مؤلف مصري يعبر عن مشكلات المثليين في رواية تحطم المحظورات
القاهرة - د ب أ
للمرة الثانية في حياته المهنية يتم ترشيح الروائي المصري محمد عبدالنبي لنيل أكبر جائزة أدبية في العالم العربي.
ووصل عبدالنبي الذي يبلغ من العمر 40 عاماً من خلال التصفيات، في القائمة القصيرة التي تضم ستة مرشحين من المؤلفين العرب للفوز "بالجائزة الدولية للرواية العربية"، وهي جائزة سنوية تعرف أيضا باسم "البوكر العربية"، والتي من المقرر إعلان الفائزين بها يوم 25 أبريل/ نيسان الجاري.
وسبق إدراج اسم عبدالنبي في القائمة الطويلة للمرشحين لهذه الجائزة لعام 2013، ولكنه لم يصل إلى القائمة القصيرة، غير أن ترشيحه لجائزة العام الجاري يعني الكثير بالنسبة له. فروايته "في غرفة العنكبوت" تستكشف العالم السري للمثليين وهو موضوع حساس في العالم العربي المحافظ.
وقال عبدالنبي في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) إن "الوصول إلى القائمة القصيرة يعد علامة بارزة في مشواري الأدبي". وتنسج الرواية أحداثها استناداً لحادث حقيقي لقي تغطية إعلامية واسعة في مصر منذ أكثر من عشرة أعوام.
ففي العام 2001 ألقت الشرطة المصرية القبض على أكثر من 50 رجلاً في مداهمة لنادي ليلي يعمل على سفينة عائمة على مياه النيل بالقاهرة، وكانت التهمة الاشتباه في ممارسة اللواط المحظور في مصر.
وتم إحالة المشتبه فيهم إلى المحاكمة في قضية وصفتها وسائل الإعلام آنذاك "بقضية كوين بوت"، وهو اسم السفينة المقام عليها النادي الليلي. وتم إدانة بعض المشتبه فيهم بتهمة "التحريض على الفجور" وقضت المحكمة بسجنهم، بينما تم تبرئة آخرين.
وقال عبدالنبي إن روايته كانت أصلا قصة قصيرة تعهد موقع إليكتروني محلي بنشرها، وكانت تحكي "عن قصة حب بين رجلين"، غير أنها لم تنشر حيث أن الموقع الإليكتروني توقف عن العمل.
وأضاف "ظلت هذه القصة مؤجلة، وفيما بعد تذكرت حادث كوين بوت، وفكرت في إمكانية تطوير قصتي القصيرة لتصبح رواية". وتناول العديد من المؤلفين المصريين - ومن بينهم نجيب محفوظ الحاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1988- المثلية في أعمالهم الأدبية، وإن كان ذلك تم بطريقة عابرة تجنباً لإثارة التيارات المحافظة في المجتمع.
وأعرب عبدالنبي عن اعتقاده بأن روايته "في غرفة العنكبوت" تعد أكثر شجاعة في تصويرها للمثلية. وقال "الرواية تطرح باهتمام علاقات المثليين. حاولت أن أركز على الجانب النفسي ومشاعر المثليين خاصة للشخصية الرئيسية".
وأضاف عبدالنبي الذي يعمل أيضا مترجما "لم يكن لدي خوف في التطرق لهذا الموضوع. كنت أكتب هذه الرواية بشكل أكثر شجاعة مقارنة بتجاربي القصصية السابقةِ، وربما كان السبب في ذلك حالة الحراك الذي تلى الربيع العربي (2011-2010) إلى جانب الأعمال الأدبية التي تتسم بالجراءة من جانب آخرين".
وتابع "حتى الدراما التليفزيونية (المصرية) تتناول الآن قضايا لم يكن طرحها مألوفا في السابق. وأصبح لدى الناس ووسائل الإعلام اهتماما لطرح مثل هذه الموضوعات. فلم أكن أتخيل مثلاً طرح موضوع مثل الاغتصاب الزوجي للنقاش التلفزيوني كما حدث في برنامج منذ أسابيع".
وصدرت لعبدالنبي خمس مجموعات قصصية ورواية قصيرة وروايتين احداهما "رجوع الشيخ" التي وصلت للقائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية في العام 2013، كما فاز بعدة جوائز أدبية في مصر.
وأشار عبدالنبي إلى أنه لم يتعرض لأية مضايقات من جانب السلطات منذ أن نشر روايته "في غرفة العنكبوت" العام الماضي في القاهرة.
وأوضح قائلا "ربما كان السبب في ذلك هو أن طريقة تقديم الرواية لم تكن صادمة وكنت حريصاً على الجمال بعدم ازعاج القارئ باستخدام مفردات كما تقال في الشارع".
ومن ناحية أخرى قالت هيئة تحكيم جائزة الرواية العربية إن رواية "في غرفة العنكبوت" تتحدى المحظورات لكي تعطي صوتاً لمجموعة مهمشة. أما المرشحون الخمسة الآخرون الذين وصلوا إلى القائمة القصيرة فينتمون إلى الكويت والعراق ولبنان وليبيا والسعودية، وتم اختيار الروايات الست من بين 186 رواية متنافسة.
وأوضحت رئيسة هيئة تحكيم الجائزة، سحر خليفة في تعليق على القائمة القصيرة لهذا العام "إن بعض هذه الروايات يستكشف مناطق محظورة، بينما يضع البعض الآخر أصابعه على نبض الأوضاع الشائكة في العالم العربي الذي يمر بمرحلة معقدة اليوم".
وسيتم إعلان الفائز بالجائزة في أبوظبي في 25 أبريل الجاري.
وسيحصل كل من الروائيين الذين وصلوا إلى القائمة القصيرة على عشرة آلاف دولار، بينما سيحصل الفائز بالمركز الأول على الجائزة الكبرى وقدرها 50 ألف دولار. وفاز بالجائزة العالمية للرواية العربية العام الماضي الروائي الفلسطيني ربعي المدهون عن روايته "مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة".
وتهدف الجائزة العالمية للرواية العربية التي تأسست في العام 2007 إلى دفع وصول الرواية العربية إلى العالمية، عن طريق تمويل ترجمة الروايات الفائزة بها إلى اللغة الإنجليزية. وتدعم مؤسسة جائزة بوكر ومقرها لندن الجائزة العربية، بينما تمولها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة.