تنظيم داعش يشن هجومين على مقاتلي المعارضة السورية
عمان – رويترز
قالت مصادر من مقاتلي المعارضة السورية الأحد (9 أبريل/ نيسان 2017) إن مقاتلي تنظيم داعش شنوا هجومين انتحاريين على معارضين مدعومين من الولايات المتحدة قرب الحدود مع العراق مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 شخصا في القتال وإصابة آخرين.
وقالوا إن ثمانية من مقاتلي التنظيم وأربعة من رجالهم قتلوا.
وقالت مصادر المعارضة إن هجوما وقع على قاعدة عسكرية قرب معبر التنف الحدودي مع العراق نفذ بمركبة ملغومة واحدة على الأقل اقتحمت مدخل القاعدة. وقال مصدر إن اثنين على الأقل من مقاتلي المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة قتلا وأصيب عشرات بجروح.
وشن المتشددون هجوما انتحاريا آخر على قافلة لمقاتلي المعارضة من فصيل (أسود الشرقية) الذي أرسل تعزيزات من مقره قرب مخيم الركبان للاجئين الواقع على مسافة أبعد باتجاه الجنوب الغربي. وقتل اثنان من القافلة.
وقال مصدر بارز من جماعة (أسود الشرقية) طلب عدم نشر اسمه إن اشتباكات وقعت داخل معبر التنف مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة عدد آخر وأضاف أنهم هاجموا قافلة لجماعته لكن الموقف تحت السيطرة الآن.
وقالت وكالة أعماق للأنباء التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية "هجومان استشهاديان وعمليتان انغماسيتان شنها جنود من الدولة أمس على مواقع للفصائل السورية المدعومة أمريكيا قرب معبر التنف على الحدود مع الأردن." ولم تورد مزيدا من التفاصيل.
وقال قيادي في قوات المعارضة إن طائرات من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة شاركت في عملية تعقب المتشددين الذين شنوا الهجوم ولاذوا بالفرار على ما يبدو.
وقدرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أن مابين 20 و30 من مقاتلي الدولة الإسلامية شاركوا في الهجوم البري وكان بعضهم يرتدي سترات ملغومة.
وأضاف البنتاجون إن "التحالف والقوات المشاركة معه تصدت لهجوم تنظيم داعش بنيران مباشرة قبل تدمير مركبات مهاجمة للعدو ومن تبقى من المقاتلين بهجمات جوية عديدة من جانب التحالف".
ويقع معبر التنف ومخيم الركبان قرب الحدود السورية مع العراق والأردن. وجماعة أسود الشرقية إحدى الجماعات الرئيسية في المنطقة التي تحارب داعش وتقاتل تحت راية الجيش السوري الحر الذي يموله التحالف الغربي ويمده بالعتاد.
ويساند الأردن، حليف الولايات المتحدة، جماعات المعارضة المعتدلة المرتبطة بما يطلق عليها الجبهة الجنوبية المدعومة من تحالف عربي غربي يحاول منع سقوط جنوب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة في يد تنظيم داعش.
والعام الماضي انتزع مقاتلون من المعارضة معبر التنف من داعش وحاولوا إخراج التنظيم من مدينة البوكمال السورية الحدودية على نهر الفرات إلى الشمال الشرقي لكن محاولاتهم فشلت. وتقع البوكمال على طريق إمداد كبير للمتشددين بين معاقلهم في العراق وسوريا.
وفي الأسابيع الماضية عاد متشددون للتجمع في المنطقة الصحراوية السورية قرب الحدود مع الأردن لتدعيم معقلهم الرئيسي في الرقة بعد انتكاسات في سوريا والعراق.
ويهدف الهجوم إلى إظهار أن المتشددين مازالوا قادرين على شن هجمات خاطفة على المعارضة المدعومة من الغرب التي سيطرت في الفترة الأخيرة على مساحات كبيرة من الأراضي الممتدة من بلدة بئر القصب على مسافة نحو 50 كيلومترا جنوب شرقي دمشق وصولا إلى الحدود مع العراق والأردن ومنطقة صحراوية يطلق عليها البادية.
وقال سعيد سيف وهو مسؤول من جماعة الشهيد أحمد العبدو المدعومة من الغرب والتي تعمل في المنطقة لرويترز "رسالتهم انه التنظيم موجود في المنطقة وما انسحب ولسه بيستهدف الجيش الحر".
وتبدي مصادر من مخابرات غربية قلقها منذ شهور من أن المتشددين الذين يفرون من معاقلهم الرئيسية في الرقة بسوريا والموصل بالعراق قد يجدون ملاذا آمنا في هذه المنطقة.
وقال مصدر مخابرات غربي لرويترز إن قوات خاصة أمريكية وبريطانية توسع قاعدة التنف لاستخدامها كنقطة انطلاق رئيسية لعمليات في الأشهر القادمة لطرد المتشددين من البوكمال.
ويقول دبلوماسيون إن خططا قيد الإعداد لشن ضربات جديدة للتحالف على متشددي داعش في الجنوب بما يشمل منطقة غربي مدينة درعا جنوب البلاد.