خبير ألماني: إدلب لم تكن سوى ذريعة لتوجيه ضربة عسكرية أمريكية
الوسط - المحرر السياسي
الضربات الصاروخية الأميركية لمطار الشعيرات العسكري السوري هي أيضا إشارة إلى طهران وموسكو، كما قال الخبير الألماني في شئون الشرق الأوسط ميشائيل لودز في مقابلة مع DW، نورد هنا مقتطفات منها.
DW: قامت الحكومة الأمريكية برد فعل على وقوع هجوم يعتقد أنه جرى بغاز سام في إدلب ونسبت الهجوم إلى نظام الأسد. من وجهة نظرك ما مدى التأكد من أن نظام الأسد كان وراء هذا الهجوم فعلاً؟
ميشائيل لودرز: "ليس لدينا معرفة مؤكدة حول ما حدث فعلا في إدلب وما لم يحدث. وكل التفسيرات ممكنة. ونحن ببساطة نفتقد إلى الحقائق المؤكدة. لكن من الواضح أن إدلب كانت مجرد مناسبة، كانت الذريعة لهذه الضربة العسكرية، التي لها خلفيات أخرى من الناحية الجيواستراتيجية. والأمر يتعلق بأن الولايات المتحدة ليست مستعدة لقبول المطالب الروسية والإيرانية الخاصة بالسلطة في سوريا. وما زالت حكومة ترامب لا ترضى بقبول إيران كعامل قوة في المنطقة".
ما هو أسوأ شيء يمكن أن ينجم عن هذه الضربة العسكرية؟
ميشائيل لودرز: "الولايات المتحدة ترى في روسيا أكبر عدو لها من الناحية الجيوسياسية في هذه اللحظة، وأنها تقود بطريقة مُبَطّنة حربا على اثنين من مسارح الحرب: في أوكرانيا، ولكن خصوصا في سوريا. ونظام الأسد قد استعاد كل المدن الكبرى، وكان آخرها شرق حلب في ديسمبر/ كانون الأول 2016. وإذا أردتَ، فيمكنك أن تقولَ إن الأمريكان خسروا هذه الحرب، هذه المواجهة مع روسيا مرة أخرى في سوريا. والآن هناك مراكز نفوذ في السلطة في واشنطن لديها على ما يبدو استعداد لإعادة هذا التطور إلى الوراء من خلال المواجهة في سوريا. وعلينا ألا ننسى أنه بعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية في تركيا في 16 أبريل/ نيسان، تريد الولايات المتحدة البدء بهجوم بري بالقوات الخاصة الأمريكية. وهناك بالفعل 400 جندي أمريكي متمركزون في سوريا، في اتجاه الرقة، عاصمة "الدولة الإسلامية" في شرق سوريا، وسينجحون في فتح الرقة. وماذا إذن؟ وماذا سيحدث بعد ذلك؟ ومن الذي سيمارس السلطة هناك؟ وماذا ستكون المطالب القادمة؟ هل هناك إرادة في إقامة منطقة حظر جوي؟ وسيكون ذلك بمثابة تكتيك تدريجي لن يوافق عليه الروس، لأن فرض منطقة حظر جوي يعني أن الطائرات الروسية أو السورية لن تعود قادرة على الانطلاق. وبالتالي فإن هذا سيعني المواجهة على أي حال. ولا يمكننا في الوقت الحالي أن نتوقع الطريق، الذي يمكن أن يسير فيه ذلك التطور، ولكن على كل حال فمستوى الإنذار هنا باللون الأحمر (أي: أقصى حالات التأهب)".
**ميشائيل لودرز هو باحث سياسي ومتخصص في الشؤون الإسلامية ومؤلف وناشر. كما أنه رئيس الجمعية العربية الألمانية ويعمل مستشارا أيضا لدى وزارة الخارجية الألمانية.