رسالة مواطن: كيف تتصرف مع شخص يصلي بجنبك بالمسجد وتنبعث منه روائح عرق كريهة؟
من أجمل ما قدّمه لنا دستورنا الإسلامي الأصيل متمثلاً في كتاب الله وفي آية قصيرة جداً "يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد" (سورة الأعراف). خطاب عام لجميع البشر وليس المؤمنين فقط، وهو يحث الناس أو يأمرهم باللباس النظيف والزينة والطيب، وأهمهما نظافة وطهارة البدن.
ما أردت أن أقوله في هذه العجالة والكلام هذه المرة على أي رجل أو شاب تنبعث منه روائح وإفرازات العرق خصوصاً عند ذهابه للصلاة في بيت الله وفي هذه الأيام الساخنة.. الصيف على الأبواب وكما تعرفون الأجسام تفرز العرق خصوصاً للذين يزاولون عملاً خارج البيت أي تحت أشعة الشمس الملتهبة طوال ساعات، أو من يتطلب عمله التنقل في مواقع العمل أو من تدعوه الحاجة إلى التسوق اليومي أو المشي والشمس في وسط السماء، وبالذات وقت حضور الصلاة ولحرص هؤلاء الأشخاص على حضور صلاة الجماعة منهم ذاك الذي تخرج منه روائح عرق كريهة والذي لا يكلّف نفسه أن يغتسل أو على الأقل أن يغيّر من ملابسه الداخلية؛ بل يسارع لحضور الصلاة دون تطبيق تعاليم الدين بأن تكون ملابسه نظيفة، وبدنه خال من أية إفرازات، وذلك بالتطيب بالطيب والمسك والعود والعنبر، كما قال الرسول الأعظم "حبّب إلي الطيب والنساء وقرة عيني الصلاة"، بل يندفع بين الصفوف للوقوف في الصفوف الأولى في صلاة الجماعة، وهو هكذا بذات الروائح الكريهة، كما يعبّر عنه وملابسه رثة ممتلئة بالعرق خصوصاً الداخلية، فكلما اقتربت منه شممت روائحها كروائح المجاري، وكلما سجد وزع روائحه لمن هم خلفه.
جميع أئمة الجمعة والجماعة يؤكدون على ضرورة الإلتزام بما وصانا به رسولنا وحبيبنا محمد (ص) وما هو أعظم من ذا وذاك "كاشف الغطاء" ذاك الشاب الذي يرتدي "فانيلة " والتي بالكاد تصل لسره، وكلما سجد ظهر كامل جسمه. ورسالتي هذه أوجّهها إلى الشباب وكبار السن معاً بضرورة المحافظة على الصلاة، والتقيد بتعاليم سيدنا وحبيبنا رسول البشرية محمد (ص) بالاهتمام بالمظهر الخارجي، واللباس الداخلي، والاغتسال عند كل صلاة والطيب معاً، وتجنب اللباس القصير الذي يزعج المؤمنين خصوصاً الذين يصلون خلفه ويغضب الرب، وهو يعلم حقيقة أنه ذاهب إلى لقاء مهم جداً، وهو الله جل جلاله رب الأرباب... يتوجه للقاء خالقه وهو يرتدي بيجامة نوم أو إزار يأتزر به أو ثوب عليها بقع صالونة لحم!
وما قصة الشاب الذي قال لصديقه حينما طلب منه أن يأخذه معه لمكان ما وهما في المسجد فردّ عليه بأن ينتظره عند بيته ريثما يرتدي أفضل وأجمل اللباس! مما أثار غضب صديقه الذي بادره بنبرة صوت غاضبة وكيف ذلك؟ أتحضر للقاء ربك بملابس رثة وترتدي لباساً جميلاً نظيفاً للقاء الناس؟ ما هذه السلوكيات والتناقضات التي لا تزال معشعشة إلى اليوم؟
إخواني القراء.. رسالتي هذه أوجهها لذلك الذي تنبعث منه روائح عرق كريهة للإنتباه والتذكر قبل الذهاب للقاء من أهم اللقاءات، ومن أكبر الأرباب والملوك، أي عند مليك مقتدر وفي بقعة من أطهر بقاع الأرض وهو المسجد أو الجامع أي بيت الله.
مهدي خليل