خروج سد الفرات قرب الرقة السورية عن الخدمة نتيجة المعارك
الحسكة - أ ف ب
خرج سد الفرات الواقع تحت سيطرة تنظيم “داعش” قرب مدينة الرقة السورية اليوم الاحد (26 مارس/ آذار 2017) عن الخدمة نتيجة المعارك الدائرة قربه ما يهدد بارتفاع منسوب المياه فيه، وفق ما افاد مصدر فني من داخله وكالة فرانس برس.
وتخوض قوات سورية الديموقراطية، تحالف فصائل عربية وكردية، معارك عنيفة لاستعادة السيطرة على سد الفرات ومدينة الطبقة القريبة منه في إطار العملية العسكرية الواسعة لطرد تنظيم “داعش” من الرقة، أبرز معاقله في سورية.
وقال مصدر فني من داخل سد الفرات الذي يعرف ايضا بسد الطبقة، لفرانس برس "خرج سد الفرات عن الخدمة نتيجة المعارك العنيفة بالقرب منه".
واوضح ان "قصفاً طال ساحة التوزيع المسؤولة عن تزويد السد بالطاقة الكهربائية ما ادى لخروجها عن الخدمة فنياً" من دون ان يتمكن من تحديد ما إذا كان القصف عبارة عن غارات جوية او ناتج عن الاشتباكات القريبة.
ويشكل خروج السد عن الخدمة، بحسب المصدر الفني، "خطورة في حال لم يتم تدارك الاعطال الفنية سريعاً".
واشار المصدر إلى أن "عدد الفنيين الموجودين في السد محدود حالياً وبالتالي لا يمكنهم السيطرة على الاعطال الفنية"، كما انه لا يمكن لفنيين آخرين الدخول اليه "فحركة الدخول والخروج متوقفة منذ ثلاثة ايام نتيجة الغارات المكثفة في محيطه".
واكد المتحدث باسم قوات سورية الديموقراطية طلال سلو بدوره لفرانس برس الا خطورة على السد، مشددا على انه "ليس هناك غارات على السد".
وبدأت قوات سورية الديموقراطية في نوفمبر الماضي عملية عسكرية واسعة لطرد تنظيم “داعش” من الرقة بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وتمكنت خلال الاشهر الماضية من احراز تقدم نحو المدينة وقطعت كافة طرق الامداد الرئيسية للجهاديين من الجهات الشمالية والغربية والشرقية.
وتتجه الانظار حاليا إلى مدينة الطبقة وسد الفرات في ريف الرقة الغربي، خصوصاً بعد عملية الانزال الجوي التي قامت بها قوات اميركية قبل أيام على بعد كيلومترات منهما لدعم هجوم قوات سورية الديموقراطية.
واكد سلو ان هدف عملية الانزال كان "تجنب قصف السد او حصول اي اضرار فيه".
وتتركز الاشتباكات حاليا خارج المدخل الشمالي للسد، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان الذي افاد ايضا عن صعوبات عدة اهمها تلغيم الجهاديين للمنطقة المحيطة به.
وحذر تنظيم “داعش” عبر وكالة "اعماق" التابعة له من ان سد الفرات "مهدد بالانهيار في اي لحظة نتيجة الضربات الاميركية وبسبب الارتفاع الكبير في منسوب المياه".
الا ان المصدر الفني أكد لفرانس برس ان "منسوب المياه لم يرتفع حتى الآن، لكنه مهدد بالارتفاع في حال استمر الوضع الحالي".
وتبلغ كميات المياه المخزنة في سد الفرات أكثر من 14 مليار متر مكعب.
وتعتمد المحافظات الواقعة في شمال وشرق سورية بشكل رئيسي عليه لتأمين مياه الشفة لملايين المدنيين ولري مساحات كبيرة من الاراضي الزراعية.
وافادت الامم المتحدة في تقرير في فبراير أن مستوى المياه في نهر الفرات ارتفع الى علو عشرة أمتار منذ شهر يناير.
وحذرت من أنه من شان اي ارتفاع اضافي في منسوب المياه او ضرر يلحق بسد الطبقة أن يؤدي الى فيضانات واسعة في جميع انحاء الرقة وصولا الى دير الزور شرقا.