تمليح الطرقات يزيد من ملوحة البحيرات في أميركا الشمالية
واشنطن - أ ف ب
يؤدي التمليح الكثيف للطرقات شتاء إلى زيادة ملوحة بحيرات المياه العذبة في أميركا الشمالية، ما قد يتسبب بتغيير جذري في هذه الأنظمة البيئية المائية.
وأظهرت دراسة نشرت نتائجها أن جزءا كبيرا من 371 بحيرة تقع في الوسط الغربي والشمال الشرقي للولايات المتحدة وفي كندا شهد زيادة متنامية ومستدامة في نسب الملح فيها.
وقالت العالمة المتخصصة في البحيرات من جامعة ويسكونسن-ماديسون هيلاري دوغان "حللنا بيانات لفترة طويلة من الزمن وقارنا نسب الكلوريد في البحيرات وخزانات المياه العذبةالأميركية بحسب أنواع المناخ والاستخدامات المتعددة للأراضي لتحديد أسباب تغير الملوحة في مساحات جغرافية شاسعة".
وتولت دوغان الإشراف على هذه الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من حوليات الأكاديمية الأميركية للعلوم (بناس).
ووصفت العالمة الوضع "بالمؤسف"، منددة "بالمشاريع العقارية التي تقام على مقربة من بعض البحيرات وتزيد من خطر ارتفاع الملوحة"، إضافة إلى تمليح الطرقات شتاء.
ومنذ الأربعينيات، ازداد رش الملح على الطرقات في الشتاء لتيسير حركة السير. وكل سنة، يتم استخدام حوالى 23 مليون طن من كلوريد الصوديوم لتذويب الجليد والثلوج على شبكات الطرقات في الشمال الأميركي، بحسب القيمين على هذه الدراسة.
وينتهي المطاف بالجزء الأكبر من الملح في الشبكات المائية، ما يلوث إلى حد كبير المياه الجوفية ومجاري المياه والأنهر والبحيرات، وفق ما جاء في الدراسة.
وتأثرت الأسماك واللافقريات سلبا بهذا الوضع في البحيرات التي ترتفع فيها نسبة المياه، فضلا عن العوالق التي تشكل أساس السلسلة الغذائية المائية.
وقد يؤدي ازدياد الملوحة إلى تراجع تنوع هذه الأنواع وأعدادها وهو قد يصيب، في الحالات القصوى، الحياة المائية برمتها في البحيرات.
وفي حال استمر ازدياد الملوحة على هذاالمنوال، سيتخطى عدد كبير من هذه البحيرات النسبة القصوى من الملوحة التي توصي بها الوكالة الأميركية لحماية البيئة، وذلك في خلال 50 عاما.