العدد 5322 بتاريخ 02-04-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةثقافة
شارك:


مختارات من قصص الأمل لصناع الأمل في العالم العربي

دبي - مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية

منذ إطلاقها مطلع الشهر الجاري، نجحت مبادرة "صناع الأمل"، التي تندرج ضمن مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، في اجتذاب عدد كبير من المشاركات من شباب وشابات من مختلف أنحاء العالم العربي يتطلعون إلى المساهمة في نشر الأمل وصنع تغيير إيجابي. حتى اليوم، تلقت مبادرة "صناع الأمل" أكثر من 50 ألف قصة أمل من أفراد ومجموعات، لديهم مشاريع ومبادرات، يسعون من خلالها إلى مساعدة الناس وتحسين نوعية الحياة أو المساهمة في حل بعض التحديات التي تواجهها مجتمعاتهم.

سعياً لمشاركة الناس هذه القصص كي تكون مصدر إلهام للآخرين الذين يتطلعون إلى تغيير مجتمعاتهم نحو الأفضل، نستعرض بعض قصص صناع الأمل التي تفتح نافذة أمل وتفاؤل وإيجابية في عالمنا العربي من المحيط إلى الخليج.

 القصة الأولى: الطاقة المتجددة في خدمة بيوت الله

فريق وهج التطوعي يكرس ثقافة التحول نحو الطاقة المتجددة في خدمة المجتمع

شهدت سلطنة عمان في شهر يونيو من العام الماضي 2016 ولادة فريق صغير في حجمه... عظيم في طموحه وكبير في عطائه، فريق مكون من مجموعة من الموظفين الشباب، اتحدوا ليغيروا حياة الناس نحو الأفضل في بعض مناطق سلطنة عمان من خلال إدخال مفهوم الإنارة بالطاقة الشمسية إلى المناطق النائية.

فريق وهج التطوعي بدأ رحلته عبر مسابقة داخلية في مقر عملهم حفزتهم للتوجه إلى مجتمع بلادهم كمتطوعين. وانطلقوا منها لينشروا مفهوم الحياة العصرية المحافظة على البيئة، وأدخلوا مفهوم الإنارة بالطاقة الشمسية إلى المناطق البعيدة، ليقولوا بأن الإنارة لم تعد حكراً على بيوت تصلها خطوط الكهرباء، بل أصبحت شمسنا قادرة على إضاءة سواد ليل دامس بعد يوم نهار ساطع.

فريق وهج التطوعي بدأ عمله بترويج ضرورة استغلال الطاقة البديلة (الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المتجددة) لتوفير الكهرباء لتلك المناطق التي لا تصلها. لقد أراد الفريق أن يكون رائداً باستغلال الطاقة البديلة في بلاده، وكان له ذلك.

بدأ بإنارة بيوت الله كمرحلة أولى، وتم اختيار عدد من المساجد التي تخدم المناطق الجبلية. وكانت البداية مع بلدة "قلهات" الواقعة في ولاية صور التابعة لمحافظة جنوب الشرقية في سلطنة عمان ويقدر عدد سكانها بـ 1123 نسمة. حيث استهدف الفريق أحد المساجد الواقعة في الطريق الجبلي الذي يربط بعض القرى، وعلى مدار يومين متتاليين قام شباب الفريق بتحويل وهج الشمس ليصبح شعاع إيمان لعشرات المصلين. ولم يكتف الفريق بذلك بل قام بترميم المسجد وصيانته من صبغ وتأثيث وتركيب للنوافذ وصيانة الملاحق. إن العمل التطوعي الملهم الذي قام به الفريق لاقى تفاعل المواطنين في تلك المنطقة، فقاموا بمد يد العون للفريق لينجح الفريق بتحويل المبادرة إلى ثقافة مجتمعية.

"وهج" فريق عماني يافع ذو نظرة مستقبلية وعى بأن العالم اليوم لن يكون كما هو بعد عقد أو عقدين، فالطاقة المتجددة وخصوصاً الشمسية منها باتت محور اهتمام العديد من الشباب، وأصبحت تشكل أملاً لديهم قبل الحكومات في خفض النفقات وحماية البيئة والحفاظ على كوكبنا لنورثه إلى الأجيال القادمة. ويرى الفريق بأن توفير الطاقة الكهربائية يعتبر أمراً حيوياً للمناطق الجبلية البعيدة التي تواجه عوائق عدة كصعوبة تنفيذ مشاريع البنية التحتية فيها لكونها مكلفة للغاية وتتطلب الكثير من الوقت والجهد وربما العائد الاقتصادي الذي لا يتناسب مع حجم الانفاق عليها. وحتى أن تلك المناطق التي ينفذ بها بعض المشاريع فإن معظم شركات الكهرباء التي تمد هذه المناطق بالطاقة الكهربائية تستخدم مولدات تعمل بوقود الديزل والذي يعتبر أحد العوامل المساهمة في تلويث البيئية على المستوى البعيد.

"وهج" ليس مجرد اسم لأعضاء الفريق، بل هو عنوان لمعان كثيرة لدى شباب حالم بغد أفضل، فهو اسم يعكس مفهوم الضوء الذي قد يغيب عن جبال وصحاري تفتقد الإنارة الليلية نتيجة لصعوبة وصول الناس إليها، فما بالك بالعيش فيها. ففي مجتمعنا هناك من يستسلم ويرى المستقبل مستحيلاً، وهناك من يتمسك بالأمل بل ويسهم في صناعته، وفريق وهج يحلم في حال فوزه بمبادرة صناع الأمل المنضوية تحت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، توسيع نشاطه للوصول إلى أكبر قدر من المناطق النائية ونشر النور فيها.

القصة الثانية: سامر عثمان أسس منظمة بإسم زوجته وفاء لذكراها

فقدان زوجته وابنه ألهماه الطريق لمساعدة عشرات الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة

شهد التاريخ الإنساني العديد من القصص التي تبدأ بفاجعة وتنتهي بسعادة على العديد من الناس، في وادي النيل وتحديداً في السودان الشقيق، لم يكن عشرات الأطفال السودانيين من ذوي الاحتياجات الخاصة قد ولدوا بعد في العام 2004 عندما فقد سامر حسن محمد عثمان زوجته أميرة ليلحق بها بعد أقل من 3 أسابيع ابنه محمد وكلاهما قضى نتيجة حادث سير أليم وقع في المملكة العربية السعودية.

فتلك الحادثة ومع حجم الألم الذي حملته معها في قلب وعقل عثمان إلا أنها كانت شعاع أمل لعشرات الأطفال في مستقبل لاحق. فسامر المثخن بجراح الفراق أراد التعبير عن محبته لزوجته وابنه الذي كان من ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال مبادرة إنسانية رائعة، فأنشأ في العام 2006 منظمة أميرة كرار الخيرية للأطفال المعاقين ذهنياً، ليخلد ذكرى أحبائه، ويسهم في رسم ابتسامة على شفاه عشرات الأسر السودانية التي تعاني متابعة أطفالها من ذوي الإعاقة.

قام سامر بتسخير تجربته الشخصية عبر المنتديات الحوارية ولاحقاً عبر منصات التواصل الاجتماعي لدعم غايته النبيلة، ونجح خلال عامين في حشد المؤيدين والداعمين من أفراد ومؤسسات حكومية وأهلية مختلفة مكنته من تحويل فكرة وحلم إلى حقيقة وواقع ملموس. قد تسود الدنيا في عيون البعض بهذا الحجم من الفقد، ولكن عثمان آمن بضرورة تحويل الحزن إلى طاقة إيجابية دافعة لخير الناس، وتحويل الفقد المؤلم إلى عطاء يغمر أبناء بلده بالسعادة.

سامر لم يكتفِ بتلك المبادرة بل أطلق مبادرة أخرى تهدف لتوعية المجتمع بضرورة العمل على خفض معدلات حوادث الطرق لتصبح في يوم من الأيام خالية من دماء ضحايا الموت غير المقصود. واليوم يسعى إلى رفع مستويات الأداء في مبادرتيه وتمكين قدرات العاملين والمتطوعين فيهما من خلال التعاون مع جهات محلية ودولية معنية في الشأنين.

عندما بدأ سامر مشروعه كان يرى في جل المراكز العاملة في تهيئة أولئك أن الصفة التجارية غالبة عليها، وأن بعضها يفتقر لمقومات أساسية في خدمة الأطفال، وأنهم شريحة مغيبة من المجتمع بالشكل الذي لا يتيح لها فرصة إبراز كوامن طاقاتها والانخراط في نشاطات الحياة اليومية للمجتمع. واليوم يكرس سامر جل وقته لتنسيق الرؤى بين المراكز المتخصصة بالأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وضمان أهلية وقدرة العاملين في هذه المراكز على تلبية احتياجات مئات الأطفال الذين بحاجة إلى دعم نفسي ومعنوي ومادي أكبر بكثير من أقرانهم الأصحاء.

ونجح سامر في وقت قصير بتعزيز اتصاله مع الحكومة السودانية ممثلة بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية حيث قام وبالتعاون مع الوزارة بتنفيذ مجموعة من الدورات التدريبية المتخصصة وورش العمل التي شارك بها العديد من المختصين في الشؤون الإنسانية والمعنيين في التربية.

سامر كان مثالاً ناجحاً لمن يضيء شعلة أمل عوضاً عن أن يلعن الظلام. والمنطقة العربية بحاجة إلى نماذج حضارية تنير الطريق للشباب والأجيال القادمة وتجعل منهم روافد للخير ومنابع للأمل.

القصة الثالثة: 70 متطوعاً يقون عشرات الأسر الجوع ونقص المال في اليمن

محمد أحمد طالب ارتحل من الكويت إلى اليمن طالباً للعلم، وهالته بعض المشاهد التي وقعت عيونه عليها في العاصمة صنعاء، بعض الأيتام والأسر المتعففة يأكلون من القمامة. وهو الأمر الذي دفع محمد إلى إطلاق مشروع بريد الخير لكفالة الأيتام والأسر الفقيرة.

بريد الخير هو مشروع طلابي طوعي بنظام مؤسسي حاز على ترحيب من عمادة كلية الطب في جامعة صنعاء ورؤساء الأقسام من الأستاذة والطلبة. وهدف لكفالة 150 يتيماً و35 أسرة متعففة من صنعاء عبر توفير حقيبة غذائية شهرية لهم ومصاريف إيجار المنزل ومصروف شهري يقيهم الحاجة لسؤال الناس.

وبالتزامن أطلق الشاب مشروع الكسب النافع الذي يعتبر مشروع تجاري بسيط تتكسب منه الأسر وتوفر متطلبات الحياة، ويرعى مشروعا يهتم بإعانة المرضى الذي يوفر الأدوية وينسق العمليات الجراحية للمحتاجين بالإضافة لمشروع الأضاحي لتوزيع اللحوم ومشروع الصدقة الجارية لسقي الماء.

وتكونت لجان المشاريع من 70 متطوعاً من طلاب وطالبات كلية الطب مقسمين لتنظيم العمل بحيث يجمعون المبالغ بسندات قبض حسب استمارات الأيتام ثم تسلم للجنة توزيع المساعدات، ومع أنه مشروع تطوعي صغير إلا أنه أثر في حياة عشرات الأسر.




أضف تعليق