ترامب يلمّح إلى نفاد صبره مع بانون
واشنطن - أ ف ب
لمّح الرئيس الاميركي دونالد ترامب الأربعاء (12 أبريل/ نيسان 2017) إلى نفاد صبره مع كبير استراتيجيي البيت الأبيض ستيف بانون وسط تقارير عن خلاف شديد بينه وبين عدد من كبار مساعدي الرئيس بينهم صهره جارد كوشنر.
وردا على سؤال صحيفة "نيويورك بوست" عما إذا كان يثق ببانون، لم يعرب ترامب عن دعمه الاكيد له، وقال "أنا أحب ستيف، ولكن عليكم أن تتذكروا بأنه لم يشارك في الحملة (الانتخابية) إلا في مرحلة متأخرة جدا".
وأضاف "كنت قد تغلبت على جميع السناتورات والحكام ولم أكن أعرف ستيف بعد. كنت أنا الاستراتيجي لنفسي ولن أتغير".
وتم تعيين بانون ليقود حملة ترامب الانتخابية أثناء تعثرها في مرحلتها المتأخرة، ويعزى اليه الفضل في إطلاق الخطاب القومي المناهض للمؤسسة الحاكمة والذي ساعد في وصول الملياردير الجمهوري إلى سدة الرئاسة.
إلا أن بانون اصطدم مع كوشنر الذي يتبنى نهجاً تقليدياً، ويتولى حاليا مجموعة واسعة من المسؤوليات المتعلقة بسياسة البيت الابيض.
وبالنسبة للعديد من انصار بانون فإن انصار كوشنر هم "ديموقراطيون" غزاة في البيت الابيض الجمهوري إذ انهم احبطوا وعد ترامب بالقتال بضراوة من أجل الطبقة العاملة من البيض.
وتزايد الكشف العلني عن الصراع بين بانون وكوشنر في الأسابيع الخيرة، حيث اتهم انصار بانون صهر الرئيس بتسريب معلومات تجعل من بانون (63 عاما) يبدو في صورة سيئة.
وقال ترامب "ستيف شخص جيد، لكنني أمرتهما بتسوية الأمور بينهما وإلا فإنني سأفعل ذلك بنفسي".
ومُني بانون بنكسة كبيرة الاسبوع الماضي حين أقصى من مجلس الامن القومي الذي يقرر في شؤون الحروب والسلام والسياسة الخارجية.
والاربعاء قال المتحدث باسم البيت الابيض شون سبايسر انه "لامر صحي للغاية" ان "الرئيس لا يستند الى مجموعة متجانسة من المستشارين الذين يقولون له +عليك أن تفعل هذا فحسب وهكذا نقوم بالامر+".
واضاف سبايسر ان البيت الابيض يضم "الكثير من الناس الموهوبين حقا، سواء ميك مولفاني (...) وفهمه لعملية الميزانية، او معرفة ستيف (بانون) للسياسات التي دافع عنها الرئيس في حملته الانتخابية، او حصافة جاريد (كوشنير) في الاعمال. امور كثيرة اتخذت لتحسين الادارة وتمكينها من تنفيذ السياسات التي تسهم في آن معا في حمايتنا ونمو الاقتصاد".
وتابع المتحدث "حتما سيكون هناك نقاش حي، وأعتقد أنه أمر صحي للرئيس ان يحصل على المشورة وان يتخذ في النهاية القرارات".
وكان سبايسر نفسه اضطر الاربعاء للتعبير عن ندمه على مقارنته غير الموفقة بين ادولف هتلر والرئيس السوري بشار الاسد.
وقال سبايسر بنبرة جدية اثناء لقاء حول العلاقات بين الصحافة وترامب "ارتكبت خطأ، ليست هناك عبارة اخرى (لوصف ما حدث). وتدخلت في موضوع لم يكن يفترض بي ان اتدخل فيه واثرت مشاكل".
واضاف انه "بصرف انتباه" الرأي العام عن قرارات ترامب بشأن سوريا (الهجوم الصاروخي الذي كان محل اشادة في الولايات المتحدة)، "اعتقد انني خنت ثقة الرئيس" مذكرا بان "وظيفة المتحدث هي المساعدة في الترويج لما يقوم به الرئيس وانجازاته".
وكان سبايسر صرح الثلثاء "ان شخصا مقززا مثل ادولف هتلر لم ينزل حتى الى مستوى استخدام السلاح الكيميائي"، في تصريح اثار موجة تنديد عالمية.