معارض متنوعة عديدة جديد النسخة الخامسة عشرة من أيام الشارقة
الشارقة – معهد الشارقة للتراث
دوماً يبحث زوار وعشاق التراث عن الجديد في أيام الشارقة التراثية، وغالباً ما يكون سؤالهم الأول عن جديد الأيام، ودوماً يحرص معهد الشارقة للتراث الذي ينظم فعاليات الأيام على إضافة ما هو جديد، ومن جديد فعاليات الأيام لهذا العام، المعارض، التي تلقى منذ اليوم الأول إقبالاً كبيراً من زوار وعشاق التراث، وكذلك تلك الندوة الفكرية التي استوحت عنوانها من شعار النسخة الخامسة عشرة من أيام الشارقة التراثية، وهو التراث مبنى ومعنى، وفي كل زاوية أو جناح أو قسم في ساحات الأيام، هناك جديد وهناك تفاعل لافت. إنها أيام الشارقة التراثية التي ينتظرها الجميع في أبريل من كل عام، ومحطة لقاء الباحثين والمختصين والزوار من داخل وخارج الدولة.
التراث مبنى ومعنى: ندوة فكرية على مدار ثلاثة أيام
بدأت أول من أمس الأحد، ندوة فكرية ضمن فعاليات النسخة الخامسة عشرة من أيام الشارقة التراثية، في معهد الشارقة للتراث، بعنوان التراث مبنى ومعنى، بمشاركة باحثين ومختصين من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي، على مدار 3 أيام، وفي كلمة لسعادة الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا لأيام الشارقة التراثية، ألقاها بالنيابة عنه المهندس بدر الشحي، المنسق العام لأيام الشارقة التراثية، قال: إن التراث الثقافي هو أحد أركان الثقافة الوطنية المعاصرة والشعار الأبرز للهوية الوطنية لأي شعب أو جماعة، وهو إلى جانب ذلك منظومة ثقافية وحضارية غنية وعميقة الجذور في التاريخ الإنساني، وقد أصبح الاهتمام بهذا التراث سمة من سمات الدول والشعوب المتحضرة، وقد تسنى لنا عبر سنوات من العمل الدؤوب والمتواصل في الحقل التراثي من تدوين وجمع وصون شتات ذلك التراث الثقافي بواسطة سلسلة من التدابير والفعاليات الثقافية والعلمية والإدارية.
وتابع: تأتي أيام الشارقة التراثية في إطار المشروع الثقافي الذي رسم معالمه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وهي ضمن العمليات الثقافية الهادفة لصون التراث الثقافي والعمل على تدوينه ودراسة عناصره واستدامته، ونقله إلى الأجيال القادمة. كما أن قرار سموه بتأسيس معهد الشارقة للتراث هو من أهم الخطوات التي اتخذها سموه لتنفيذ السياسات الثقافية في الشارقة ودولة الإمارات.
وأشار إلى أن الشارقة القديمة تعد واحدة من أقدم التجمعات الحضرية في شبه الجزيرة العربية، وهي حاضنة رئيسية للتراث ولمختلف أنماط التراث الثقافي بشقيه المادي وغير المادي، والشارقة اليوم هي من الأماكن التراثية التي تحظى باهتمام إقليمي وعالمي، ليس في الوقت الحاضر فحسب، وإنما منذ زمن بعيد، فقد مرّ عليها الرحالة والمستكشفين ووصفوا المدينة وأسوارها وابراجها وحصونها وأنماط المعيشة والحياة فيها.
وأوضح أن فعاليات أيام الشارقة التراثية في دورتها الخامسة عشرة تتميز ببرامجها المتنوعة، ويعد البرنامج الفكري أحد البرامج المتميزة لهذا العام، وقد اخترنا شعار الأيام ليكون أيضاً عنواناً للندوة الفكرية، وهو التراث مبنى ومعنى، والتي تناولت عدداً من المحاور المرتبطة بالعنوان الرئيس للأيام، وتهدف إلى التعريف بالتراث العمراني في الشارقة والدول العربية، ودراسة العناصر الزخرفية للمباني التراثية، ومناقشة المحددات الثقافية والقيمية والجمالية للطرز العمرانية التقليدية، وعرض تجارب الحكومات المحلية في صون وتسجيل المواقع التراثية في سجلات التراث العالمي، بمشاركة نخبة من الخبراء الدوليين والأكاديميين والمختصين من دولة الإمارات، ومن دول مجلس التعاون الخليجي.
ولفت إلى أن أيام الشارقة التراثية فرصة سنوية تتيح الاطلاع على نماذج حية من التراث الثقافي الإماراتي، تجسد طرائق الحياة وأنماط المعيشة للسكان في فترة ما قبل النفط، وتشهد الأيام مشاركات إقليمية ودولية جنباً إلى جنب الحضور المحلي والوطني، تعزيزاً لمبدأ وحدة الثقافة الإنسانية وتنوعها في آن معاً.
وتنوعت محاور الندوة التي بدأت أول من أمس الأحد، وتنتهي اليوم الثلاثاء، إلى التعرف على التراث العمراني في الشارقة، وعلى القيم الجمالية والثقافية في المباني التراثية، بالإضافة إلى دراسة العناصر الزخرفية في المباني التراثية، وعرض التجارب المحلية في صون وتسجيل المواقع التراثية في سجلات التراث العالمي.
وشهد اليوم الأول جلستين، الأولى شارك فيها الدكتور سلمان المحاري، رئيس الترميم والآثار في هيئة الثقافة والآثار في البحرين، حيث تناول القيم الجمالية والثقافية لعمارة المساكن في البحرين. والمهندس إبراهيم الجيدة، مدير المكتب الهندسي العربي في قطر، وتناول في ورقته قيم ثقافية وجمالية في المثال القطري. وأدار الجلسة الأولى عبد العزيز الشحي.
أما الجلسة الثانية فتحدث فيها عبد العزيز الشحي، رئيس مركز الوثائق التاريخية في إدارة التراث العمراني في بلدية بي، من الإمارات، ومحمد علي أبل، فنان تشكيلي وباحث في التراث الخليجي، من قطر، وأدار الجلسة المهندس إبراهيم الجيدة،
فيما تواصلت الجلسات في اليوم الثاني والتي شارك فيها باحثون ومختصون، من بينهم الدكتور عبد الستار العزاوي، المستشار في معهد الشارقة للتراث، حيث تناول في ورقته العناصر الزخرفية للمباني التراثية في الشارقة، والدكتور مشاري النعيم، مشرف عام مركز التراث العمراني، في الهيئة العامة للسياحة والآثار في السعودية، وأدار الجلسة، المهندس محمد علي أبل، من قطر.
وفي الجلسة الثانية، تحدث الباحث في التراث والتاريخ، راشد صالح النقبي، عن تاريخ مساجد الشارقة من القرن الثامن عشر إلى منتصف القرن العشرين، والباحث في معهد الشارقة للتراث، سعود عبد العزيز الكندي، الذي تناول أسواق الشارقة، تاريخها وملامحها العمرانية، في حين تناول علي بن محمود المحروقي، المدير المختص في مكتب وكيل التراث والثقافة في سلطنة عمان، تجربة وزارة التراث والثقافة في توثيق وحماية تجمعات المباني التاريخية في سلطنة عمان، وأدار الجلسة الدكتور عادل الكسادي.
وفي التفاصيل، تناول الدكتور سلمان المحاري، القيم الجمالية والثقافية لعدد من المباني السكنية في مدينتي المنامة والمحرق التاريخيتين، وتتمثل القيم الجمالية والثقافية في العناصر المعمارية والزخرفية التي تزخر وتزدان بها تلك المباني السكنية، وما تعكسه هذه العناصر من قم ثقافية واجتماعية.
وعمل الدكتور المحاري في ورقته على تقسيم المباني السكنية في البحرين إلى ثلاثة مستويات وأقسام، هي مساكن البسطاء، مساكن التجار، مساكن الحكام، وشرح بأن لكل نوع من هذه المساكن عناصره وسماته المعمارية والزخرفية التي تميزه عن غيره، كما استعرض نماذج من تلك المباني ايت تعكس بعض جوانب وملامح الحياة الاجتماعية والثقافية للمجتمع البحريني عموماً، ومدينتي المنامة والمحرق خصوصاً.
ومن جانبه، قال المهندس إبراهيم الجيدة، إن العمارة التقليدية القطرية تعتبر مماثلة لعمارة المدن الخليجية، حيث تشابهن المؤثرات الاجتماعية والثقافية، ومن هذا المنطلق وحيث أن أجدادنا استطاعوا العيش والتأقلم مع الظروف الطبيعية، واستطاعوا أيضاً خلق عمارة مناسبة للطبيعة وفي غاية الجمال والإبداع، تميزت بها العمارة الخليجية عن الطرز المختلفة في العالم. وأوضح الجيدة مختلف العناصر والخصائص من حيث التاريخ دخولاً إلى المستقبل.
معرض الأصدقاء
قالت ذكريات معتوق، مدير إدارة المعارض والفعاليات في معهد الشارقة للتراث، رئيس لجنة المعارض في أيام الشارقة التراثية، إن المعارض في هذا العام لها وجود كبير جداً، من حيث التنوع والرسالة المرجوة، وتنسجم مع شعار مبنى ومعنى، لذلك كان للمباني التاريخية والتراثية نصيب كبير جداً، من خلال المعارض الكثيرة التي أضيفت لنسخة الأيام هذا العام، فهناك معرض الحصون والأبراج في الشارقة، ومعرض إدارة الحفاظ العمراني والترميم، الذي يلقي الضوء على كمية ونوعية العمل المنجز في الحفاظ على المباني التاريخية والتراثية، من دون المساس بهويتها ومادة صنعها منذ البداية، وهناك معرض من التراث المغربي بمشاركة الفنانة المغربية لبنى شخمون، التي ألقت الضوء على تراث المغرب، وهناك معرض الرسم بالقهوة، ومعرض أقطاب التراث، من باب الوفاء لمن رحل نلقي الضوء على إنجازاتهم وما قدموه للتراث، وكذلك معرض الأصدقاء، لمصور إماراتي وجامع للصور الشخصية والقديمة.
معرض الأصدقاء يأخذك في رحلة منذ العام 1930، حيث كتب المصور التوثيقي لهذه الصور، علي الشريف، في زاوية من معرض الأصدقاء: ها نحن أمام رحلة تعود إلى التاريخ نفسه لتسجيل أجمل اللحظات الروحية الحميمية. أصدقاء القاهرة، هذا هو ليس مجرد عنوان عابر لهذا المعرض، بل إنه محاولة لأخذكم في رحلة عمر، رحلة إنسانية قائمة على المحبة والإخلاص والوفاء، كانت الكاميرا فيها حاضرة دائماً.
في هذه الرحلة الزمنية التي تستعرضها الصور، والممتدة بين عامي 1930 و1940، أنتم تشعرون بالأماكن والزوايا ومعانيها المختلفة، وقد احتوت هؤلاء الأصدقاء وشكلت علاقاتهم بحيث تلخص هذه الصور أيضاً تاريخ مدينة أسوان العريق، وما يجاورها في القاهرة ومصر بشكل عام.
"عزيزي للتطوير العقاري" تشارك في أيام الشارقة التراثية
تعود "عزيزي للتطوير العقاري"، شركة التطوير العقاري الرائدة والتي تتخذ من دولة الإمارات مقراً لها، وتتميز بحضورها في الأسواق العالمية، مجدداً للعب دور مهم في ترويج التراث الإماراتي، وذلك بمساهمتها في أيام الشارقة التراثية الـ 15، حيث تشارك شركة التطوير العقاري البارزة جهود القائمين على هذه الأيام في ترويج الهوية والتراث الثقافي المحلي والعالمي، وذلك من خلال رعايتها لجناحين لاحتضان بعض فعاليات المهرجان الكبير.
وقال فرهاد عزيزي، الرئيس التنفيذي لشركة "عزيزي للتطوير العقاري": "تأتي مشاركتنا في أيام الشارقة التراثية في إطار سعينا إلى تعزيز الهوية التراثية، وانسجاماً مع قيمنا الجوهرية في الحفاظ على الثقافة والتراث الشعبي لهذه البلاد التي نكن لها كل الاحترام والإجلال. ونحظى من خلال الجناحين المشاركين في هذا الحدث الثقافي بفرصة فريدة للتواصل مع المجتمع المحلي على المستوى الثقافي".
وأضاف: "من الأهداف والرسائل السامية لعام الخير، العمل على بناء مجتمع منسجم على أسس من الدعم المشترك بين القطاعات كافة، ويتوجب علينا تعلم الكثير من تقاليد الماضي وتراثنا الثقافي. وتُقام الفعالية تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتهدف إلى تقديم نافذة على التراث الإماراتي العريق، وإبراز الموروث الثقافي والتراثي للعديد من البلدان من كافة أرجاء العالم".
ويمكن لزوار القرية التراثية شراء التحف والمشغولات اليدوية، وسماع الأساطير الشعبية، واستكشاف العروض والرقصات الفلكلورية. وتهدف أيام الشارقة التراثية إلى تقديم مختلف جوانب التراث الإماراتي إلى العالم، وترويج هذا التراث الأصيل، وإلهام الجيل الشاب، وتعزيز قيم الولاء، ومشاعر الفخر والاعتزاز في نفوسهم ووجدانهم بالانتماء لأصالة وعراقة هذه الأرض الطيبة، وزيادة الحرص لديهم على تطوير مجتمعها.
ويأتي دعم أيام الشارقة التراثية في أعقاب العديد من المبادرات المجتمعية التي تولت "عزيزي للتطوير العقاري" تنفيذها، حيث سبق للشركة رعاية كأس دبي العالمي 2017، وأطلقت مؤخراً حملة تبرع بالدم، كما تواصل على الدوام دعمها لمجلس دبي الرياضي.
البحرين تقدم صورة عن طبيعة الحرف والصناعات التراثية البحرينية
شاركت البحرين في فعاليات أيام الشارقة التراثية الخامسة عشرة، التي تقام تحت شعار "التراث مبنى ومعنى"، وذلك من خلال جناح خاص بها احتوى على العديد من الحرف التراثية، إضافة إلى الفقرات والتشكيلات التراثية المتنوعة التي قدمها علي مطر أمام الجمهور، ولاقت إقبالاً كبيراً من الزوار.
وساهمت مشاركة البحرين في تقديم صورة متكاملة عن طبيعة الحرف التراثية والصناعات التقليدية البحرينية، التي تعد من أبرز المكونات الثقافية المميزة للهوية البحرينية، ومن بين الحرف المشهورة التي قدمها جناح البحرين النقش على النحاس، وصناعة السلال التي يستخدم فيها صانعوها سعف النخيل لصنع العديد من الأغراض، مثل حصيرة السفرة، سلال التخزين، الصحون الصغيرة، المراوح اليدوية، وصناعة القوارب والسفن.
وعرض جناح البحرين للجمهور كيفية نسج الخيوط، التي تعتبر من الحرف الشعبية التقليدية كالخياطة والغزل وتسقيف المنازل، فضلاً عن جرة الفخار التي كانت تستخدم في القدم لحفظ الطعام، والبنادق التي كانوا يستخدمونها الحرس لحراسة البلاد، و"المبيتة"، وهي مسمى كان يطلق على الصندوق الخشبي الذي يستخدمه أهل العروس لنقل ثيابه ومجوهراتها ليلة زفافها، ويعتبر من أهم العادات والتقاليد في تلك الأيام.
وكان في جناح البحرين العديد من التحف التي تحيي التراث الخليجي، مثل اللوحات التي تعبر عن عبق التاريخ والتي منها أبواب البيوت القديمة، والمنحوتات التراثية التي يعشقها أهل الخليج، حيث تضمن الجناح على مقتنيات تراثية متنوعة تدل على عبق وغنى وتنوع التراث البحريني.
ولاقت فعاليات البحرين المتمثلة في جناحها تفاعل مميز من قبل جمهور وزوار الأيام التي حركت مشاعرهم، حيث قدم علي مطر لهم شرحاً مفصلاً عن النسيج ومداخل البيوت والتصاميم الخاصة بها، إضافة إلى عرض "الحب"، وهي جرة يضع فيها المياه لحفظها باردة لحين شربها.
وعبّر الوفد البحريني عن تقديره وشكره للقائمين على أيام الشارقة التراثية، لحسن التنظيم والإدارة والاستضافة، فالأيام محطة كبرى من أجل التراث بمختلف فعالياتها وأنشطتها، والحضور والمشاركة فيها عنوان كبير ومصدر فخر واعتزاز. وكرّمت مدير معهد الشارقة للتراث بالإنابة، نائب رئيس اللجنة العليا لأيام الشارقة التراثية، أسماء سيف السويدي، الوفد البحريني المشارك في فعاليات الأيام، وقامت بتسليم شهادات التقدير والدروع التذكارية للوفد.
"التراث والتشكيل" ترسم تراث الإمارات الأصيل على لوحات فنية تلامس الحاضر
ناقشت محاضرة ألقاها الدكتور محمد يوسف، المحاضر بكلية الفنون الجميلة في جامعة الشارقة، العلاقة بين "التراث والتشكيل"، وبينت أهمية الفن في تعزيز ثقافة التراث بالمجتمعات، ومساهمته في رسم الصورة التراثية الواضحة وتحويلها إلى عمل فني مستلهم من الأشكال التي يقدمها الفنان أو المبتكر للوحة الفنية، إضافة إلى شرحه السلس عن العلاقة الجميلة التي تربط التراث بالفن التشكيلي.
واستعرض الدكتور يوسف كيفية حضور التراث في الفن التشكيلي واستدعاء الرموز والعناصر التراثية في صور ولوحات فنية تحاور الماضي وتلامس الحاضر، حيث اعتمد في محاضرته على تجربته الشخصية في هذا المجال، والتي أسهمت عبر مساراتها في تحويل الصورة التراثية إلى عمل فني مستلهم من الأشكال التي تسكن في عيون ومخيلة المبدع.
وعكست المحاضرة الأعمال الفنية التي قامت عليها تجربته ومدى تأثيرها بالتراث الإماراتي، وبخاصة البيئتين اللتين عاش فيهما، وهما: البر (الصحراء)، والبحر (السواحل)، وقال "إن التراث مرتبط بشكل وطيد مع الفن، حيث يعتبر التراث مصدر إلهام للكثير للمبدعين، كون المبدع يحتاج إلى جذور يبدأ منها في إبداعاته، وهنا يأتي دور التراث في تعريف أصل الفنان التشكيلي وفصله، فمن بدون التراث لا يكون هناك فن، ومهما كبر التراث وصغر فهو يمثل مساحة جغرافية وأشخاص يعيشون فوقها، ومن ثم يرحلون ويرثها غيرهم".
وبين أن التراث الإماراتي الذي يعتز ويفتخر به ما زال موجوداً بفضل القيادة الرشيدة بالدولة التي تسعى دائماً إلى نقله إلى الأجيال الحالية بصورة جمالية عصرية متواكبة مع المتغيرات الحاصلة من دون التغيير بالمحتوى والمعنى الحقيقي له، موضحاً أنه عاصر جيلين متتاليين، وتعرف على عاداتهم وتقليدهم، ويحاول نقلها للأجيال القادمة والحالية عبر مهنته والفعاليات التراثية التي تنظم داخل الدولة، متطرقاً إلى بعض الأدوات التي كان يستخدمها الأجداد في بيوتهم مثل اللمبات والكتابات القرآنية الموجودة على جدران البيوت.
وأكد أن جميع من هم على أرض هذه الدولة يعتز بتراثها، فهي مصدر إلهام لهم، متمنياً نقل الصورة الصحيحة واللائقة للتراث الإماراتي عبر الوسائل الإعلامية والتواصل الاجتماعي وتحديثها بصورة مستمرة، والتواصل مع التراث بشكل جيد ومتين، حيث يعد التراث همزة وصل بين جميع الأطراف على وجه الأرض من فنانين ومسؤولين وأسر، ومختلف الفئات في المجتمعات المحلية والدولية.