سامح شكري، شارك وزير الخارجية اليمني السابق رياض ياسين، والنائب الثاني لرئيس مجلس الشورى جميلة سلمان، ومدير عام مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية جمال سند السويدي، ومدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بجمهورية مصر العربية ضياء رشوان، إلى جانب عدد كبير من المفكرين والكتاب والصحفيين والأكاديميين والدبلوماسيين والإعلاميين المصريين والعرب والخليجيين.
وقد توزعت الندوة على خمس جلسات رئيسية، وجلستين: افتتاحية وختامية، تناولت أبرز قضايا الأمن العربي المطروحة في المرحلة الراهنة، حيث حملت الجلسة الأولى عنوان "التحديات الرئيسية للأمن القومي العربي في الوقت الراهن" بينما تناولت الجلسة الثانية موضوع "التهديدات الإقليمية للأمن القومي العربي"، أما الجلسة الثالثة فقد تم تخصيصها لموضوع " تهديد الإرهاب للأمن القومي العربي" في حين خصصت الجلسة الرابعة لموضوع" تحدي تماسك الدولة الوطنية"، فيما عقدت الجلسة الخامسة تحت عنوان "تحدي القضية الفلسطينية"، وشهدت الجلسة الختامية نقاشاً مفتوحاً حول قضية الأمن القومي العربي.