فرج الله: نحتاج مشروعاً خليجياً يُحافظ عليها... وعبدالكريم: مشروع بحثي لرصدها عن بعد
«الحشرة اللئيمة» تغتال 40% من النخيل... وأكاديميون زراعيون يطالبون بوقاية «متكاملة» تحمي النخلة
السلمانية - علي الموسوي
قدّر أكاديميون زراعيون نسبة النخيل التي تصاب بسوسة النخيل الحمراء، وتتسبب في تلفها وإعدامها، بأنها تصل إلى نحو 40 في المئة، وهي النسبة التي أصبحت تشكل خطراً على أحد أهم مصادر الغذاء الزراعية، وخصوصاً في ظل التوجه نحو إزالة النخيل وبناء العمارات على أراضيها.
مخاوف عدة تطرق لها أكاديميون زراعيون، وذلك في المؤتمر الدولي الأول للوقاية المتكاملة لنخيل التمر الذي انطلق صباح أمس الاثنين (13 مارس/ آذار 2017) في جامعة الخليج العربي، وتنظمه المنظمة الدولية للمكافحة الحيوية والوقاية المتكاملة (IOBC-WPRS) بالاشتراك مع الجامعة، والمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي.
سوسة النخيل التي وصفها الأكاديمي السوداني في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، عبدالرحمن فرج الله بأنها «الحشرة اللئيمة»، أصبحت تشكل خطراً عالمياً على النخيل، إذ إنها انتشرت في كل مكان، وخصوصاً في دول الخليج العربي، مطالباً بطرق وقاية متكاملة تحمي النخلة من هذه الآفة.
فرج الله تحدث عن المخاوف التي أصبحت محيطة بالنخيل، وأكد لـ «الوسط» أنها أصبحت تتمثل في انتقال الأمراض والحشرات من مكان إلى مكان، وهذه المشكلة بدأت مع انتقال الناس بالسيارات والطائرات من مكان إلى آخر، وانتقال الفسائل أيضاً، وهذا أدى إلى نقل نبتة مصابة إلى مكان آخر، وهذه العملية خطيرة جداً».
ورأى فرج الله بأن أحد التحديات التي أصبحت تواجه النخيل بشكل عام، هو إزالتها وبناء العمارات مكانها، فالإنسان يزيل الأشجار عند بناء العقار، في الوقت الذي تعد النخلة موروثاً اقتصادياً وتراثياً.
وبصورة تفصيلية عن سوسة النخيل الحمراء، أوضح أن «المشكلة الأساسية هو سلوك الحشرة نفسها، لأنها تختبئ داخل الأشجار، وتبدأ بالانتشار داخلها دون أن تُرى، وهذا ما يحتّم علينا العمل بكل إمكانياتنا من أجل المحافظة عليها».
ولم يخف الحاجة إلى مشروع خليجي لزراعة النخيل، ينطلق من توجيهات القادة الخليجيين، مؤكداً أن الأبحاث والدراسات يمكن إجراؤها في سبيل إيجاد حلول ذات جدوى أكبر للقضاء على سوسة النخيل.
ونبّه إلى أن هذا العمل يجب النظر إليه بصورة مستقبلية، وليست آنية، إذ لابد من المحافظة على النخلة كما يُحافظ على الأولاد والبنات في البيت.
وأوضح أن سوسة النخيل الحمراء وصلت إلى الدول الخليجية قادمة من دول شرق آسيا، وتحديداً مع انتشار زراعة نخلة واشنطونيا، وهي النخلة التي تعطي طابعاً جمالياً فقط، دون أن يكون لها ثمر.
من جانبه، كشف رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر، الأكاديمي عبدالعزيز محمد عبدالكريم، عن مشروع بحثي تعمل عليه جامعة الخليج العربي يهدف للوصول إلى طرق حديثة لرصد سوسة النخيل عن بعد، وبالتالي القيام بعمليات الوقاية اللازمة، دون الحاجة إلى رش المبيدات على المزارع بشكل كامل.
وتوقع عبدالكريم أن يتم الانتهاء من المشروع البحثي نهاية العام الجاري أو مطلع العام المقبل، على أن تعمم نتائجه على الجهات المعنية بالزراعة في البحرين، من أجل اتخاذ السبل الحديثة في مكافحة سوسة النخيل.
وذكر أن هناك نتائج أولية مطمئنة للمشروع، تتركز بشكل أساسي على عملية رصد وحصر السوسة، ومحاولة إيجاد وسيلة لإضعاف السوسة، من خلال التعرف على الكائنات الدقيقة الموجودة في أمعائها.
وعبّر عن تفاؤله في استمرار عمليات البحث والدراسة على سوسة النخيل، وخصوصاً في ظل وجود 5 كليات زراعة في الخليج، إلى جانب المراكز الزراعية والبحثية.
وبدوره، رأى الأكاديمي في جامعة السلطان قابوس في عمان، علي الوهيبي، أن التركيز على المبيدات في القضاء على سوسة النخيل «مشكلة كبيرة، وصحيح أن التركيز عليها في العلاج ولكنها ليست الأفضل، ولذلك يجب التوجه إلى البدائل في العلاج، ومنها المكافحة الحيوية، وهذه طريقة كانت موجودة سابقاً، ولكن دخلت عليها المبيدات».
وقال الوهيبي إن سلطة عمان تبذل جهوداً في مكافحة سوسة النخيل، وذلك من خلال وزارة الزراعة، إلى جانب القيام بالدراسات والأبحاث في جامع السلطان قابوس، وبعض المراكز الزراعية والبحثية في عمان.
ولم يقلل الوهيبي من خطورة حشرة الدوباس على النخيل، فهي وإن كانت أقل من سوسة النخيل الحمراء، إلا أن هناك طرق وقاية وحماية للنخيل من الإصابة بها.
من جانبه، تطرق المختص في أمراض النبات، محمد فوزي، إلى آفة أخرى تصيب الأشجار والنخيل، وهي آفة البيوض، التي لم يتم التوصل إلى حلول للقضاء عليها حتى الآن، وهي تعتبر من أمراض النباتات الفطرية التي تدخل جذور الأشجار.
وقال فوزي إن البيوض تعد أكبر آفة تصيب الأشجار والنخيل، ولم يتم التوصل إلى حلول وعلاجات كما تم التوصل إلى علاجات لسوسة النخيل الحمراء.