رسالة مواطن...هل الابن المنشغل تماماً بزوجته عن والديه اللذين يعيشان معه بنفس المنزل يعتبر قاطعاً للرحم؟
سواءً اتفقت معي أم لم تتفق، لقد أصبح قاطع الرحم من أخطر الأشخاص، ويعد عمله من الكبائر بل ومن أكبر المشكلات التي تؤرق الأسرة والمجتمع سواءً كان في الأسرالغنية أو الفقيرة.
لقد تسبب قاطع الرحم اليوم بقطع أوصال الأسر فيما بينها؛ بل وممزقاً للمجتمع، وبسببه تعادى الناس وتشاجرت الأسر وتباغضت وتباعدت. والمصيبة أعظم وأجل أن قاطعي الرحم يعيشون بيننا وفي بيوتنا، وما أكبر المصائب حينما يكون قاطع الرحم ليس فقط مع أهله وأقاربه؛ بل المصيبة أعظم حينما تكون القطيعة مع أمه وأبيه خصوصاً وهما يعيشان بينهم، ولا يفصلهما عنه إلا جدار اسمنتي. أي ربما هو يسكن مع زوجته في الطابق العلوي ووالداه يسكنان في الطابق السفلي، فلا يشاهدانه إلا حينما يمر عليهما ذاهباً إلى عمله، أو راجعاً منه، وهما جالسان في الصالة يؤدي لهما تحية المرور، وفي يوم عيد الأم يرمي عليهما هديته المعتادة السنوية (صفرية) أو (درزن صحون)؛ كي يضمنا استمرار طبخاتها اللذيذة، والسبب طبعاً وفي أغلب البيوتات هي "الزوجة" حبيبته وعشيقته.
يا الله... ماذا فعلت بنا يا أحمد؟ لقد قطعت زوجتك رحمك، وما عدت تأكل معنا في صحن واحد، أو على سفرة واحدة قبل أن تتزوجها، حيث كنا نطعمك من صحننا، وتأكل معنا وعلى سفرتنا! يالله ما هذا القلب الرحيم العطوف "أنها أمك لا تزال تحبه وتحن إليه وإلى أيام زمانه وطفولته".
لكن السؤال المفروض طرحه هو كيف نعرف قاطع الرحم؟ أي كيف نعرف الشاب الذي قطع رحمه؟ هل نوزع ملصقات على أبوابهم أم على الطرقات كما يفعلون في أفلام الكاوبوي أيام زمان حينما يطاردون فارساً سارق مصرف أو "قاطع طرق" حيث يلصقون ملصقاً وعليه صورته مكتوب عليها مطلوب حياً أو ميتاً؟ أم هل هناك أعراض وعلامات مبكرة تظهر على قاطع الرحم وهو في بيتي؟ هل من الممكن أنا كصديق أو أخ أن أتعرّف على وجود قاطع رحم مدمن يعيش معي في منزلي؟ بالطبع الإجابة نعم، ويمكن معرفة العلامات المبكرة لقاطع الرحم وذلك لتفادي ومنع تدهور الحالة وضياع الابن وسرقته من يد أمه.
لا شك من أهم الأعراض النفسية والسلوكية والتي من الممكن ملاحظتها كجرس إنذار بأن هنالك شيئاً ما غير طبيعي يظهر على سلوكه تتحسسه والدته كالعزلة، والابتعاد عنها شيئاً فشيئاً، حيث يصبح في عزلة عنها مع زوجته على عكس ما كان عليه سابقاً، ثم يبادر بقطع مروره عليها، أي مقاطعتها، فيتعذّر بأتفه الأسباب كحرارة الطقس حتى ينسحب تدريجياً من قلب والدته ليقطعه إرباً إرباً حينما يقاطع وجباتها وسفرة والدته بسبب آلام المعدة والإسهال، ليستقل وينعزل تماماً عنها وعن أهله تماماً. ثم يسهر خارج المنزل مع زوجته، أو يكثر من زيارة أقارب زوجته ليغرز مخالب أنياب زوجته في قلبها تهيئة لقتلها ثم يمشيان على جثتها.
رسالتي للقراء ليست مزحة ولا تأليفاً؛ بل إنها الحقيقة، فكم من الشباب اليوم لا يكاد يرى والديه ما خلا مرةً في الشهر! أليست القطيعة السلمية أو البيضاء؟ وكم من الشباب من كان هو السبب في قتلهما وهما أحياء؟ إنني أجدّد ندائي لهؤلاء إذا لم تكن الجنة تحت أقدامهما، فنار الدنيا ولهيبها تحت أقدامكم عوضاً عن جهنم الآخرة بانتظاركما!
مهدي خليل