شارابوفا تتسلح بروح النصر في طريق العودة وتتجاهل الجدل الدائر

شتوتغارت - د ب أ

استقبلت الجماهير في بطولة شتوتغارت للتنس النجمة الروسية ماريا شارابوفا بتصفيق بسيط مع عودتها إلى الملاعب بعد انتهاء فترة إيقافها بسبب المنشطات ولكنها غادرت الملعب وسط أمطار من القبلات وترحيب هائل.

وظهرت شارابوفا بشكل طيب في بداية حملتها للعودة إلى منافسات التنس إذ فازت على الإيطالية روبرتا فينشي 7-5 و6-3 في الدور الأول لبطولة شتوتغارت.

وكانت فينشي من بين المنتقدين لمنظمي البطولة بسبب منح شارابوفا بطاقة دعوة (وايلد كارد) للمشاركة في شتوتغارت نظرا لأنها فقدت كل نقاطها في التصنيف خلال فترة إيقافها.

وكانت شارابوفا قد سقطت في اختبارات الكشف عن المنشطات وأدينت بتعاطي مادة "ميلدونيوم" خلال بطولة أستراليا المفتوحة في العام الماضي، وعوقبت بالإيقاف لمدة عامين ثم تقلصت فترة الإيقاف إلى 15 شهرا إثر استئنافها أمام محكمة التحكيم الرياضي الدولية (كاس). وانتهت فترة العقوبة منتصف ليل الثلثاء لتتمكن شارابوفا أخيراً من دخول الملعب الرئيسي للبطولة، بعد أن تدربت خلال الأيام القليلة الماضية في أحد الأندية الصغيرة بمدينة شتوتغارت.

ورفضت شارابوفا الدخول إلى معترك النقاش حول بطاقة الدعوة التي حصلت عليها، واكتفت بالقول "لا يتم منحي الألقاب على أطباق من الفضة، مازال على الفوز بالمباريات".

وأضافت "مهمتي هي الظهور بشكل جيد داخل الملعب وليس بناء جسور بعد الانتقادات التي نلتها من بعض اللاعبات بشأن بطاقة الدعوة، أو أن أطلب من منظمي البطولات أن يمنحوني بطاقة دعوة".

ولم تتطرق شارابوفا أيضا إلى التفاصيل المتعلقة بالعثور على دواء جديد بديل لميلدونيوم، الذي دأبت على تناوله لعقد من الزمان، بسبب مرض السكري الوراثي، الذي قد يؤدي إلى مشاكل في القلب.

وسمح منظمو بطولة شتوتغارت لشارابوفا بالمشاركة في البطولة بعد 24 ساعة فقط من نهاية إيقافها، نظرا لمكانتها كنجمة عالمية وكبطلة لثلاث مرات في شتوتغارت بجانب انفرادها بصدارة التصنيف العالمي لفترة وأيضا فوزها بالألقاب في بطولات الغراند سلام الأربع الكبرى.

ولفتت شارابوفا أنظار وسائل الإعلام إذ تجمع أكثر من عشرين من الصحافيين لمتابعتها خلال التدريبات التي أجرتها للمرة الأولى في شتوتغارت.

وشاهدت الجماهير شارابوفا للمرة الأولى خلال مشاركتها في التدريبات في فترة الظهيرة، ولكن الاختبار الحقيقي جاء في المساء عندما تم رفع لافتة حملت عبارة "مرحبا مجددا في شتوتغارت ماريا، أحصلي على لقبك الرابع".

وتأخرت شارابوفا صفر-2 أمام فينشي لكنها سرعان ما فرضت سيطرتها على المباراة لتحقق الفوز في النهاية وتضرب موعدا مع مواطنتها ايكاترينا ماكاروفا في الدور الثاني.

شارابوفا تحرص دائما على التدقيق في خطواتها والتخطيط لمسيرتها، ويظهر ذلك جليا من خلال عودتها للملاعب.

وأشارت اللاعبة الروسية "لقد حافظت على لياقتي، لكني ابتعدت عن المضرب قليلا ولقد حصلت على دفعة قوية عندما عدت في يناير وبدأت التدريب".

وأوضحت "لم أعرف موعد عودتي وأردت القيام بأمور أخرى، أن أتعلم واكتشف ذاتي، لقد ذهبت إلى المدرسة قليلا، عملت لبعض الوقت، وركزت على أعمالي، لقد عشت حياة طبيعية لبعض الوقت".

وأكدت شارابوفا التي ظلت لأعوام طويلة الرياضية الأعلى دخلا في العالم بإجمالي 20 مليون دولار سنويا، أنها طورت الكثير من اهتماماتها خلال فترة ابتعادها عن المنافسات.

وتمارس شارابوفا نشاطا تجاريا خارج عالم التنس إذ كانت قد افتتحت خط إنتاج حلوى يحمل علامة "شوجاربوفا" التجارية الخاصة بها، وأصبح عملا تجاريا مربحا لها في الوقت الحالي، كما أنها تؤدي أدوار أخرى في عالم الأعمال إذ إنها سفيرة لعلامة "بورش".

ولكن عودة اللاعبة الروسية للملاعب كانت مثيرة، وقالت في هذا الشأن "إنه أفضل شعور في العالم، اللحظات القليلة التي تسبق الدخول إلى الملعب، معرفة أنك في طريق العودة تمثل شعورا استثنائيا، لقد انتظرت هذه اللحظة طويلا".

وتتطلع شارابوفا للوصول إلى أبعد مدى في شتوتغارت قبل مشاركتها في بطولتي روما ومدريد للأساتذة ببطاقة دعوة، أملا في السماح لها بالمشاركة في بطولة فرنسا المفتوحة الشهر المقبل، إذ سيتحدد مصيرها من المشاركة في البطولة التي فازت بلقبها مرتين في 2012 و2014، في 16 مايو/ أيار المقبل.