أخصائي :"المدلل" اتكالي يعتمد على غيره ... لا يتحمل مسئولية
الوسط – دعاء غديري
تميل الأم بغريزة الأمومة لتدليل أطفالها، وتحاول بكل جهد أن تقدم لهم كل ما يحتاجونه، ولكن بعض الأحيان يتحول هذا الاهتمام بأن تجعلهم يتحولون إلى أطفال مدللين لا يستطيعون فعل أي شيء بمفردهم لأنهم اعتادوا من الأم القيام بكل احتياجاتهم، ويصل هذا الابن أو البنت لعمر كبير وهم غير قادرين حتى على الدراسة بمفردهم وصولاً لربط أحذيتهم بمفردهم.
وأكد المرشد الاجتماعي والأسري محمد جواد مرهون أن "الطفل المدلل يكون أناني ويفضل نفسه، اتكالي يعتمد على غيره لا يستطيع كسب الأصدقاء لأن الصداقة أخذ وعطاء، وهو قد تعلم كيف يأخذ ولم يتعلم كيف يعطي؟، يأخذ بدون أن يبذل جهداً ويكافأ بدون استحقاق، ويطلب بدون إنجاز وهذا ما لا يقبله المجتمع ، وبالتالي هو لم يتشرب قيم المجتمع ولم يندمج فيه، لأن الدلال الأسري عطل التنشئة الاجتماعية وحال بين الطفل وعملية التطبيع الاجتماعي ".
أما على مستوى الأسرة فيكمل مرهون ذلك بأنه :" وعلى مستوى بناء الأسرة مستقبلاً لا يستطيع تحمل المسئولية فهو غير مؤهل لتجاوز الصعاب، كما أن البنت التي لم تهيء لتحمل بناء الأسرة ، لا تعرف الطبخ ولا تتحمل الكنس ولا تتمكن من الصبر عند أي خلاف عادي مع الزوج وعند أي مشكلة تلجأ وتنسحب إلى بيت والدها"، لافتا إلى أن "نسبة الطلاق في ازدياد ولها أسبابها ومسبباتها ، وعدم تحمل المسئولية أحد أسبابها ، تصدم المرأة المدللة عند أهلها بواجباتها المنزلية كزوجة ولاحقاً كأم، وأنتم ترون بأن الأحفاد مازالوا عند الأجداد رأفة ببناتهم ، ومازالت آثار الدلال تلاحقهم وتصدمهم وفي أغلب الأحيان تحرجهم".
وذكر مرهون أن:"المجتمع بحاجة إلى قيادات وكفاءات ومتطوعين ومبادرين إلى العطاء والبذل، وإلى جنود تحمي الوطن، وإلى منافسين أشداء على جميع المستويات يحققون للوطن انتصارات رياضية وثقافية وغيرها، وبالتأكيد لن تجد في هؤلاء أحداً من المدللين، رأفة بأبنائكم فرقوا بين الحب والعاطفة وبين الدلال المفرط، فلا إفراط ولا تفريط ".
وتشير ر.ع.م إلى أنه "من وجهة نظري إن استمرار الأهل في تحمل المسئولية عن أطفالهم يخلق منهم أطفال معاقين وتلازمهم هذه الإعاقة لسن متأخر واضرار الأمر وخيمة جداً ، فكما يفطم الطفل عن الحليب في سن معينة يجب أن يفطم عن مسئولية تدريسه من قبل الأهل بمجرد أن يكون قادراً على أداء الكفايات الأساسية ولديه المهارات التي تؤهله للانطلاق لوحده أي بعد تعديه المرحلة التأسيسية في التعليم وينصح الخبراء بعد اجتياز المستوى الثاني الابتدائي أي عند التاسعة من عمره لكي يتعلموا تحمل المسئولية ويكونوا على قدر من الوعي ، يجب على الآباء الإشراف ، التحفيز والدعم فقط ، الطفل هو مسئول عن فتح حقيبته وحصر واجباته ومذاكرة دروسه وليس الأهل ولمن يتعذر بخوفه من انخفاض مستوى طفله الأكاديمي عليه التأسيس الجيد وإن أخفق سيتعلم من أخطاءه".
وتؤكد طاهرة حسن أن:" الأهل من باب عاطفة يقومون بذلك و وجهة نظرهم أن هذه مسئوليتهم تجاه الأولاد، ولكنهم لا ينظرون بأن المحصلة من هذا الأمر له تأثير عكسي على الأطفال إن كبروا، الطفل يحتاج أن يعتاد منذ الصغر على تحمل مسئولياته، أبسطها الطفل الصغير يتعلم تجميع ألعابه بعد الانتهاء من اللعب بها، فهذا يأتي بالتعويد والثبات على نفس القوانين المتبعة، لا ضير في تدخل العاطفة و المساعدة ولكن ليس القيام بكل شيء نيابة عنه ".