ضمن مؤتمر الآثار الإسلامية من منظور عالمي
المحاري يحصر تاريخ مسجد الخميس في خمس مراحل
المنامة – أحمد مرهون
كشف رئيس قسم الآثار بهيئة البحرين للثقافة والآثار سلمان المحاري ، في محاضرته عن الآثار الإسلامية في البحرين عن خمس مراحل تاريخية لمسجد الخميس، وذلك ضمن مؤتمر "الآثار الإسلامية من منظور عالمي" الذي أٌقيم صباح يوم الثلثاء ( 11 أبريل/ نيسان 2017م) على مسرح البحرين الوطني.
وتحدث المحاري في محاضرته عن عمارة مسجد الخميس بالتحديد، متطرقاً إلى تاريخ المسجد وبناءه حيث أشار بالقول: "بناءاً على الدراسات التي أجريت قديماً في موقع مسجد الخميس من طرف المنقبين الأجانب، بدايةً من حضور إيرنست دياز وتصويره للمسجد، إلى قيام الفرنسيين والبعثة البريطانية والفريق البحريني بعمليات التنقيب والبحث، مع دراسة معمارية لأجزاء المسجد ومقارنتها مع مساجد أخرى، توصلنا بعد دراسة كل هذه الجوانب الأثرية والمعمارية إلى أن مسجد الخميس بُني تقريباً على خمس مراحل، إلا أنها ليست مراحل نهائية حيث نحتاج للمزيد من البحث، فهناك العديد من الأسئلة التي بحاجة لإجابة لتأكيد تلك المراحل أو نفيها".
المرحلة الأولى تتلخص في عملية بناء مسجد الخميس، فرغم صعوبة تحديد تاريخ البناء إلا أن بعض الدراسات حاولت حصره في فترةٍ معينة، حيث عُملت مقارنات من ناحية العمارة بين مسجد الخميس وبعض المساجد في المنطقة كالموجودة في عمان وسامراء وسيراف، ليجدوا إنها تعود إلى الفترة ما بين القرن التاسع الميلادي والقرن الخامس عشر الميلادي، مع ملاحظة إن تلك المساجد كانت مرفقةً بقبورٍ أو مقبرة، في تأكيدٍ للتشابه بين تلك المساجد، فمن خلال التنقيب الذي حصل عام (2012م) بمسجد الخميس وجدت آثار لأحد القبور تحت جدران المسجد لكن ليس في مرحلته الأولى وإنما في مراحله الآخرى، بالإضافة إلى اكتشاف شاهد قبر أو كما يسمى في البحرين «الساجات»، يرجع إلى القرن الحادي عشر الميلادي، أي الفترة العباسية، حيث إن عمليات التنقيب في منطقتي الخميس والبلاد القديم لم تكشف عن تواجد أي كِسرةٍ فخاريةٍ تعود إلى العصر الأموي رغم اكشتاف بعضها في جزيرة المحرق، وهذا ما يقودنا إلى وضع تاريخٍ محدد لفترة البناء وهي خلال القرن الحادي عشر استناداً إلى معلوماتٍ موثوقةٍ بعيداً على التقريب والتخمين.
المرحلة الثانية بدأت مع الدولة العيونية في القرن الثاني عشر الميلادي، حيث بُني المسجد بشكلٍ أكبر باستخدام الأحجار والأسطوانات بالإضافة إلى بناء المنارة الغربية وهناك نقش عليها يؤرخ لتلك الفترة. أما المرحلة الثالثة شهدت بناء المنارة الشرقية فقط وهذا ما وجد حتى الآن. المرحلة الرابعة تميزت ببناءٍ ضخمٍ للمسجد حيث شُيدت أسطواناتٍ في زوايا المسجد الأربعة لتثبيت الجدران التي أًصبحت سميكةً ومترفعة، مع إضافة غرفة من جهة المحراب يُختلف في أصلها، هل هو محراب بُني بداخله قبر أم غرفةٌ لمقام؟ وفي هذا الجانب يجب ذكر إننا وجدنا نقشاً بعمودٍ خشبي، قمنا بتحليله وتوصلنا إلى أنه يعود للقرن الثالث عشر الميلادي لكن لا نعلم إلى أي مرحلةٍ ينتمي الثالثة أم الرابعة.
المرحلة الخامسة والأخيرة هي فترة حديثة وقعت في العشرينات من القرن الماضي، حيث عُملت ترميراتٌ لأجزاءٍ مختلفةٍ والتي لولاها لدمر المسجد بشكل أكبر، ورغم ذلك لم يتغير الشكل العام للمسجد كثيراً ما عدا المنارتين اللتين تغير شكلهما بالكامل، فبعد أن كانتا تزينهما مقرنصاتٍ إسلاميةٍ قديمةٍ أصبحت الآن بلكونةً خشبيةً مع زخارف هندسية، بالإضافة إلى إعادة بناء الجدار الخارجي وفتح ثلاث مداخل للمسجد.
مع شرح هذه المراحل الخمس، أختتم سلمان المحاري محاضرته التي تطرقت إلى مختلف تفاصيل مسجد الخميس وإيضاح أبرز الجوانب المرتبطة بالمعلم التراثي الإسلامي القديم.