(رسالة مواطن)... كيف تقيم مستوى نظافة حمامات السواحل... ساحل البديع نموذجاً
تحدّث القارئ فوزي عاشير عن سلبيات كثيرة يراها، وخصّ بالذكر النظافة في الشارع والطريق، ومن خلال حديثه نستطيع تلمّس شعوره بالمرارة والخيبة والغيرة على مجتمعه ووطنه.
عموماً فإنني واثق أن أغلبنا قرأ كلماته، وهو يتنهّد ويشفق عليه وعلى حالنا وهو يردّد "لا فائدة" ولشعورنا بالعجز تجاه ما يمكن عمله. ولديّ موقف بسيط أرويه هنا، لا بدّ أنه مرّ بالكثير منا خصوصاً مرتادي السواحل العامة وهو موضوع طُرِقَ عدّة مرات وتعرّض له قرّاء كُثر ولكن لا حياة لمن تنادي!
من المعروف أن ساحل البديع جديد وحديث نسبياً، يرتاده الآلاف ومن ضمنهم الكثير من الأجانب من آسيا وأوروبا أيضاً. الجمعة الماضي احتاجت ابنتنا الصغيرة للذهاب للحمّام، ولأنها المرة الأولى، التي نُفكّر في دخول حمّام عام، فإننا لم نكن نعرف موقع الحمَامات الخاصة بالساحل، فليس هناك علامات ولا لوحات إرشادية، ذهبنا باتجاه المسجد ظناً منا أن الحمامات بجانبه، ولكننا أُصبنا بالدهشة والقرف لما رأيناه: حيث وجدنا فضلات إنسانية (أعزّكم الله)، تحيط بالمسجد من ثلاث جهات! ولا أدري كيف سمح أولئك لأنفسهم بالقيام بهذا الفعل القبيح والمستهجن بالتخلي وقضاء الحاجة بجانب بيت من بيوت الله. الغريب أنه من الواضح أن تلك الفضلات الانسانية قديمة ومرّت عليها فترة ليست بالقصيرة، ولكن أحداً من عمّال النظافة لم يكلّف نفسه عناء إزالتها من جوار المسجد على الأقل، وقد تُرِكَت هكذا متناثرة وكأنها إحدى معالم الساحل أو آثار دلمونية!
دلّني أحدهم على موقع الحمّامات وهي إلى الشمال من الساحل، حيث تبدو للناظر مبنى جميل التصميم يتناسب مع جمال الساحل! ولكن المفارقة أنه سيعتبر بطلاً أو فاقداً للحس من يستطيع دخوله أو المرور به فقط! فالرائحة النتنة بانتظارك أمام المدخل والذباب يحوم زرافات في حرية و حيوية! ولن اُفصّل عمّا بالداخل من قذارة ووساخة لأن أياً من النعوت والأوصاف لن تصوّر ما يمكن أن تراه وتلوّث شعورك وعيونك به! حتى أن ابنتي كادت تتقيّأ لما شاهدت وفرّت هاربة وقد آثرت الصبر على أن تدخل هذا المكان الموبوء.
وجدت نفسي بعد ذلك التمس العذر لأولئك الذين أفرغوا أمعاءهم في كل زاوية وبجنب كل جدار؛ لأنّ أي مكان في الساحل أو حواليه سيكون أنظف وأكثر صحة من المراحيض المتوافرة! وإلا فماذا يمكن أن يفعل من تلحّ عليه الرغبة في قضاء الحاجة؟
كيف يمكن لحمّامات عامة أن تُترك هكذا دون أن يُخصّص لها من يقوم على تنظيفها أسبوعياً على الأقل، فعلى رغم أننا نراهم كعمّال ينتشرون في مرافق الساحل إلا أننا لا نعرف ما هي مهامهم وما طبيعة عملهم، وكيف يمكن مراقبة المرفق ذاك... ومن في نهاية المطاف قد يعنيه الأمر فيتحرّك!؟
جابر علي