البحرين : المفتاح يُكرم الخريجين والمراكز القرآنية الفائزة لعام 2016
المنطقة الدبلوماسية - وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف
تحت رعاية وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة، نظمت إدارة شئون القرآن الكريم بالوزارة مؤخراً حفل تكريم الخريجين والمراكز الفائزة في التقييم السنوي لعام 2016، والذي أُقيم بجامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، بحضور وكيل الوزارة للشئون الإسلامية الشيخ فريد يعقوب المفتاح، ومدير إدارة شئون القرآن الكريم بالوزارة الشيخ عبدالله عبدالعزيز العمري.
وقال وكيل الشئون الإسلامية إن تنظيم الوزارة لهذا التكريم يأتي لإبراز ما تزخر به مملكة البحرين من كوكبة متقنة لكتاب الله تعالى حفظاً وتلاوةً وفهماً، وهذا ما تسعى الشئون الإسلامية لتحقيقه عبر خططها الاستراتيجية وبرامجها التشغيلية، ومبادراتها المستمرة.
وأوضح أن إدارة شئون القرآن الكريم سعت إلى تغذية المجتمع بالمراكز والحلقات القرآنية الحاضنة لناشئته وشبابه الحامية لهم بعد الله من الانحراف الخلقي والسلوكي والفكري، إذ بلغ عددها بنهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي 221 مركزاً وحلقة قرآنية، يشارك في العملية التعليمية والإدارية والفنية بها ما يقارب 2000 شخص من الجنسين، وحرصاً من إدارة شئون القرآن الكريم على جودة التعليم والمخرجات بالمراكز والحلقات القرآنية فقد تم إنشاء جهاز باسم (جهاز التوجيه الفني) يُعنى بمتابعة أداء المراكز والحلقات القرآنية أولاً بأول عبر زيارات ميدانية ولقاءات دورية، مشكلٌ من أكثر من 40 عضواً من الجنسين، وإنشاء جهاز آخر باسم (جهاز الاختبارات) يُعنى باختبار طلبة وطالبات المراكز والحلقات القرآنية حال ختم جزء من القرآن الكريم للـتأكد من جودة إتقانهم، مشكلٌ من 10 أعضاء من الجنسين.
واستطرد: وسعياً لرعاية المواهب القرآنية وتنميتها تم إنشاء (جهاز الإعداد للمسابقات القرآنية الدولية) والذي يُعنى بمتابعة وتأهيل الموهوبين بحفظ القرآن الكريم وتجويده وحسن أدائه للمشاركة في المسابقات القرآنية الدولية، وبتوفيق الله سطّرت مملكة البحرين اسمها في أوائل الفائزين في عدد كثير منها، كما قامت إدارة شئون القرآن الكريم بإصدار منهج معتمد لمساق التلاوة والتجويد يحرص على إتقان الدارس للقواعد نظرياً وتطبيقها في تلاوته وتعليمه، يطبق حالياً في جميع المراكز والحلقات القرآنية في مملكة البحرين بما فيها المراكز التي تشرف عليها الجمعيات الأهلية.
وأضاف "ومن اللجان التي لها دور كبير في خدمة القرآن الكريم والتي قامت الإدارة بتشكيلها (لجنة مراقبة المصاحف) والتي تُعنى بمراجعة وتدقيق جميع المصاحف المقروءة والمسموعة التي تدخل إلى مملكة البحرين"، كما قامت الوزارة في هذا الصدد بعمل حقيبة تدريبية معتمدة باسم (دبلوم مراجعة المصاحف) حوى دورات علمية متخصصة وورش تدريبية لكبار علماء القرآن الكريم تؤهل الدارسين لمعرفة العلوم المتصلة بالقرآن الكريم وتمكنهم من مراجعة المصاحف ومراقبتها واكتشاف الأخطاء بها، فضلاً عن مشروع ختمة البحرين الصوتية، والذي يُعد من المشاريع الرائدة بالوزارة بالتعاون مع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ويأتي هذا التعاون استكمالاً لمشروع مصحف البحرين الكبير حيث تمّ اختيار ثلاثة من قرّاء مملكة البحرين الحافظين لكتاب الله تجويداً وأداءً وتعيين عددٍ من المشايخ القرَّاء من داخل مملكة البحرين وخارجها لمتابعة التلاوات ومراقبتها أولاً بأول. ثم عرض هذه التلاوات على جهات علميَّة رفيعة خارج مملكة البحرين لمراجعتها وإجازتها. ومن ثمَّ بثِّها في مختلف وسائل اﻹعلام المسموعة والمرئية، وتضمينها مستقبلاً في مصحف البحرين اﻹلكتروني الذي سيتم تصميمه للعمل على صفحات اﻹنترنت ومِنصَّات اﻷجهزة اللوحية والهاتفية.
مشيراً إلى أن من الإضافات المميزة لمملكة البحرين في مجال تعليم القرآن الكريم وعلومه وتدريب وتأهيل المعلمين والموجهين والمهتمين، هو صدور المرسوم الملكي من لدن ملك البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بإنشاء معهد القراءات وإعداد معلمي القرآن الكريم والذي يُعتبر رافداً مهماً من الروافد القرآنية في مملكة البحرين، وسيتم عما قريب تشغيل المعهد وانطلاق فعالياته وبرامجه بالتعاون مع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
لافتاً إلى أن العديد من خدمات إدارات وأقسام الشئون الإسلامية أصبحت إلكترونية، ومن ضمنها خدمات إدارة شئون القرآن الكريم، بل وحتى تعلم القرآن الكريم أصبح إلكترونياً عن بُعد، وذلك لمن لا يستطيع حضور المراكز القرآنية لتعلم القرآن، من خلال مركز الإقراء الإلكتروني.
مؤكداً المفتاح أن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا فضل الله تعالى وتوفيقه أولاً ثم التوجيهات السديدة لعاهل البلاد واهتمام حكومته ودعمها المستمر لجميع البرامج والأنشطة المتعلقة بخدمة القرآن الكريم والارتقاء بمستوى حفظته من جميع الجوانب.
وقد بدأ الحفل بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم للقارئ راشد أحمد مهنا البوعينين، بعدها ألقى الشيخ صهيب عبدالرزاق شريف رئيس مركز عبدالرحمن أجور لتعليم القرآن الكريم كلمة المراكز والحلقات القرآنية الفائزة في التقييم السنوي لعام 2016، أشاد فيها باهتمام القيادة الحكيمة بالقرآن الكريم، وحرص الحكومة على دعم وتطوير هذه المراكز القرآنية الفاعلة والتي ساهمت في خدمة الإسلام والمسلمين، وقد بدأ هذا الاهتمام بإقامة مسابقة البحرين الكبرى لحفظ القرآن الكريم وتجويد وتفسيره والتي تُقام سنوية برعاية كريمة من لدن عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ثم إنشاء إدارة خاصة للقرآن الكريم تُعنى بأهل القرآن وخاصته، ثم تنظيم مسابقة البحرين العالمية للقرآن الكريم عبر الانترنت، متوجة كل ذلك بإنشاء معهد للقراءات وإعداد المعلمين، مثمناً الاهتمام البالغ من وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف والعناية الفائقة من وكيل الوزارة للشئون الإسلامية فريد يعقوب المفتاح بالقرآن الكريم وأهله، والتي ستنعكس بلا شك على المجتمع في صلاح الشباب والناشئة على أرض مملكتنا الحبيبة، مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
وأضاف قائلاً "لا يفوتنا أن نُحيي ونُبارك للمراكز والحلقات القرآنية الفائزة في التقييم السنوي للعام الدراسي المنصرم، متمنين لبقية المراكز والحلقات القرآنية كل التوفيق والسداد في السنوات القادمة بإذن الله"، مشيداً بجهود جميع الإخوة والأخوات في إدارة شئون القرآن الكريم على تنظيمهم الأنشطة القرآنية المتميزة والمسابقات النافعة والبرامج المفيدة التي من شأنها تطوير المراكز والحلقات القرآنية والدفع بها إلى التميز والعطاء.
ثم تلا الطالب غمدان عبدالوهاب العاقل ما تيسر له من الذكر الحكيم، بعدها ألقى الشيخ حسين خالد عشيش كلمة بشأن أهمية القرآن والإخلاص في العمل القرآني، قال فيها: القرآن هو كتاب الله الخالد، وحجته البالغة على الناس جميعا، ختم الله به الكتب السماوية، وأنزله هداية ورحمة للعالمين، وضمّنه منهاجاً كاملاً وشريعة تامّة لحياة المسلمين، لقوله تعالى: {إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً} [الإسراء: 9].
مضيفاً أن القرآن معجزة باقية ما بقي على الأرض حياة أو أحياء، أيّد الله تعالى به رسوله محمداً صلّى الله عليه وسلّم وتحدّى الإنس والجنّ على أن يأتوا بسورة من مثله، فكان عجز البلغاء والفصحاء قديماً وحديثاً أكبر دليل على سماويّة هذا الكتاب وأنه كلام ربّ العالمين، لقوله تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً} [الإسراء: 88].
مشيراً إلى أن الإخلاص هو أساس النجاح والظفر بالمطلوب في الدنيا والآخرة، فهو للعمل بمنزلة الأساس للبنيان، وبمنزلة الروح للجسد، فكما أنه لا يستقر البناء ولا يتمكّن من الانتفاع منه إلا بتقوية أساسه وتعاهده من أن يعتريه خلل فكذلك العمل بدون الإخلاص، وكما أن حياة البدن بالروح فحياة العمل وتحصيل ثمراته بمصاحبته وملازمته للإخلاص، والإخلاص أحد الركنين العظيمين اللذين انبنى عليهما دين الإسلام، وهما إخلاص العمل لله وحده وتجريد المتابعة للرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي الختام تفضل كلاً من وكيل الوزارة للشئون الإسلامية ومدير إدارة شئون القرآن الكريم بتكريم (20) من حفظة القرآن الكريم كاملاً، و(76) من الحاصلين على شهادة التجويد، و (7) من الحاصلين على شهادة معتمدة في القراءات، فضلاً عن تكريم ((4 مراكز فائزة بالدرجة الأولى في التقييم السنوي لعام 2016م، و(4) مراكز فائزة بالدرجة الثانية، و(4) حلقات قرآنية، إلى جانب تكريم الشيخ حسين خالد عشيش لتميزه في إقراء القرآن الكريم والموجهين والمعلمين الأوائل والمدرسين المتميزين بالمراكز والحلقات القرآنية.