أخطاء التحكيم في دوري ابطال اوروبا تحت المجهر ودعوات للاستعانة بالفيديو
مدريد - أ ف ب
ألقت الاخطاء التحكيمية بظلالها مجددا عقب مباراة ريال مدريد الاسباني وبايرن ميونيخ الالماني في إياب ربع نهائي مسابقة دوري ابطال اوروبا لكرة القدم، وسط دعوات ملحة للاستعانة بتقنية الفيديو.
وطالب مدرب بايرن الايطالي كارلو أنشيلوتي الاتحاد الأوروبي للعبة بإدخال تقنية الفيديو في التحكيم في أعقاب إقصاء فريقه على يد حامل اللقب الثلثاء.
وتعرض النادي البافاري الذي خسر ذهابا على أرضه 2-1 الأسبوع الماضي، لهزيمة جديدة على ملعب سانتياغو برنابيو في مدريد 2-4 بعد التمديد (الوقت الأصلي 2-1)، بينها ثلاثية للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي بات أول لاعب يسجل مئة هدف في المسابقة القارية العريقة.
الا ان المباراة تخللتها احتجاجات من بايرن على التحكيم، لاسيما الهدف الثاني لرونالدو (عادل به النتيجة 2-2) الذي أثبتت الاعادة التلفزيونية أنه كان متسللا، إضافة الى البطاقة الصفراء الثانية التي نالها لاعب بايرن الدولي التشيلي أرتورو فيدال، والتي أدت الى طرده قبل خمس دقائق من نهاية الوقت الأصلي.
وقال أنشيلوتي عقب المباراة "اعتقد اننا كنا نستحق أكثر من ذلك (...) ثمة قرارات عاقبتنا بشكل كبير".
وأضاف "البطاقة (الصفراء الثانية) التي نالها أرتورو لم تكن بطاقة، ثم سجل رونالدو هدفين من موضع تسلل... من الواضح اننا غير سعداء"، متابعا "في ربع النهائي عليك ان تضع حكما أفضل، أو انه حان الوقت لاعتماد تقنية الفيديو في التحكيم، وهو ما يحاول الويفا (الاتحاد الأوروبي) القيام به، لأنه ثمة أخطاء كبيرة".
وتابع "من غير الممكن مشاهدة مثل هذه الاخطاء في ربع النهائي، أعرف أن كل شىء ممكن في كرة القدم، ولكن ليس سلسلة من الاخطاء مثلما حدث اليوم (الثلثاء)".
وأردف قائلا: "لم نكن بعيدين عن الدور نصف النهائي، ولكننا قرارات الحكم أثرت علينا".
وهي المرة الرابعة تواليا يخرج بايرن من دوري أبطال أوروبا على يد ناد اسباني. وبدا النادي البافاري على وشك قلب نتيجة تأخره ذهابا، بعدما تقدم بركلة جزاء لمهاجمه البولندي روبرت ليفاندوفسكي قبل ان يعادل رونالدو النتيجة، الا ان زميله المدافع سيرجيو راموس سرعان ما سجل هدفا خطأ في مرمى فريقه، فاحتكم الفريقان الى التمديد.
وخاض بايرن الشوطين الاضافيين بنقص عددي بعد طرد فيدال، ولم يتمكن من الوقوف في وجه ريال الذي سجل له رونالدو هدفين، قبل ان يدون اللاعب الشاب ماركو أسينسيو (21 عاما) اسمه في السجل التهديفي، ضامنا للنادي الملكي بلوغ نصف النهائي للمرة السابعة تواليا، علما انه حامل لقب الموسم الماضي، وصاحب الرقم القياسي في عدد ألقاب دوري الأبطال (11 لقبا).
واعتبر أنشيلوتي الذي خاض الثلاثاء مباراته الأولى على ملعب سانتياغو برنابيو منذ إقالته من تدريب ريال مدريد عام 2015، انه "لو لم يرتكب الحكم أخطاء، لا نعرف ماذا كان سيحدث (...) مرارا تساورنا شكوك حول بعض القرارات، لكن هنا (في مباراة الأمس) لم يكن ثمة شك. لم نكن في حاجة الى إعادة لنرى ان أرتورو لمس الكرة"، في اشارة الى تدخله على أسينسيو.
وعلى رغم ذلك، توجه انشيلوتي في نهاية المباراة الى الحكم المجري فيكتور كاساي لتحيته، وقال "قلت له قمت +بعمل جيد+".
إجماع بافاري ضد التحكيم
ولم تشذ التصريحات الألمانية عن موقف أنشيلوتي، بدءا من قائد الفريق فيليب لام وصولا الى رئيسه التنفيذي كارل هاينتس رومينيغه.
وأعرب كل من لام ورومينيغه عن استيائه لحسم نتيجة المباراة بهدفين من وضع تسلل وحالة طرد مشكوك في صحتها.
وقال رومينيغه: "كانت مباراة رائعة ومليئة بالمشاعر. اوجه اشادة كبيرة للفريقين"، مضيفا "للأسف بعض القرارات التحكيمية أثرت علينا، وكانت الحال كذلك في مباراة الذهاب. البطاقة الحمراء التي نالها فيدال قتلتنا، ولكن الفريق بأكمله قاتل ببراعة... أرفع له القبعة".
وقال لام: "لم نكن محظوظين مع القرارات التحكيمية. الخروج بهذه الطريقة قاس جدا"، مضيفا "أعتقد أن فريقنا كان يستحق التأهل. شاهدنا أن الفريق يرغب في الفوز وبلوغ دور الاربعة، ولكن عندما تلعب لساعة او أكثر بعشرة لاعبين امام ريال مدريد، فالأمر صعب".
زيدان يشتكي... ولكن
ورأى الفرنسي زين الدين زيدان، المدرب الحالي لريال والمساعد السابق لأنشيلوتي في النادي الملكي، ان الهدف الثاني لبايرن (الذي سجله راموس خطأ) نجم أيضا عن حالة تسلل.
وقال "للحكم مهمة صعبة جدا (...) قيل لي ان هدفهم الثاني كان تسللا أيضا"، مضيفا "هذه هي كرة القدم".
وأوضح زيدان أنه لم يتحدث مع انشيلوتي، وقال: "نعم، لم أتحدث معه، لم يكن سعيدا ولم أكن سعيدا. عندما لا تكون القرارات التحكيمية في صالحنا، لا أتحدث أبدا، وبالتالي لن أبدأ اليوم".
لكن زيدان أردف قائلا: "انهم (الحكام) يقومون بعمل صعب".