في أولى أيام "مؤتمر الآثار الإسلامية من منظور عالميّ"....
محاضرات عن الآثار في البحرين ودول خليجية وعربيّة
المنامة – هيئة البحرين للثقافة والآثار
تضمن اليوم الأول من فعاليات مؤتمر الآثار الإسلامية من منظور عالميّ الذي انطلق اليوم الثلثاء (11 أبريل/ نيسان 2017) ست محاضرات تطرقت إلى عدد من الموضوعات من أبرزها؛ الآثار الإسلامية في البحرين والتي قدمها كل من البروفيسور تيموثي إينسول والدكتور سلمان المحاري، والآثار الإسلامية في اليمن ودول الخليج التي قدمتها أكسيل روجيل، والآثار الإسلامية في المملكة العربية السعودية التي قدمها سعد الراشد، والآثار الإسلامية في العراق التي قدمها أليستير نورثيدج، والآثار الإسلامية في سورية التي قدمها ألان والمزلي، والآثار الإسلامية في الأردن والتي قدمها بيثاني ووكر.
وتطرقت أولى محاضرات مؤتمر "الآثار الإسلامية من منظور عالمي" إلى الآثار الإسلامية في البحرين. وذلك من خلال آثار العصر الأموي التي عثر عليها في المحرق، حيث ركزت المحاضرة على الآثار الإسلامية في البحرين من العهد الأموي حتى الفترة العُمانية في القرن الثامن عشر الميلادي.
كما تمت مناقشة الآثار التي وجدت من العهد العباسي التي تمثّل أولى مراحل الآثار الإسلامية في مواقع مهمة مثل عالي وباربار وفي المناطق المحيطة بمسجد الخميس وعلى تلة مسجد الحسن في بلاد القديم. إضافة إلى عرض التسلسل الزمني لمسجد الخميس ووضعه في سياق عمارة المساجد في أماكن أخرى من البحرين ومنطقة الخليج ككل، كما تم عرض المستوطنة الإسلامية والقلعة الشاطئية في موقع قلعة البحرين والتل في منطقة باربار، وذلك في سبيل تقييم ما يمكن استنتاجه عن تحول محتمل في حركة الاستيطان الإسلامي باتجاه الشمال الغربي من أول موضع استيطان استمر حتى العهد العماني. وكذلك تم عرض البحوث التي أجريت مؤخراً عن النقوش الجنائزية الإسلامية في البحرين التي يعود تاريخها إلى ما قبل القرن العشرين.
وشارك في هذه المحاضرة رئيس قسم صيانة الآثار في هيئة البحرين للثقافة والآثار، سلمان المحاري حيث يتولى مسئولية إدارة والحفاظ على جميع المواقع الأثرية في البحرين. وقدم العديد من الأوراق العلمية والمحاضرات في مؤتمرات إقليمية ودولية عن الآثار في البحرين والحفاظ على التراث. كما شارك في العديد من مشاريع التنقيب والمسوح.
كما شارك في هذه المحاضرة عالم الآثار وأستاذ الآثار الإفريقية والإسلامية في معهد الدراسات العربية والإسلامية التابع لجامعة "إكستر" بالمملكة المتحدة، تيموثي إينسول، والذي كتب عشرات الدراسات والكتب والنشرات الدورية المتخصصة، حيث يعمل على أبحاث آثارية عن البحرين.
أما المحاضرة الثانية فتطرقت إلى الآثار الإسلامية في اليمن ودول الخليج العربية. إذ ناقشت المحاضرة دور اليمن منذ بزوغ فجر الإسلام في تاريخ وتطور الحضارة الإسلامية. ولفتت المحاضرة أنه منذ أواخر سبعينات القرن العشرين، ازداد اهتمام السكان المحليين والمجتمع العلمي بالتراث الإسلامي من اليمن وسلطنة عمان والخليج بشكل كبير، وتم تكريس أبحاث لدراسة فترة العصور الوسطى في المنطقة.
وركزت المحاضرة على المناطق الساحلية والموانئ والدور المهم التي لعبته في شبكة خطوط الملاحة البحرية الدولية في المحيط الهندي آنذاك. وبالتالي لا يزال هناك الكثير من الدراسات التي يجب عملها على المناطق النائية وعلى التاريخ الاجتماعي والاقتصادي للسكان المحليين.
قدمت المحاضرة عالمة آثار متخصصة في العصر الإسلامي في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية في باريس، آكسيل روجيل، وهي مهتمة بتاريخ التجارة في الجزء الشرقي من العالم الإسلامي والمحيط الهندي خلال العصور الوسطى، بما في ذلك المستوطنات الساحلية والمرافئ، الطرق البرية والبحرية، وشبكات التبادل والبضاعة، وخصوصاً الخزفيات. وأجرت مسوحات وأعمال تنقيب في العراق والبحرين واليمن وعُمان حيث تعمل منذ العام 2008 على مشروع عُماني فرنسي ضخم لبحث وتطوير موقع مرفأ قلهات الذي يعود إلى العصور الوسطى (القرن 11 إلى 16 للميلاد) والواقع في محافظة جنوب الشرقية بالقرب من مدينة صور.
والمحاضرة الثالثة كانت عن "الآثار الإسلامية في المملكة العربية السعودية" وقدمها سعد الراشد، أما المحاضرة الرابعة في أولى أيام المؤتمر فقد كانت بعنوان "الآثار الإسلامية في العراق"، والتي تناولت العراق كواحدة من أوائل البلدان التي فتحها المسلمون. ومن بينها التمدن في العراق من خلال عواصم الخلافة العباسية في بغداد وسامراء. ولفتت المحاضرة بأن العراق كانت قد شهدت أيضاً ولادة الفخار المزجج الإسلامي والذي تأثر بالخزف الصيني المستورد.
وقدم المحاضرة آليستر نورثيج وهو أستاذ في الفن الإسلامي وعلم الآثار في جامعة باريس الأولى ، وأنجز العديد من البحوث والدراسات عن عمان وسامراء وكازاخستان وتركمانستان، كما أشرف على أعمال التنقيب في مصريان (دهستان في القرون الوسطى).
فيما كانت المحاضرة الخامسة في اليوم الأول بعنوان "الآثار الإسلامية في سورية"، والتي قدمت لمحة عن تطور الآثار الإسلامية في بلاد الشام، حيث إنه منذ ثمانينيات القرن العشرين، أخذت المواقف بالتغير بشكل كبير مع انطلاق عدد من المشاريع الأثرية لإجراء التنقيبات والمسوحات الميدانية للبحث في جملة من الأسئلة مثل طبيعة المستوطنات والتنمية العمرانية والمشاهد الريفية وإنتاج وتبادل السلع والظروف الاجتماعية، منها على سبيل المثال مدينتي بيلا (طبقة فحل) وجرش في الأردن، و "القرى المهجورة" في شمال سورية. ويمكن لعلم الآثار الحديث من خلال هذه البحوث المركّزة أن يقدم سرداً منقّحاً وأكثر توازناً للتاريخ الاجتماعي الإسلامي في بلاد الشام.
حيث قدم المحاضرة ألان والمزلي المختص في علم الآثار والعمارة والفن والمسكوكات في العالم الإسلامي وإسهاماتها في الدراسات الثقافية والتراثية. وكان حتى وقت قريب أستاذاً في الآثار الإسلامية في جامعة كوبنهاغن، وهو عضو في الأكاديمية الملكية الدنماركية للعلوم والآداب وزميل جمعية لندن لخبراء الآثار.
واختتمت محاضرات اليوم الأول بمحاضرة عنوانها "الآثار الإسلامية في الأردن" والتي تطرقت إلى بروز الدراسات الأثرية للمجتمعات في العصر الإسلامي كتخصص علم قائم بحد ذاته خاصةً في سبعينات القرن العشرين، وهي منذ ذلك تؤثر على مسار تطور هذا المجال في عموم بلاد الشام. وتعرضت المحاضرة إلى تاريخ الآثار الإسلامية الطويل في الأردن حيث سلطت الضوء على ما تم التوصل إليه من معلومات عن بعض أهم المواقع في البلاد.
ثم تم تقييم مساهمات الآثار الأردنية في المعرفة عن عملية التطور الحضري وانتشار الإسلام، فضلاً عن التعرف على المجتمعات المحلية الريفية في العصر الإسلامي أثناء القرون الوسطى والحياة اليومية على تُخوم الدولة الإسلامية والدفاع عنها والتاريخ الزراعي والبيئي خصوصاً في ما يتعلق بجمع وإدارة المياه.
هذا وتضمنت أنشطة وفعاليات اليوم الأول للمؤتمر على زيارة للمشاركين إلى مسجد الخميس ومركز زوار مسجد الخميس، فيما تستمر أعمال مؤتمر "الآثار الإسلامية من منظور عالمي" حتى 13 أبريل. وتتضمن محاضرات يوم غد الأربعاء على عدد من الموضوعات من أبرزها: الآثار الإسلامية في فلسطين، الآثار الإسلامية في إيران وآسيا الوسطى، الآثار الإسلامية في شمال إفريقيا، الآثار الإسلامية في جنوب آسيا، الآثار الإسلامية في جنوب شرق آسيا، والآثار الإسلامية في مصر.