فيدرر العائد بقوة يضع ويمبلدون نصب عينيه
ميامي - أ ف ب
بعد غياب لستة أشهر العام 2016، عاد السويسري روجيه فيدرر بقوة الى ساحة كرة المضرب منذ بداية 2017، ففرض أسلوبه وأحرز ثلاثة ألقاب مهمة، قبل أن يخلد الى الراحة تمهيدا للعودة إلى البطولات الكبرى لاسيما الأحب إلى قلبه: ويمبلدون.
خلال ثلاثة أشهر، أحرز السويسري (35 عاما) لقب بطولة استراليا المفتوحة، أولى البطولات الاربع الكبرى، وأتبعها بإنديان ويلز وميامي الاميركيتين، دورتي الماسترز للألف نقطة الأوليين هذا الموسم.
وبعد فوزه على الاسباني رافايل نادال في نهائي ميامي الاحد 6-3 و6-4، أعلن فيدرر انه سيغيب عن دورات الملاعب الترابية، ولن يعود اليها سوى للمشاركة في بطولة فرنسا المفتوحة في رولان غاروس، والمقررة اقامتها بين 28 مايو/ أيار و11 يونيو/ حزيران.
وقال: "لم يعد عمري 24 عاما، الأمور تغيرت كثيرا ومن المرجح انني لن اشارك في اي دورة على الملاعب الترابية" قبل رولان غاروس التي أحرز لقبها مرة واحدة في 2009.
إلا أن السويسري الذي يحمل الرقم القياسي لعدد الألقاب في البطولات الكبرى (18)، كان واضحا في تأكيده أنه لن يكون "تحت الضغط" في البطولة الفرنسية، بل أنه يضع نصب عينيه ويمبلدون، البطولة الأحب الى قلبه والتي أحرز لقبها سبع مرات، آخرها العام 2012.
وكان هذا اللقب الأخير لفيدرر في البطولات الكبرى قبل ان يحرز لقب بطولة ملبورن الأسترالية في يناير/ كانون الثاني الماضي.
وقال فيدرر "ويمبلدون هي الموعد الكبير المقبل، هي المكان الذي سيبدأ منه موسمي بشكل فعلي. قد يبدو غريبا ان أقول ذلك الآن، الا ان الأمر كان واضحا في ذهني منذ البداية".
وقدم فيدرر منذ مطلع السنة أداء أعاد التذكير بالفترة التي هيمن فيها على كرة المضرب عالميا في مطلع العقد الأول من الألفية الثالثة. وشكل هذا الأداء مفاجأة بسبب غياب فيدرر الطويل العام الماضي وتراجعه الى المركز الـ 16 في تصنيف اللاعبين المحترفين.
ولم يحرز فيدرر أي لقب في 2016. الا انه تقدم بثبات في 2017، وخسر مرة واحدة مقابل 19 فوزا كان بعضها في مواجهة لاعبين بارزين منهم نادال (ثلاث مرات بينها نهائيي استراليا وميامي) ومواطنه ستانيسلاس فافرينكا والارجنتيني خوان مارتن دل بوترو.
الا انه استفاد بشكل غير مباشر من تراجع أداء البريطاني أندي موراي المصنف أول عالميا، والصربي نوفاك ديوكوفيتش الثاني واللذين غابا عن دورة ميامي بسبب الاصابة.
"جنون"
وتقدم فيدرر خلال ثلاثة أشهر من المركز 16 عالميا الى المركز الرابع، بحسب تصنيف اللاعبين المحترفين الصادر الاثنين.
ولم يكن السويسري نفسه يتوقع ان يقدم هذا الأداء في وقت قصير.
وقال بعد فوزه في ميامي: "لو كنت قد بلغت النهائي هنا حتى من دون إحراز لقبي بطولة استراليا المفتوحة وانديان ويلز، لكنت سعيدا (...) هذا جنون، لا أعرف صراحة كيف يمكنني ان أشرح هذا الأمر".
واضافة إلى استفادته من عوامل عدة على أرض الملعب لاسيما ابتعاد موراي وديوكوفيتش، بات السويسري يجد نفسه في وضع بدني أفضل لاسيما في ركبته التي كانت السبب الرئيسي لابتعاده العام الماضي.
وقال: "كانت ركبتي غريبة فعلا بعض الشيء العام الماضي على الأرض الترابية، لذا البقاء بعيدا لأطول وقت ممكن عن هذه الأرضية لا يمكن ان يكون أمرا سيئا".
واضاف "جسدي في حاجة الى أخذ قسط من الراحة، ذهني أيضا. عائلتي تحتاج الي وأنا احتاج اليها"، مشددا على ان استعادة صدارة التصنيف العالمي التي احتلها 302 اسبوعين، ليست أولوية.
وأوضح "كل الجزء الثاني من الموسم سيكون أولوية في الواقع، لذا الوقت حاليا مثالي لأخذ قسط من الراحة (...) سيكون في امكاني تمضية وقت كاف في قاعة التمارين الرياضية، وهو ما لم أتمكن من القيام به خلال الأشهر الماضية".
ويتضمن الجزء الثاني من الموسم مواعيد كبرى، منها ويمبلدون وبطولة فلاشينغ ميدوز الأميركية، آخر البطولات الكبرى، اضافة الى بطولة الماسترز في لندن.
ولا يخفي السويسري تعطشه الى مزيد من الألقاب التي أحرز منها 91 خلال مسيرته، وهو ثالث أكبر عدد من الألقاب بعد الأميركيين جيمي كونورز (109 ألقاب) وايفان ليندل (94 لقبا).
وقال فيدرر "أرغب في بلوغ عتبة المئة لقب لانه رقم جميل"، مؤكدا في الوقت نفسه انه لن يلجأ الى "الدورات +الصغيرة+ لبلوغ هذا الرقم... أنا لا أختار الدورات السهلة".