البحرين : رئيس "الأعلى للصحة": العمل جارٍ لتنفيذ 17 مبادرة لتطوير واستدامة خدمات الصحة النفسية
المنامة - المجلس الأعلى للصحة
أكد رئيس المجلس الأعلى للصحة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، أن موضوع الصحة النفسية الذي اختارته منظمة الصحة العالمية للاحتفاء بيوم الصحة العالمي الذي يصادف السابع من أبريل/ نيسان من كل عام، يشكل أحد الأولويات الدائمة في الأجندة الصحية لمملكة البحرين.
وبمناسبة الاحتفال بيوم الصحة العالمي، أشاد رئيس المجلس الأعلى للصحة بالرعاية والدعم اللامحدود التي يحظى بها القطاع الصحي في المملكة من عاهل البلاد القائد الأعلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وبدعمٍ ومتابعةٍ من رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، ومؤازرة من ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.
وفي تصريح بمناسبة يوم الصحة العالمي، أشار الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة إلى أنّ مملكة البحرين تشاطر العالم الاحتفال بيوم الصحة العالمي، حيث خصص هذا العام لحشد الموارد والسياسات نحو توفير خدمات الوقاية والتأهيل النفسي لجميع من يحتاجها، مشيراً إلى أن المجلس الأعلى للصحة كونه الجهة المنسقة لشئون الصحة في المملكة يولي اهتماماً كبيراً لهذا الموضوع لما له من تأثير كبير على صحة المواطنين والمقيمين وسلامتهم.
وأكد في هذا الصدد أنّ الخطة الوطنية للصحة لمملكة البحرين (2016 - 2025) حددت سياسة متكاملة تشتمل على 17 مبادرة مهمة لتقديم خدمات متطورة في الصحة النفسية لتمكين الناس من اعتماد حياة صحية والحفاظ عليها عبر خمسة أهداف استراتيجية رئيسية.
ويتمثل الهدف الأول في الحفاظ على صحة السكان من خلال تعزيز الصحة النفسية والوقائية، عبر وضع خطط وقائية فاعلة للصحة النفسية (تطوير التثقيف الصحي لإصابة الذهان الأولي، تدريب المشرفين والمشرفات الاجتماعيات على دليل الصحة النفسية المدرسية، برنامج وقائي موجه إلى الشباب حول المخدرات).
ويتمثل الهدف الثاني في تكامل الخدمات النفسية في النظام الصحي مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والخاصة الأخرى عبر تعزيز اّلية التنسيق والشراكة مع الجهات المعنية بالصحة النفسية (تشكيل لجنة وطنية للصحة النفسية بمملكة البحرين، تحسين آلية التحويل بين المراكز الصحية ومستشفى الطب النفسي، تقديم الاستشارة المنتظمة لمركز الإرشاد الأسري، التدريب المهني للمرضى من أجل اندماجهم في المجتمع بالتنسيق مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية والمشورة والتنسيق مع الجمعية البحرينية لحماية العمالة الوافدة).
أما الهدف الثالث فيتمثل في حصول الجميع على خدمات الصحة النفسية عبر ضمان توفر خدمات الصحة النفسية في غالبية المؤسسات الصحية (التوسع في خدمات الصحة المدرسية ومدها إلى المحافظات الأخرى، فتح وحدة الناشئة الداخلية بمستشفى الطب النفسي، تغطية المراكز الصحية بالأطباء النفسيين، وتعزيز برامج خدمة المجتمع).
ويتمثل الهدف الرابع في استدامة الخدمات الصحية النفسية عبر ضمان أن تكون خدمات الصحة النفسية مستدامة ومتكاملة (تعزيز القوى البشرية، التدريب (نظام الساعات التعليمية المعتمدة)، تدريب أطباء العائلة في المراكز الصحية حول الاضطرابات النفسية الأكثر شيوعاً ومراجعة قوائم الأدوية).
ويتمثل الهدف الخامس في إيجاد نظام معلومات متطور لجمع البيانات وإجراء البحوث تطبيق برنامج الملف الإلكتروني (I-Seha) في مستشفى الطب النفسي وجمع المعلومات وقياس المؤشرات الحيوية.
وأشار إلى أن مملكة البحرين أولت اهتماماً كبيراً بتعزيز الصحة النفسية، فمستشفى الطب النفسي التابع لوزارة الصحة يقدم خدماته على مدار الساعة، بجميع التخصصات الفرعية للطب النفسي، وهذا ما يميز مملكة البحرين في توفير الخدمات متعددة التخصص، وهي الطب النفسي العام، والطب النفسي للأطفال والمراهقة، والطب النفسي في المجتمع، والزيارات المنزلية، والطب النفسي للإعاقة الذهنية، والطب النفسي التأهيلي، إضافة إلى عيادة للقلق النفسي.
ونوه رئيس المجلس الأعلى للصحة إلى أنّ وزارة الصحة شرعت في العمل على تقوية نظام الرعاية الصحية الأولية وتحسين خدمات الصحة النفسية، حيث تم إدراج برنامج الصحة النفسية (صحة نفسية أفضل) من ضمن البرامج المحققة للأهداف الاستراتيجية لاستراتيجية الرعاية الصحية الأولية. ويشتمل مستشفى الطب النفسي على 241 سريراً لجميع التخصصات النفسية موزعة على أقسام المستشفى ويواكب المستشفى أحدث التطورات العلاجية لتلبية احتياجات المجتمع البحريني.
وأكد أن الصحة النفسية تعد أحد الأبعاد الأساسية للصحة عامة. والصحة النفسية هي أكثر من مجرد غياب الاضطرابات النفسية، فهي حالة من الرفاهة، تعني فهم الفرد لقدراته الشخصية وكيفية تعامله مع ضغوط الحياة الاعتيادية وممارسة عمل منتج ومثمر والقدرة على المساهمة في بناء مجتمعه. لذلك فإن المعالجة الصحية الشاملة لجميع المشاكل الصحية البدنية والنفسية والاجتماعية تمثل الطريقة المثلى لإحراز أفضل النتائج.
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن إدماج الصحة النفسية في الرعاية الصحية الأولية يمثل الوسيلة الأفضل لتقديم خدمات متكاملة وخصوصاً مع تداخل الأمراض النفسية والعضوية حيث تمثل الرعاية الأولية خط التماس المباشر والأول بين الفرد وطبيبه.
ويتيح يوم الصحة العالمي الذي يُحتفل به في 7 أبريل من كل عام إحياءً للذكرى السنوية لتأسيس منظمة الصحة العالمية فرصة فريدة من نوعها أمامنا لتعبئة جهود العمل حول موضوع صحي محدّد يهمّ الناس في أنحاء العالم أجمع.