جماعات مؤيدة لحكومة الوفاق الليبية تسيطر على مجمع حكومة منافسة
طرابلس – رويترز
سيطرت جماعات مسلحة متحالفة مع حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس على مجمع كان يشغله رئيس وزراء حكومة الإنقاذ الوطني المعلنة من جانب واحد في وقت مبكر الأربعاء (15 مارس/ آذار 2017) بعد قتال عنيف امتد إلى عدة مناطق بالعاصمة الليبية.
واحترق مقر قناة تلفزيونية متعاطفة مع حكومة الإنقاذ الوطني خلال القتال وانقطع بث القناة. وأصيب مستشفى خلال الاشتباكات.
واندلع القتال يوم الاثنين فيما يبدو نتيجة خلاف بشأن السيطرة على بنك في حي الأندلس بغرب طرابلس قبل أن يتحول إلى صراع نفوذ بين الجماعات المتنافسة من طرابلس ومن مدينة مصراتة الساحلية وبين جماعات مؤيدة لحكومة الوفاق الوطني وأخرى مناوئة لها.
وتخضع طرابلس لسيطرة عدد من الجماعات المسلحة التي كونت مناطق نفوذ محلية وتتنافس على السلطة منذ انتفاضة 2011.
وقال سكان إن أحدث اشتباكات اندلعت لأسباب منها الغضب من جماعات مصراتة التي عززت موقعها في طرابلس منذ 2014 عندما ساعدت في وصول حكومة الإنقاذ الوطني إلى السلطة.
واستمرت أحدث موجة من القتال معظم يوم الثلثاء في غرب طرابلس قبل أن تمتد إلى الأحياء الجنوبية في المساء. وانتشرت دبابات وأسلحة ثقيلة أخرى في الشوارع.
وبحلول اليوم الأربعاء كان أفراد الأمن المركزي التابعين لكتيبة أبو سليم المتحالفة مع حكومة الوفاق الوطني يقفون خارج مجمع فندق ريكسوس الذي اتخذه خليفة الغويل رئيس حكومة الإنقاذ الوطني مقرا لحكومته.
وقال مراسل لرويترز إن إحدى بوابات المجمع هدمت وإن بعض المباني تضررت أو احترقت. وأضاف أن مقاتلي الكتيبة أمنوا الطرق المحيطة بالمجمع. وسمع دوي انفجار هائل بعد ظهر اليوم الأربعاء قرب المجمع ونقل اثنان على الأقل من أفراد كتيبة أبو سليم لتلقي العلاج.
واستخدم أحد المباني كمستشفى ميداني وقام مسؤولون من قسم البحث الجنائي في طرابلس بنقل الحواسب الآلية والوثائق.
ونشرت كتيبة أبو سليم تسجيلا مصورا يظهر قائدها عبد الغني الككلي وهو يلقي خطاب النصر الذي جاء مقتضبا خارج مجمع ريكسوس محاطا بمقاتلين يرتدون ملابس غير رسمية ويلوحون بالبنادق.
وقال أحد مساعدي الغويل لموقع بوابة أفريقيا الإخبارية إن الغويل أصيب إصابة بسيطة أثناء محاولته مغادرة فندق ريكسوس فجر اليوم.
ونقلت البوابة عن الغويل قوله إن حكومته تحرص على "حقن دماء الليبيين وهو ما جعلها تتخذ قرار الانسحاب من بعض مقراتها في العاصمة طرابلس".
وقالت السلطات المحلية إن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب خمسة. وقال سكان إن فتاة تبلغ من العمر 14 عاما قتلت عندما أصيب مبنى سكني بوسط طرابلس.
وأصابت صواريخ وقذائف مباني إدارية وفندقية قرب ساحل طرابلس وكذلك مستشفى بحي أبو سليم واندلع حريق بقسم الأطفال.
وألغيت الدراسة في مدارس بوسط طرابلس اليوم الأربعاء نتيجة العنف.
وظل الدخان يتصاعد من مكاتب قناة النبأ، التي انقطع بثها التلفزيوني، حتى صباح اليوم الأربعاء. وليس واضحا الجهة التي شنت الهجوم.
كانت القناة توقفت عن البث لعدة أسابيع في نهاية مارس آذار العام الماضي عندما تعرض مقرها لهجوم بالتزامن مع وصول قادة حكومة الوفاق الوطني إلى طرابلس.
بعد ذلك عاودت حكومة الإنقاذ الوطني ومؤيدوها المسلحون الظهور بينما تكافح حكومة الوفاق الوطني لفرض سلطتها. واندلعت عدة جولات من القتال العنيف بين جماعات مسلحة مؤيدة للحكومة المدعومة من الأمم المتحدة والجماعات المعارضة لها.
وتعاني طرابلس من أزمة سيولة حادة وغالبا ما تكون البنوك بؤر توتر وتندلع بسببها أعمال العنف. وفي الأسبوع الماضي شب حريق في مقر بنك عمان بعد اندلاع قتال خارج المبنى.