العدد 5323 بتاريخ 03-04-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةمجتمع
شارك:


"أصدقاء مرضى السرطان" تدعم استراتيجية خليجية موحدة لمكافحة المرض

الكويت – بنا

أعلنت جمعية أصدقاء مرضى السرطان مساء أمس الأول خلال مشاركتها في المؤتمر الخليجي المشترك الأول للسرطان، عن دعمها للتوصيات والرؤى التي أطلقها المؤتمر، حيث دعا المشاركون إلى ضرورة توحيد الجهود التوعوية الرامية إلى مكافحة السرطان على صعيد دول مجلس التعاون الخليجي، وإطلاق استراتيجية موحدة تشمل كل دول المنطقة، وكذلك رسم إطاراً عاماً للعمل المشترك، وتحفيز المؤسسات الأكاديمية والهيئات الصحية على توسيع نطاق أنشطتها في البحوث العلمية، للوصول إلى أفضل سبل العلاج والوقاية من المرض.

جاء ذلك خلال مشاركة الجمعية في المؤتمر الذي أُقيمت فعالياته يومي 2 و3 أبريل الجاري في العاصمة الكويتية الكويت تحت شعار "استراتيجية التوعية: الواقع والطموح"، بمشاركة عدد من الجمعيات والمؤسسات العاملة في مجال مكافحة مرض السرطان في دول مجلس التعاون الخليجي، ونخبة من الأطباء المتخصصين في علاج الأورام، والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين.

وضم وفد جمعية أصدقاء مرضى السرطان المشارك في المؤتمر كل من رئيس مجلس إدارة الجمعية سوسن جعفر، والأمين العام للجمعية سوسن الماضي، وتنفيذي البرامج هيا مرعي.

وقد سلط المؤتمر الضوء على الدور الذي يلعبه عامل التوعية في مكافحة السرطان، وعلى أهمية تبادل الخبرات مع المنظمات الإقليمية في مجال تطوير برامج العلاج والوقاية من المرض، وأبرز المؤتمر الجهود التي تقوم بها المؤسسات في القطاعين الحكومي والخاص في سبيل السيطرة على المرض، وتقديم الدعم بكافة أشكاله للمصابين، وشهد المؤتمر تقديم مجموعة من الأوراق العلمية التي استعرضت بشكل موسع آخر ما توصل إليه العالم على صعيد مكافحة السرطان.

وقالت سوسن جعفر: " إننا نتطلع اليوم لما سينبثق عنه المؤتمر الخليجي المشترك الأول من مخرجات وتوصيات لما يمثله هذا التعاون من أهمية كبيرة في توحيد الجهود، وكذلك الاستفادة من تبادل الخبرات العالمية والاقليمية والمحلية، وتسليط الضوء على أفضل الممارسات في مجال التوعية في الثلاث محاور التي يتناولها المؤتمر خلال انعقاده، وهي: المحور الطبي، والمحور الإعلامي، والمحور النفسي".

وذكرت جعفر جهود الجمعية في العمل ضمن محاور المؤتمر بقولها: "حرصت جمعية أصدقاء مرضى السرطان من خلال استراتيجيتها خلال الأعوام الماضية التركيز على المحور الطبي من خلال تعزيز التوعية بمرض السرطان وسبل الوقاية منه في مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع القطاعين الحكومي والخاص، وتعد مبادرة القافلة الوردية والتي أطلقتها الجمعية عام 2011 لنشر الوعي عن سرطان الثدي وسبل الكشف المبكر عنه من أهم المبادرات ليس فقط على الصعيد المحلي وإنما تجاوزت ذلك لتصل إلى المستوى العالمي".

وأوضحت "إن المحور النفسي محوراً أساسياً في عمل جمعية أصدقاء مرضى السرطان، إذ أن لدى الجمعية العديد من المبادرات في هذا المجال منها : مبادرة لون عالمي والتي تدعم و تمكن مريضات السرطان نفسياً ومعنوياً ، ومبادرة عربة المرح للدعم النفسي لأطفال مرضى السرطان داخل المستشفيات ، إلى جانب ما تقوم به على صعيد المحور الإعلامي حيث تؤمن الجمعية بأهمية أثره الكبير على المجتمع وخصوصاً دور وسائل التواصل الاجتماعي والتي اصبحت من أهم النظم الإعلامية الفعالة، وكان لتجربة الجمعية في هذا الصدد أثر كبير في تفعيل الإعلام الهادف في مبادرات الجمعية التوعوية".

من جانبه، قال استشاري الأورام، ورئيس قسم العلاج الاشعاعي في مركز الكويت لمكافحة السرطان خالد الصالح: "هناك ارتفاع في نسب الإصابة بالسرطان بشكل لافت على مستوى العالم، حيث أننا نلحظ أن معدلات الإصابة به في العام 1974 لم تتعد 70 حالة لكل مئة ألف نسمة، فيما استمر في الارتفاع إلى أن وصل بحلول العام 2003 إلى ما يقارب 110 حالات لكل مئة ألف نسمة، ثم 120 حالة لكل مئة ألف نسمة في العام 2013، وهو ما يؤكد أن معدلات الإصابة بالمرض في ازدياد لاسيما سرطان الثدي والقولون".

وأشار الصالح إلى أهمية التوعية الفاعلة في محاربة عوامل الخطورة المتعلقة بالسرطان، مثل التدخين، والملوثات البيئية، والأشعة، والالتهابات الفيروسية، والسمنة والشراهة في أكل اللحوم الحمراء، وتعاطي الكحول وغيرها، مؤكداً أن التوعية بمخاطر المرض تسهم في تقليل الإصابة به بنسبة 30%، وهذا يعني بلغة الأرقام أن نحو 700 شخص من الأشخاص المهددين بالإصابة بالمرض كل عام يمكن أن ينجو من الإصابة به في حال تجنب عوامل الخطورة.

وسعى المؤتمر الخليجي المشترك الأول للسرطان إلى تسليط الضوء على الممارسات الأساسية المتعلقة بالتوعية والرعاية النفسية الهادفة إلى تحسين جودة الحياة لمرضى السرطان، وإبراز الخصائص الوراثية والجينية في الوقاية، وتناول المؤتمر أهم العوامل المتعلقة بنوعية البيئة الغذائية والممارسات المحفزة للإصابة. كما عمل المؤتمر على إيصال الرسائل الإعلامية والتوعوية الرامية إلى تعزيز الوعي بخطورة المرض، ومدى تأثير الصورة الإعلامية السلبية على المرضى وذويهم، ووضع خطط تهدف إلى الاستفادة من القنوات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي في التوعية بمخاطر المرض.

واستعرض المؤتمر جملة من الخبرات والتجارب العملية في مجال تطبيق استراتيجيات التوعية بالسرطان، متناولاً العديد من النماذج الإقليمية والدولية، كما ركز على قياس العبء الاقتصادي للمرض على الفرد والمجتمع والنظام الصحّي، وإظهار الدور الذي تلعبه القطاعات الأهلية والخاصة في مجالات التوعية لتحقيق التكامل مع القطاع الحكومي في هذا الصدد.

وصاحب انعقاد المؤتمر إقامة معرض للجمعيات والهيئات المشاركة، نظمت فيه جمعية أصدقاء مرضى السرطان جناحها الخاص، لتعريف المشاركين بالمؤتمر بالأهداف التي تسعى الجمعية الوصول إليها، وعلى الانجازات التي حققتها خلال الـ18 سنة الماضية، وكذلك الجهود التي تبذلها دولة الإمارات بشكل عام وإمارة الشارقة بشكل خاص في سبيل مكافحة السرطان.

وعلى هامش المؤتمر عقد الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان اجتماع جمعيته العمومية بحضور ممثلين عن مجالس إدارة عدد من الجمعيات الأعضاء بالاتحاد على مستوي دول مجلس التعاون الخليجي، ناقشوا الخطط والاستراتيجيات الرامية لتطوير عمل الاتحاد، والنهوض بدوره ومشاركته على مستويات الجمعيات، والمبادرات العاملة في مجال التوعية بمرض السرطان، واستعرضت الجمعية العمومية خلال اجتماعها التقرير الإداري للاتحاد خلال الأربعة أعوام الماضية، وقام المجلس بانتخاب أعضاء مجلس الإدارة للدورة الجديدة 2017- 2021 والذي ضم رئيس مجلس الإدارة لجمعية اصدقاء مرضى السرطان سوسن جعفر، وكذلك الأمين العام للجمعية سوسن الماضي.

يذكر أن جمعية أصدقاء مرضى السرطان هي جمعية ذات نفع عام، تأسست عام 1999 في إمارة الشارقة وهي تهدف إلى نشر الوعي بالسرطانات الستة القابلة للكشف المبكر وهي: "سرطان الثدي، وعنق الرحم، والبروستاتا، والجلد، وسرطان القولون والمستقيم"، وإلى جانب عملها التوعوي تعمل الجمعية على تقديم الدعم المعنوي والمادي لآلاف المرضى وعائلاتهم ممن تأثروا بمرض السرطان، بغض النظر عن جنسياتهم وأعمارهم، ونجحت حتى الآن في تقديم الدعم لأكثر من 3700 مصاب بالسرطان من الأطفال والنساء والرجال المقيمين في الإمارات.




أضف تعليق