الفنان التشكيلي البحريني راشد العريفي في ذمة الله
المنامة - بنا
غيّب الموت مساء اليوم السبت (18 مارس/ آذار 2017)، في المنامة، الفنان التشكيلي البحريني راشد العريفي رئيس جمعية البحرين للفن المعاصر، بعد صراعٍ طويل مع المرض،حيث قضى أيامه الأخيرة في مستشفى قوة دفاع البحرين «المستشفى العسكري»، وسوف ينقل جثمانه إلى مسقط رأسه «المحرق». وكان الراحل من أبرز رواد الحركة التشكيلية في البحرين ومنطقة الخليج.
الكتابة ليست شيئاً سهلاً عن الفنان الراحل راشد العريفي.. كما إن كل محاولات رصد مناحي شخصيته وتجليات ثقافته الفنية تشير فقط إلى واقع إبداعي، لا شك في ذلك، فهو رائد المدرسة الفنية الدلمونية كما يلحو لكثيرين تلقيبه.
فقد كان ذلك المبدع الذي يعمل بدأب على نسج مغامراته الفنية بجد ترسم حدوده صرامة الشغوف بالبحث و الرغبة في الإكتشاف، دافعاً أيها نحو باحة الإثراء، ضارباً بتونيعاته على منوال التخطي والتصادم والمغامرة التجريبة المشرعة الآفاق والتخوم.
حينما كان يباغته السؤال عن ذلك الزواج المقدس بينه و بين الموروث الحضاري الدلموني القديم، فإنه يقف برهة ليشرع في سرد سيرة تشكل وعي ذلك الفتى وحبه لجملة تلك الرموز التي حملتها موجودات قلعة البحرين.
إذ قادته الصدفة نحو تلك المكتشفات التي أشعلت فيه لحظة الشغف بتاريخ دلمون، كان طالباً بالصفوف الأولى من المرحلة الثانوية، وشاء القدر أن تنظم مدرسته زيارة لقلعة البحرين وصادف أن التقى في هذه الجولة بـ (جيفري بيبي - Geoffrey bibby) الذي كان يشرف علي التنقيب عن الآثار في القلعة. كان بيبي يسكن في غرفة صغيرة، عبارة عن عريش به بعض الأرفف خصصها لعرض بعض القطع والموجودات الأثرية التي تمّ اكتشافها في القلعة. هذا ما كان يسرده دائما العريفي ويذكره جيدا من هذه الرحلة، كانت تلك الموجودات تنتمي إلى مراحل مختلفة من تاريخ دلمون ولم يكن بعدُ قد تأسس متحف في البحرين لضمها. أخذته تلك الموجودات الأثرية بسحرها فكان يمعن النظر في تفاصيلها فكل الأختام والرسومات التي مرت أمام عينيه أصبحت محفورة في ذاكرته، لتتحول لمسار تفكير و اشتغال فني بالنسبة له.
قبل 50 عاماً، كان قد أقام معرضه الشخصي الأول 1967 في نادي «العروبة» وقد كان من بين قلة من الفنانين التشكيلين ممن أقام له معرضاً شخصياً، كان عمره آنذاك 19 عاماً وكان عمر تشكل وتراكم سيرة التجربة وسيرة تشكل الحركة التشكيلية في البحرين. ففي الــ 13 ديسمبر/ كانون الأول من العام 1963 كان العريفي ورفاقه من الفنانين قد وضعوا حجر الأساس لانطلاقتهم الأولى في عالم الفن والتشكيل من خلال « أسرة هواة الفن» بالجفير، كان معرضهم التشكيلي الأول وكانت مصافحتهم الأولى مع جمهور الفن في البحرين.