الغريفي: الشهيد السيد محمد باقر الصدر كان داعية وحدة وتسامح... ومطلوب من الأمة بكل طوائفها أن تتعرف على هذا المفكر الكبير
القفول - محرر الشئون المحلية
قال عالم الدين السيد عبدالله الغريفي في كلمة ألقاها بعد صلاة العشاءين بجامع الإمام الصادق (ع) بالقفول مساء الخميس (13 أبريل/ نيسان 2017): «مطلوب من الأمَّة بكلِّ طوائفها، ومذاهبها أنْ تتعرَّف على المفكِّر الكبير الشَّهيد السَّيِّد محمَّد باقر الصَّدر».
وتحت عنوان «كلمةٌ في ذكرى الشَّهيد السَّيِّد محمَّد باقر الصَّدر»، قال الغريفي: «ماذا تعرف أجيالُنا الجديدة عن الشَّهيد السَّيِّد محمَّد باقر الصَّدر، وعن عطائه العلميِّ، والثَّقافيِّ، والرُّوحيِّ، والأخلاقيِّ، والاجتماعيِّ، وعن جهاده؛ من أجل الإسلام والدِّين، والمسلمين بكلِّ انتماءاتهم؟».
وأوضح «إنَّه كان داعية وحدة، ومحبَّة، وتسامح. كان في خطاباته يقول دائماً: «(بذلتُ وجودي؛ من أجل السُّنِّيِّ، والشِّيعيِّ معاً)، (فأنا معك يا أخي وولدي السُّني بقدر ما أنا معك يا أخي وولدي الشِّيعي، وأنا معكما بقدر ما أنتما مع الإسلام)».
وتابع «مطلوب من الأمَّة بكلِّ طوائفها، ومذاهبها أنْ تتعرَّف على هذا المفكِّر الكبير، والعالم الرَّبَّاني العظيم».
وقال الغريفي: «تمرُّ هذه الأيَّام الذِّكرى السَّابعةُ والثَّلاثون لرحيلِ المفكِّرِ الكبيرِ آيةِ الله الشَّهيد السَّيِّد محمَّد باقر الصَّدر، وأختهِ الشَّهيدةِ السَّيِّدة آمنة الصَّدر (بنتُ الهدَى). ففي التَّاسع من أبريل سنة 1980 كان استشهاد هذا المرجع الدِّينيِّ الكبير (رضوانُ اللهِ عليهِ)، وكان استشهاد أختهِ المجاهدةِ بنتِ الهُدى (رضوان الله عليها)، وهنا بعضُ وَقْفَاتٍ: الوَقفة الأولى: نشأ يتيماً، ولد السَّيِّد محمَّد باقر الصَّدر (رضوانُ اللهِ عليهِ) في مدينة الكاظميَّة إحدى ضواحي العاصمة العراقيَّة بغداد، وذلك في 25 ذي القعدة سنة 1353 هجرية، المصادف 1 مارس/ آذار 1935، وولدت السَّيِّدة آمنة الصَّدر (بنت الهدى) (رضوانُ اللهِ عليها) في مدينة الكاظميَّة في 19 محرَّم سنة 1356 هجرية، المصادف 1 أبريل 1937، ولم يمضِ على ولادةِ السَّيِّد محمَّد باقر الصَّدر سوى ثلاث سنواتٍ، وربَّما أقل، ولم يمضِ على ولادةِ السَّيِّدة آمنة الصَّدر سوى أشهر حتَّى فاجأ القدرُ هذا البيتَ بوفاة الأب آية الله السَّيِّد حيدر الصَّدر (رضوانُ اللهِ عليهِ)، وهكذا قُدر للسَّيِّد محمَّد باقر الصَّدر، وأخته آمنة الصَّدر (رضوانُ اللهِ عليهِما) أنْ تبدأ حياتهما يَتيمين، وكم لليُتْم من أثرٍ كبير في النَّفس، إلَّا أنَّ هذين اليتيمين احتضنتهما أيدٍ ملأت كلَّ فراغاتِ اليُتم في حياتهما. اليد الأولى: والدتهما، ابنة آية الله الشَّيخ عبدالحسين آل ياسين (رضوانُ اللهِ عليهِ) وهو من أعاظم الفقهاء، وكانت هذه الوالدةُ امرأة صالحة، تقيَّة، نقيَّة، وَرِعة، شديدةَ الحبِّ لله تعالى، ولرسولِهِ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم)، ولأهل بيته (عليهم السَّلام)، وكانت امرأة عابدة، متهجِّدة، لا تفارق القرآن الكريم تتلوه آناء اللَّيل وأطراف النَّهار، دائمة الذِّكر لله سبحانه، لا يفتر لسانُها عن التَّسبيح، والتَّحميد، والاستغفار. وقد تحمَّلت هذه المرأةُ الكثيرَ الكثيرَ من المعاناة، حيث عاشت مع ابنها الشَّهيد الصَّدر أيَّامَ المِحنة الصَّعبة، وأيَّامَ الحصار الأخير، وكانت صابرة محتسبة، وكم كانت صَدْمَةُ إعدام ولدها السَّيِّد الصَّدر (رضوانُ اللهِ عليهِ)، وابنتها آمنة الصَّدر (رضوانُ اللهِ عليها) عنيفة على قلبها ومشاعرها، وهي في هذه السِّنِّ المتقدِّمة من العمر، وهي المثقلة بالكثيرِ من الأمراضِ والأوجاعِ، وقد توفيت (رضوانُ اللهِ عليها) سنة 1986، أي بعد شهادة ابنها السَّيِّد الصَّدر، وابنتها آمنة الصَّدر بستِّ سنوات.
اليد الثَّانية: أخوالُهُ من آل ياسين، خالُهُ الكبير المرجع آيةُ اللهِ الشَّيخ محمَّد رضا آل ياسين (رضوانُ اللهِ عليهِ)، خالُهُ الفقيه الورع الشَّيخ مرتضى آل ياسين (رضوانُ اللهِ عليهِ)، خالُهُ آية الله الشَّيخ راضي آل ياسين (رضوانُ اللهِ عليهِ)، وكان لهذا الاحتضان من قبل الأخوالِ الأثر الكبير في حياة السَّيِّد الصَّدر، وفي حياة أخته آمنة الصَّدر. اليدُ الثَّالثة: شقيقه الأكبر السَّيِّد إسماعيل الصَّدر (رضوانُ اللهِ عليهِ)
وهو من الفقهاء. إنَّ آية الله السَّيِّد حيدر الصَّدر خَلَّف ولدين وبنتاً: السَّيِّد إسماعيل الصَّدر، وُلد سنة 1340 هجرية، السَّيِّد محمَّد باقر الصَّدر، وُلد سنة 1353، السَّيِّدة آمنة الصَّدر، وُلدت سنة 1356 هجرية».
وتابع «كان للسَّيِّد إسماعيل الصَّدر دور كبير في رعاية أخيه السَّيِّد محمَّد باقر الصَّدر، وأختِهِ آمنة الصَّدر، حتَّى أنَّ السَّيِّد محمَّد باقر الصَّدر كان يعبِّر عن أخيه السَّيِّد إسماعيل الصَّدر بالأب، والأستاذ... جاء في كلمة للسَّيِّد محمَّد باقر الصَّدر متحدِّثاً عن أخيه السَّيِّد إسماعيل الصَّدر: «رافقتهُ أكثر من ثلاثين سنة كما يرافق الابنُ أباهُ، والتِّلميذُ أُستاذَهُ، والصَّديقُ صديقهُ، والأخ أخاهُ في النَّسب، وأخاهُ في الآمال والآلام، وفي العلم والسُّلوك». وكان السَّيِّد الصَّدر قد أهدى بنسخة من كتاب (اقتصادنا) إلى أخيه السَّيِّد إسماعيل الصَّدر، وقد كتب عليها: (أخي، بل أبي أفديه نفسي)».
وأضاف «الوقفة الثَّانية: هكذا حدَّد خَيَاره، كان السَّيِّد محمَّد باقر الصَّدر في العقد الأوَّل من عمره حينما تجاذبه في داخل الأسرة اتِّجاهان:
الاتِّجاه الأوَّل: اتِّجاهٌ يحثُّه على الدراسة الحوزويَّة، وكانت والدتهُ تتبنَّى هذا الاتجاه. الاتِّجاهُ الثَّاني: اتِّجاه يُرَغِبُهُ في مستقبل يضمن فيه سعادة دنياه، والعيش في رفاهٍ، ودِعةٍ بعيداً عن حياة الحوزة، وما يكتنفها من فقر وفاقةٍ وضنك في المعيشة. وكان يتبنَّى هذا الاتِّجاه أحد شخصيَّات الأسرة (محمَّد الصَّدر) كان له موقع كبير في الدَّولة العراقيَّة».
وتحت عنوان «حَسْمُ الخَيَار»، تساءل الغريفي «كيف حَسَمَ السَّيِّدُ محمَّد باقر الصَّدر خَيارَهُ؟»، موضحاً «أضربَ عن الطَّعام من دونِ إعلانٍ، واكتفى من الطَّعامِ بقطعةٍ صغيرةٍ من الخبز يَسُدُّ بها رمَقهُ طَوالَ اللَّيلِ والنَّهارِ، وبَعْدَ أيَّامٍ أحسَّ الجميع بالإضراب الهادئ، فسألوه عن السَّبب؟ فأجاب السَّيِّد محمَّد باقر الصَّدر - الطِّفل الصَّغير -: «إنَّ الذي يستطيع أنْ يعيش على قطعةٍ صغيرةٍ من الخبز أيَّاماً عِدَّة قادرٌ على أنْ يستمرَّ إلى آخر العمر كذلك، فأنا لا أخشى من الفقر، ولا أخافُ من الجوع»، وهكذا استطاع السَّيِّد محمَّد باقر الصَّدر أنْ يحدِّد خيارَه عن قناعةٍ، وإصرارٍ، واستعدادٍ لتحمُّل كلِّ الأتعابِ والمعاناةِ، مادام هذا الخَيار يُمثِّل انخراطاً في صفوفِ ورثةِ الأنبياء (عليهم السَّلام). وهكذا كان خَيارُه أنْ يتَّجه صوب الدِّراسةِ في الحوزة بكلِّ ما يحمله هذا الخيار من إرهاقاتٍ صعبة، وضغوطاتٍ ثقيلة، وهكذا بدأ مشوار الدِّراسة في الحوزة، حوزة النَّجف الأشراف».
وذكر الغريفي «الوَقْفَةُ الثَّالثةُ: كيف قضى السَّيد الصَّدر مراحلَ الدِّراسة الحوزويَّة؟ ، تقسم الدِّراسة في الحوزاتِ العلميَّةِ إلى المراحل التَّالية: المرحلة الأولى: مرحلة المقدِّمات، في هذه المرحلةِ يقدَّم للطَّالب الحوزويِّ بعض الدُّروس التَّمهيديَّة من فقه، ونحو، وصرف، وبلاغة، ومنطق. المرحلة الثَّانية: مرحلة السُّطوح، يدرس الطَّالبُ الحوزويُّ في هذه المرحلةِ بعض الكتب في الأصول، والفقهِ، وعلم الكلام، وعلم الحديث، والدِّراية، وعلم الرِّجال، وهذه المرحلة تنقسم إلى: مرحلة السُّطوح، مرحلة السُّطوح الحاليَّة، وهي التي تُؤهِّل للمرحلة الأعلى. المرحلةُ الثَّالثة: مرحلة البحث الخارج، يعني خارج الكتاب بخلاف المرحلتين السَّابقتين. وهنا في هذه المرحلة يتصدَّى الفقهاء المؤهَّلون؛ لإلقاء دروسهم الأصوليَّة، والفقهيَّة على شكل محاضراتٍ يستعرضون فيها الآراء المختلفة، ويناقشونها، ويخلصون إلى الرَّأي المُتَبَنَّى مدعوماً بأدلَّتهم. كيف التحق السَّيِّد محمَّد باقر بالحوزة؟ وكيف تعامل مع هذه المراحل؟ في البداية انتسب السَّيِّد محمَّد باقر الصَّدر إلى مدرسة (منتدى النَّشر الابتدائيَّة)، واستمرَّ ثلاث سنوات، ثمَّ ترك الدِّراسة في (منتدى النَّشر)، وتوجَّه إلى النَّجف الأشرف، ليلتحق بالدِّراسة الحوزويَّة وعمره حين ذاك عشر سنوات، أو أكثر، ووضع لنفسه منهجاً صارماً. يقول الشَّيخ النعماني: «اتَّخذ الشَّهيد الصَّدر منهجاً خاصّاً؛ لتربية نفسه من النَّاحية العلميَّة، فقد كان يقتطف أكثر من عشرين ساعة من اللَّيل والنَّهار؛ للتَّحصيل العلميِّ، وكان يقسِّمها بين المطالعة والكتابة والتَّفكير».
وتابع الغريفي «أمَّا كيف تعامل السَّيِّد الصَّدر مع المراحل الحوزويَّة، فعلى النَّحو التالي: المرحلة الأولى: مرحلة المقدِّمات، أنهاها السَّيِّد الصَّدر اعتماداً على قدراتهِ الذَّاتيَّة، وبمعونة أخيه السَّيِّد إسماعيل الصَّدر، المرحلة الثَّانية: مرحلة السُّطوح، وذَكَر المقرَّبون من تلامذة السَّيِّد الصَّدر أنَّه قرأ أكثر أبحاث هذه المرحلة بلا أستاذ معتمِداً على قدراتِهِ الذَّاتيَّة. المرحلة الثَّالثة: مرحلة البحث الخارج، وقد تمركز حضور السَّيِّد الصَّدر في هذه المرحلة عند أستاذه السَّيِّد الخوئي (رضوان الله عليه)، وكان حضوره مميِّزاً، فقد كانت له مناقشات، ومحاورات علميَّة مطوَّلة مع أستاذه، تكشف عن بلوغه درجة متقدِّمة جدّاً. وقد نقل عن السَّيِّد الخوئي (رضوان الله عليه) أنَّ السَّيِّد الصَّدر بلغ مرحلة الاجتهاد، وهو في الرَّابعة عشر من عمره. وكان قبل وصوله سنَّ التَّكليف مجتهداً، مُسَلَّمُ الاجتهاد. وقد صرَّح السَّيِّد الصَّدر نفسه بذلك حيث قال: «فإنِّي يوم بلغت سنَّ التَّكليف لم يكن وضعي العلميُّ يسمح لي بالتَّقليد، أو الرُّجوع إلى أحد المجتهدين في المسائل الفرعيَّة». فسئل: هل أنَّ هذا الاستغناء احتياطاً، أم اجتهاداً؟ فأجاب السَّيِّد الصَّدر: إنَّه الاجتهاد بحمدِ اللهِ، وتوفيقه».
وبين الغريفي أنه «في وقت مبكِّر جدّاً من حياتِهِ تجلَّت لدى السَّيِّد الصَّدر (مؤشِّرات النُّبوغ)، ومن هذه المؤشِّرات: كان في السَّنة الثَّالثة الابتدائيَّة حينما تصدَّى لقراءة ونقد الفكر الماركسيِّ. في العقد الأوَّل من عمره ألَّف كتاباً حول أهل البيت (عليهم السَّلام)، وفي العاشرة من عمره كان يلقي محاضرات إسلاميَّة. في العقد الثَّاني من عمره صَدَرت له مجموعة كتابات: (العقيدة الإسلاميَّة) ألَّفه وعمره (11 سنة)، (رسالة في المنطق) ألَّفه وعمره (11 سنة)، (فدك في التَّاريخ) ألَّفه وعمره (13 سنة)، (غاية الفكر في الأصول) دورة أصوليَّة من عشرة أجزاء طبع منها جزء واحد، والباقي مفقود، ألَّفه وعمره (17 سنة)، في العشرينات من عمره ألَّف كتابيه المشهورين: (فلسفتنا)، و(اقتصادنا)، في الثَّلاثينات من عمره ألَّف كتابه (البنك اللَّاربوي في الإسلام)، وكتابه (الأسس المنطقيَّة للاستقراء)، ولعلَّ هذا الكتاب الأخير أهم كتبه على الإطلاق رغم كلِّ إبداعاته في كتاباته، ومؤلَّفاته، وإنتاجاته».
وفي الوَقْفَةُ الرَّابعة تطرق الغريفي إلى «إبداعات الصدر الفكريَّة والعلميَّة (نظرة تصنيفيَّة)»، وقال: «يمكن تصنيف ما صدر عن السَّيِّد الصَّدر من دراسات على النَّحو التَّالي: الدِّراسات الفلسفيَّة، والمنطقيَّة: فلسفتنا، الأسسُ المنطقيَّة للاستقراء، الدِّراسات الاقتصاديَّة، والمصرفيَّة، اقتصادنا، ماذا تعرف عن الاقتصاد الإسلاميِّ؟، الصُّورة الكاملة للاقتصاد في المجتمع الإسلاميِّ، الخطوط التَّفصيليَّة لاقتصاد المجتمع الإسلاميِّ، البنك اللَّاربوي في الإسلام، الأُسسُ العامَّة للبنك الإسلاميِّ في المجتمع الإسلاميِّ، وبخصوص الدِّراسات الفقهيَّة، فتمثلت في: بحوث في شرح العروة الوثقى (صدر منه أربعة أجزاء)، الفتاوي الواضحة (رسالة عمليَّة تضمنَّت الآراء الفقهيَّة للسَّيِّد الصَّدر)، صدر الجزء الأوَّل فقط، التَّعليق على منهاج الصَّالحين (جزآن)، أحكام الحجِّ، الدِّراسات الأصوليَّة، دروس في علم الأصول (أربعة أجزاء)، غاية الفكر في علم الأصول (عشرة أجزاء طبع منها جزء واحد، والباقي مفقود)، المعالم الجديدة للأصول، مباحث الدَّليل اللَّفظي، تعادل الأدلَّة الشَّرعيَّة... أما ما يتعلق بالدِّراسات القرآنيَّة، فتتمثل في: المدرسة القرآنيَّة (مجموعة محاضرات في تفسير القرآن الكريم)، وقد نَحَى السَّيِّد الصَّدر في هذه المحاضرات مَنْحى (التَّفسير الموضوعي للقرآن)، وليس مَنْحى (التَّفسير التَّجزيئي)، الدِّراسات التَّاريخيَّة، مجموعة محاضرات تتَّصل بالتَّاريخ، والسِّيرة، وعلى مستوى الدراسات الاجتماعيَّة تتمثل في: الإنسان المعاصر والمشكلة الاجتماعيَّة، وعن الدراسات الدستوريَّة أصدر لمحة فقهيَّة عن دستور الجمهوريَّة الإسلاميَّة.