العدد 5335 بتاريخ 15-04-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةرياضة
شارك:


تاريخ عريق للعبة تجاوز القرن من الزمان

سباقات هذا العام تقام في 20 جولة من أستراليا إلى أبوظبي

رسم توضيحي للحلبات العشرين التي تستضيف سباق العام الجاري

تلألأت حلبة البحرين الدولية في السباق الثالث عشر لها باعتبارها موطن رياضة سباقات السيارات في الشرق الأوسط وذلك بتنظيمها رابع سباق ليلي على التوالي.

سباق الجائزة الكبرى تطور من بطولة تكاد تكون أوروبية لسباقات السيارات إلى حدث عالمي مذهل بأرقام فلكية من ملايين الدولارات، وأقطاب هذا الحدث الهائل هم الابتكار العلمي والتقنيات فائقة التطور وأمهر السائقين في العالم وسلسلة من حلبات السباق المدهشة في بعض المواقع الأكثر سحراً في العالم.

عندما أقامت اللجنة الرياضية الدولية التابعة للاتحاد الدولي للسيارات في 13 مارس/ آذار 1950 بطولة العالم الأولى للفورمولا 1 للسائقين على حلبة سيلفرستون في إنجلترا لم يكن أحد ليتوقع أن بطولة الفورمولا 1 ستدشن عصراً جديداً محدثة ثورة شاملة في عالم رياضات السيارات والتقنيات المرتبطة بها والقيمة التجارية لهذه الرياضة.

اليوم وفي يوبيلها الماسي تتربع هذه البطولة على عرش سباقات السيارات العالمية وتمنح الشهرة والثروة للسائقين وأعضاء الفرق على حد سواء، لكن الأمر لم يكن منذ البداية على هذا المنوال.

فقد شهدت الفترة التي تلت مباشرة سنة 1950 النضج الحقيقي لسباق الجائزة الكبرى للفورمولا 1، إلا أن الجذور التاريخية لهذا السباق يمكن تلمسها في سباقات الطرق البدائية الرائدة في فرنسا في التسعينيات من القرن التاسع عشر، أما أول سباق حمل اسم «الجائزة الكبرى» فقد أقيم سنة 1901 في لومان بفرنسا، وفاز فيه فرانسس زيس سائق سيارة الرينو.

كانت السباقات في بدايتها المبكرة تشكل مجازفة كبيرة يتسابق فيها السائقون على شفير الخطر المباشر، إذ كانت الطرقات المعبدة أو الرملية في ذلك الوقت لا يمكن الوثوق بها لتأمين الثبات والاستقرار للسيارات، وكان على المتسابقين في كثير من الأحيان أن يواجهوا سوء الأحوال الجوية مستنزفين الإمكانات المحدودة لسياراتهم البدائية إلى أقصى حد ممكن.

ومع مرور الوقت أصبح تعبير «الجائزة الكبرى» شبه محصور برياضات سباقات السيارات، وكان عدد من منظمي الجائزة الكبرى قد وضعوا قواعد لبطولة العالم في ثلاثينيات القرن العشرين إلا أن هذه القواعد لم يتم إقرارها رسميّاً حتى سنة 1947، وبعد ثلاث سنوات أقيم أول سباق حمل اسم «فورمولا 1».

يشير مصطلح «فورمولا» إلى مجموعة من القواعد أو الصيغ (Formula) التي كان على جميع المشاركين الالتزام بها خلال السباق، أما كلمة «واحد»، أو بدقة أكثر «الأول» فقد كان القصد منها أن هذا السباق يجري وفق الصيغة الأكثر تقدماً والأكثر تنافسية بين جميع القواعد والصيغ التي وضعها الاتحاد الدولي للسيارات.

كان الفائز في ذلك السباق الأول لبطولة العالم جوزيب «نينو» فارينو سائق سيارة ألفا روميو 158، الذي تمكن من هزيمة منافسه الأقرب الأرجنتيني خوان مانويل فانغيو، إلا أن فانغيو سيطر على ساحة السباقات طيلة العقد التالي بعد انتقاله إلى فريق فيراري العام 1955.

كان فريق فيراري بالإضافة إلى فريقين إيطاليين آخرين هم سادة المشهد في السنوات الأولى من البطولة، ثم دخل فريق مرسيدس بنز الألماني التحدي وفاز في العامين 1954 و1955 إلا أن الفريق غادر ساحة السباقات بعد أن تعرضت إحدى سياراته لحادث مأساوي في حلبة لومان أسفر عن مقتل 83 شخصاً من ضمنهم السائق بيير ليفيغ، ولم تشارك شركة مرسيدس بعدها في سباقات الفورمولا 1 حتى سنوات الثمانينات.

وفي ذلك الموسم نفسه شهد سباق موناكو للجائزة الكبرى حادثاً مروعاً عندما فقد سائق البطولات الإيطالي أسكاري السيطرة على سيارته اللانسيا ما أدى إلى خروجه من المسار وسقوطه في البحر، وتم انتشال أسكاري حيا من المياه وكان يبدو بحالة جيدة لكنه لقي مصرعه بعد أربعة أيام في مونزا أثناء اختبار سيارة رياضية وربما كانت وفاته نتيجة إصابة داخلية لم يتم اكتشافها.

هذه الحوادث الأليمة وخاصة حادثة لومان كانت وراء فرض تطبيق أنظمة السلامة الشاملة في جميع سباقات السيارات وذلك بغرض توفير الحماية اللازمة للسائقين والمتفرجين على حد سواء.

بعد العام 1958 رفرف العلم الإنجليزي عالياً في سماء منصة التتويج في المواسم التي تلت هذا العام إذ كان السائقان مايك هاوثورن وستيرلنغ موس يحصدان ألقاب البطولة.

تلك أيضاً كانت الفترة التي شهدت فيها تكنولوجيا السيارات تطورات ثورية في تصميم المحرك والهيكل إيذاناً ببدء عهد جديد من المنافسة أكثر أماناً وهي الحقبة التي تصدر فيها فريق لوتس البريطاني بانتظام بسائقيه جيم كلارك وغراهام هيل المراكز الأولى على لوحة النتائج حاصداً لقب الصانعين ست مرات ولقب السائقين خمس مرات بين العامين 1963 و1973.

ومع تقدم سنوات السبعينيات انتقلت الصدارة إلى فريقي فيراري وماكلارين، في هذه الأثناء كانت أعداد المشجعين في أنحاء العالم وكذلك الدعم المالي من رعاة هذه الرياضة في ازدياد متسارع، وبالتزامن مع استخدام المحركات التوربينية الأكثر حداثة والأكثر تطوراً تحولت الفورمولا 1 إلى متعة هائلة مع مستويات عالية من الأمان أكثر من أي وقت مضى.

وبالعودة إلى سنة 1950 التي افتتحت فيها بطولة العالم للفورمولا 1 جرت ستة من السباقات الأساسية السبعة في أوروبا، وكان السباق غير الأوروبي الوحيد هو سباق أنديانابوليس 500، والذي تم استبداله لاحقاً بسباق الجائزة الكبرى للولايات المتحدة، نظراً لقلة عدد فرق الفورمولا 1 المشاركة بعد ان تطلب السباق سيارات بمواصفات مختلفة عن السباقات الأخرى.

بعد ذلك توسعت بطولة الفورمولا 1 تدريجيّاً لتشمل المزيد من البلدان غير الأوروبية فاستضافت الأرجنتين سباق الجائزة الكبرى لأول مرة في أميركا الجنوبية العام 1953 واستضافت المغرب السباق الإفريقي الأول سنة 1958 تبعته اليابان العام 1976 وأستراليا العام 1985.

أما جدول السباقات الـ 20 لهذا العام فتنتشر عبر أوروبا وآسيا والشرق الأوسط والمحيط الهادئ وأميركا الجنوبية بداية من أستراليا وانتهاء بسباق أبوظبي.

قد يكون الشرق الأوسط حديث العهد نسبيّاً بهذه الرياضة، لكنه في الحقيقة موطن لما لا يقل عن خمس حلبات سباق ذات مستوى عالمي بما في ذلك حلبة أبوظبي التي أدرجت على جدول الفورمولا 1 للمرة الأولى العام 2009، ومملكة البحرين بالتأكيد التي تستضيف سباق الجائزة الكبرى للمرة الـ 13 هذا العام.

ومن اللافت أن البحرين حازت على امتياز افتتاح اليوبيل الماسي للفورمولا 1.

وبهذه المناسبة جرت احتفالية لتعلن انطلاق عهد جديد في عالم الفورمولا 1 بدءاً من حلبة البحرين الدولية التي باتت احدى الحلبات العريقة في مجال سباقات السيارات.

يذكر أن المرة الأولى التي استضافت فيها حلبة البحرين الدولية سباقات الفورمولا 1 كانت في 4/4/2004.

وبعد استلام الإدارة الجديدة للفورمولا 1 برئاسة الأميركي تشيس كاري صاحب الامبراطوريات الإعلامية والخبير في التسويق والإعلام، فإن عصراً جديداً قد فتح لهذه الرياضة بدءاً من هذا الموسم، إذ كان الرئيس السابق البريطاني بيرني اكليستون هو من نقل هذه السباقات إلى العالمية وحولها إلى ماركة تجارية تدر الملايين على مدار أكثر من 3 عقود قضاها في رئاسة الفورمولا 1 ليتنحى أخيرا بداية من هذا الموسم تاركا الساحة لفكر جديد ولرئيس مختلف قادم من وسط تسويقي واعلامي يحمل الكثير من الأفكار الجديدة التي يمكن أن تحقق نقلة نوعية لسباقات الفورمولا 1.



أضف تعليق